هاجمت حركة "الإصلاح الآن" تصريح للقيادي في المؤتمر الوطني الحاكم، مصطفى عثمان إسماعيل، خيَّر فيه الحركة المُعارضة بين الإنسحاب والمواصلة في الحوار الوطني واتهمها بالسعي لإفشاله، وقالت الحركة إنها هي من يُحدّد متى نستمر ومتى تغادر الحوار. وانشقت حركة "الإصلاح الآن" بقيادة غازي صلاح الدين العتباني من الحزب الحاكم في أكتوبر 2013 عقب مذكرة رفعتها قيادات بارزة احتجت على مقتل العشرات في احتجاجات سبتمبر ضد رفع الدعم الحكومي عن المحروقات. ونفى القيادي في حركة "الإصلاح الآن" محمود الجمل، تعرض الحركة للإختراق الأمني، مؤكّداً أن الكيان الوليد رغم أن عمره لم يتجاوز العام، إلا إنه اخترق الساحة السياسية بأفكاره ومبادراته. وتابع "الحركة حزب قوي ومتماسك وله قياده تعي جيداً مسارات العمل السياسي بالبلاد وبالرغم من أن الحزب حديث التكوين إلا إنه أثبت أن له القدرة والفاعلية على التأثير إيجاباً في الساحة السياسية لخدمة قضايا الوطن والمواطن". وأشار الجمل إلى أن وجود حركة "الإصلاح الآن" شكّل خطراً كبيراً على الكثير من الأحزاب السياسية لأن الحركة تحمل الفكر المعتدل وتسير بمفهوم الحد الأدنى. وأكّد القيادي في "الإصلاح الآن" أن الحركة لم تعرض وثيقة "نداء السودان" التي وقعتها قوى معارضة بأديس أبابا في الثالث من ديسمبر الحالي للدراسة ورأى أن حل مشاكل البلاد ليس في التوقيع على "نداء السودان" أو "نداء الوطن". وقال "إنها مجرد نداءات تمثل فئات مُحدّدة، لكن الحل الحقيقي هو في التوافق الوطني الشامل للكل وإرساء قواعد التحول الديمقراطي بالوطن.. للأسف ما ينقص حدوث هذا التوافق هو عدم توفر الإرادة الحقيقية لإصلاح حال البلد". وانتقد محمود الجمل اتهام المؤتمر الوطني لحركة "الإصلاح الآن" بمحاولة إفشال الحوار الوطني، وحمل الحزب الحاكم مسؤولية عرقلة الحوار مع اقتراب موعد الانتخابات التي تم تفصيلها على مقاسه. وقال إن "المؤتمر الوطني لم يفي بمستحقات الحوار الوطني بالرغم من إجازة الجمعية العمومية لخارطة الطريق واتفاق أديس أبابا"، مُشيراً إلى استمرار الإعتقالات السياسية بدون اللجوء للقضاء والإعلان عن قيام الانتخابات في موعدها، وعدم تهيئة المناخ للحوار الجاد، وزاد "الأجواء السائدة الآن تهدم الثقة وتعكر المناخ السياسي أكثر من أي وقت آخر". واطلق الرئيس عمر البشير دعوة للحوار الوطني نهاية يناير الماضي، حثَّ فيها مُعارضيه دون استثناء على الإنضمام لطاولة حوار، تناقش كل القضايا المُلحة، لكن دعوته واجهت تعثراً بعد نفض حزب الأمة يده عنها ورفض الحركات المُسلّحة التجاوب معها من الأساس. ورفض الجمل تخيير الحزب الحاكم، الحركة بين الخروج من الحوار أو الاستمرار فيه، قائلا "نحن لم نقدم طلب انتساب للحوار الوطني من الحزب الحاكم، إنما انخرطنا في الحوار لرؤيتنا أنه المخرج لأزمات الوطن عبر التوافق الوطني الشامل"، وتابع "نحن من نحدد متى نستمر فيه ومتى نغادره".