شنّ الرئيس عمر البشير هجوماً كاسحاً على زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي، مؤكّداً أنه رفض طلباً للقائه في العاصمة المصرية القاهرة، قائلاً إن الذي جمع المهدي مع قادة الجبهة الثورية المتمردة بباريس وسيط صهيوني. وقال البشير في لقاء مع الوفد الإعلامي المرافق له خلال زيارته الأخيرة إلى مصر في طريق العودة للخرطوم الأحد، نشر يوم الإثنين إن قادة الجبهة الثورية المتمردة بحثوا عن من يُجمّل لهم مشروعهم ويساعدهم على تنفيذه. وأضاف "كنا نملك معلومات أن الجبهة الثورية تبحث عن شخصية قومية تساعدها على تنفيذ مشروعها ووجدتها في الصادق المهدي"، معتبراً أن مخططات الجبهة تمثل خلاصة مشروع صهيوني يستهدف السودان. وشدّد البشير على أن موقف الجبهة المتمردة واضح وبرنامجها هو حمل السلاح ضد الدولة بهدف الاستيلاء على السودان كله بناءً على مشروع صهيوني ووسيط صهيوني. وأكّد البشير أنه بالفعل اعتذر عن لقاء بينه والمهدي طلبه الأخير في القاهرة، وقال إن المهدي أخطأ في المرة الأولى وتم إيجاد مخرج له وكرّر الخطأ للمرة الثانية وعليه أن يتحمّل نتيجته. وكرّر البشير تمسكه بمبادرة الحوار الوطني التي طرحها في السابق، وقال إن البعض فهم هذا الطرح على أنه دليل ضعف واستسلام. وأضاف "لحظنا أن البعض يريد أن يقفز بالحوار ويطالب بالنتائج قبل انعقاده"، قائلاً إن الحوار لا يعني تعطيل القانون. ودحض البشير ماراج عن تعمد وضع الحكومة المصرية خريطة تشير إلى وجود منطقتي حلايب وشلاتين داخل الأراضي المصرية أثناء زيارته للقاهرة. وقال البشير إن الخريطة المذكورة موجودة في مكانها منذ إنشاء قصر الاتحادية، مجدداً تأكيده على سودانية حلايب وشلاتين وعدم الدخول في حرب مع مصر بشأن القضية. واعتبر البشير زيارته لمصر حققت أهدافها وكانت ناجحة، قائلاً إنه تلمس خلال الزيارة حرص الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على تطوير العلاقات بين البلدين. ورداً على سؤال بخصوص القضايا الخلافية العالقة مع القاهرة، قال البشير إنه اتفق مع السيسي على تأجيل هذه القضايا والتركيز على تنفيذ ماهو متفق عليه والذي يمثل نسبة 90%. واعتبر أن ال10% المتبقية، ومنها قضية حلايب، يمكن حلها عن طريق الحوار والطرق القانونية. وبخصوص الأوضاع في ليبيا، أكد البشير أنه اتفق مع السيسي على استغلال علاقات السودان ومصر من أجل الوصول إلى حل سلمي يعيد الاستقرار في الجارة ليبيا وعدم دعم أي جهة تحمل السلاح هناك. وجدد البشير موقف السودان الثابت بعدم التدخل في الشأن المصري الداخلي، قائلاً إن تحديد هوية من يحكم مصر من صميم مسؤوليات الشعب المصري ولا يعنينا بشيء".