أحد المواطنين بالسامراب محطة 3 (فضل حجب اسمه) أشار إلى أن العديد من المواطنين ممن يجاورونه «يربون» الأبقار داخل منازلهم محولين ديارهم مباشرة إلى حظائر مما تسبب في انتشار الذباب وكم هائل من الحشرات ناهيك عن الفيروسات التي لا ترى بالعين المجردة، جراء ما تفرزه من روث ومخلفات أخرى عدة!! مما يتسبب في جلب الأمراض مستقبلاً إن تُركت تلك الحظائر المنزلية على حالها بعيداً عن أعين مسؤولي محلية بحري، أو الرقابة البيطرية بوزارة الزراعة والثروة الحيوانية بولاية الخرطوم. ثم ما رأي السلطات الصحية بمحلية بحري في هذا الأمر؟ في الولايات الأخرى بالسودان خصصت حظائر عدة للأبقار خارج نطاق الأحياء مخافة أن تنتقل أمراض الحيوان إلى الإنسان بما تفرزه من مخلفات كما ذكرت آنفاً، فما بالك بالعاصمة القومية الأكثر رقياً وتحضراً وهي تمارس في أحد أحيائها «سعاية» الأبقار داخل المنازل الأمر الذي يضر السكان الآخرين، ربما بمرض التايفود لاحقاً، أو أمراض أخرى نجهلها متسربة عبر روث تلك الأبقار ومخلفاتها. ثم ما عمل محلية بحري، أو وزارة الصحة بالمنطقة التي عليها القيام بالزيارات الميدانية بداخل أحياء محلية بحري وبالأخص الطرفية منها للوقوف على مثل هذه الممارسات غير الحضارية لمساءلة من يقدم على ما يخل بصحة المواطن، حتى لا يترك الحبل على الغارب دونما ضبط موضوعي لمسألة التعامل مع الثروة الحيوانية كمنتج اقتصادي يتقاطع مع بيئة السكان التي من المفترض أن تأتي نقية بعيداً عن ملوثات الحيوان للهواء الذي يتنفسه ذاك المواطن ملء رئتيه. من حق هذا المواطن الذي اتصل عبر الهاتف أن يعترض على تربية أعداد كبيرة من الأبقار داخل المنازل الملاصقة لداره، فخلق الرجل السوداني وما يتجذر في ثقافته يجعله لا يظهر احتجاجه صراحة أمام جاره، لئلا يوصف بعدم احترام جاره والوفاء له، ولكن أن يصمت الطرف الآخر متجاهلاً الضرر الذي سببه لجاره ولو بشكل غير مباشر؛ فليس هذا من أخلاق الرجل السوداني على حد ذكر محدثي، ولكن إن خرج محدثي عن صمته لبثِّ شكايته؛ فلأن للصبر حدوداً.