جيوفانا آيزاك من بنات النوير ولاية الوحدة بانتيو.. من مواليد الثورة الحارة (12) على يد قابلة شمالية اسمها (عايدة) وما زالت على علاقة أسرية بها.. تقول: جربت السفر والعمل في الجنوب وفشلت لأن أفراد أسرتي بالخرطوم. سألناها عن الأسماء عند النوير فذكرت بأن من أشهر أسماء النوير (قلواك) وتعني حظيرة البقر ويضاف إليه (نيا) في حال الأنثى ومازال الاسم متداولاً أما مواليد (الأحد) فيطلق عليهم (قاركوث ناركوث) ويعني (يوم الرب) ودخل حديثاً اسما (ساندي سندي) لمواليد يوم الأحد واسم (بول) للمولود بعد التوأم حيث يتم تكريمهم بذبيحة قبل الإرضاع إضافة إلى طقس يقضي بإحضار (حنظلة) وشقها إلى نصفين ونثر محتوياتها ولأن الحنظل صعب الحصول عليه في الخرطوم يتم استبداله بالليمون وتكون السماية والختان للولد في اليوم الثامن. أما عادات الزواج فقد تأثرت بالسائد في مجتمع الخرطوم وتشابهت في تفاصيها من حفل التعارف إلى إحضار الشيلة من الخارج ثم الحفل الساهر في الصالات والأندية وأبقى النوير على عادة تقديم (البقر) كمهر للعروس وقد تزيد أعداد البقر المطلوب بما يتجاوز ال(300) بقرة أحياناً في حال أراد أهل العروس (تطفيش) العريس ويتم دفع المهر بالتكافل داخل الأسرة ثم القبيلة التي يشكل المهر المرتفع تحدياً حقيقياً لها.. وتقوم عروس النوير بإهداء ملابسها لأخوات العريس كدليل سخاء واحترام. { جيوفانا تستهجن فكرة الانفصال خريجة كلية الصحة وطالبة الهندسة تتذكر كيف عارض والدها التاجر مسألة الختان ووقف أمام رغبة والدتها التي تعمل قابلة صحية في منطقة العزوزاب وكيف ساعد صديقاتها (مرضية ومنال آدم) للعمل في (بانتيو) كمعلمات ثانوي. وترى أن ختان البنات عادة رذيلة تمارسها الأُسر التي امتزجت وتصاهرت في الخرطوم مع قبائل السودان كافة.. وتستنكر جيوفانا دعاوى الانفصال وتقول: الجنوب الذي زرته يتميز بجمال الطبيعة وبساطة الحياة ولكنه ليس جاهزاً للانفصال وينقصه الكثير فلا جامعات ومدارس كافية ولا معامل ولا مكتبات للطلاب ولا توجد مستشفيات بكل المدن تغطي حاجة الناس.. وتتساءل: أين سيذهب الطلاب من أبناء الجنوب الدارسين في جامعات الخرطوم إضافةً إلى أسرهم؟ وتضيف: لا توجد بدائل حالياً والمعاناة في الخدمات بالجنوب تشابه معاناة مواطني ولايات أخرى في السودان.. وتختم حديثها ضاحكة وهي تقول إن أصدقاءها وزملاءها وكل أسرتها مع الوحدة وفي حال طرح خيارات سنظل (هنا) على حد قولها.