بعض الوارد في بريدي .. يحملني بجناحين مرفرفين لواحات السعادة .. وهل أكثر إسعادا للمرء من سويعات الصبا الباكر ؟! فلقد كتبت قبل أيام مقالة في (تحت الغيم)بعنوان (إلا التكشيرة)، تحدثت فيها عن الابتسام والتكشير، وطلبت من القارئ والقارئة عدم تقطيب الوجه، ومحو التكشيرة من وجوههم .. لأن أثرها لا يعود بخير. وقد وردتني تعليقات على الموضوع، بعضها هاتفي، وبعضها على موقع هذه الصحيفة في الإنترنت، وبعضها على بريدي الألكتروني. لكنني اخترت هذا التعقيب الذي بعثه القارئ الأستاذ يوسف فضل المولى محمد، ليطلع عليه القراء، لأنه عاد بأبناء جيلي إلى الأيام الندية، وأورد فيه نصوصا ظننت أنها اندثرت من ذاكرة الزمن، فإذا بها متألقة في الصدور، حيث نفخ (يوسف) عنها غبار السنوات، ولامس فيها مواقع قصية في الذاكرة .. لتعود متأججة .. وكأن قطار العمر لم يعبر محطتها قبل عقود مضت. التعقيب مرت عليه بضعة أيام، لكنني اخترت يوم(الجمعة) لنشره، حتى يشاركني الناس التذكر .. خصوصا أولئك الذي عاشوا تلك السنوات، حيث تحلو القراءة المتمهلة في يوم الإجازة. (الأستاذ عبد الباسط شاطرابي جاء اسماعيل تبدو بسمة فى شفتيه حاملا صحن طعام ورغيفا فى يديه صورة اسماعيل هذا مازالت تحتل حيزا كبيرا من خيال جيلنا، وكذلك صورة معلمنا الذى جسد الصورة بحركاته الممسرحية والفنية، وبسمة اسماعيل وهل هى لصحن الطعام ام للهر الذي كان يسعى خلفه، وهل هى نوع من (الحندكه) بمعنى (عينك فيه وما بديه)؟! الله اعلم ! رحم الله معلمنا حيا او ميتا وجعل البسمة فى شفتيه وشفاه ابنائه .وصورة اخرى لمعلم التاريخ وهو يحكى عن ديدالوس وعباس بن فرناس والصعود فوق الناس، وكيف اراد ان يطير فى الهواء بأجنحة من شمع اوكما قال، والتضحية والفدائية بعد التجربة، وسقوطه فى الارض لا بل سقوطه فى الاعالي، فما سقط من تعلم وعلم. وهذا معلم العلوم الذى جعل الدورق يتألق وينبعث منه الماء من ذرات الهواء ونحن فى حيرة، بعضنا يفكر في كيف صنع الدورق (ورقبته العوجاء)، واذكانا يسأل كيف تكوّن الماء ؟ ويحضر لنا زهرة فيعلمنا كيف تتكاثر، ونكاد نلمح حبوب اللقاح تحملها الرياح بتلات ومتوكا وصغاير، غاص الاستاذ فى جوف النبات بين السوق والجذور .. الماء والتربة وضوء الشمس، وكنا معه فى رحلة لا تخلو من الطرائف ..يا سبحان الله ! نيف واربعون عاما...(ولات حين مناص ).. كلمات بقيت في الذاكرة من استاذ اللغة العربية الذي اخلص ايما اخلاص) . يوسف فضل المولى محمد المحرر : وألف تحية لك أخي يوسف.