اعاد نبأ الخلافات التى بدأت بين رئيس الحركة الشعبية المنتخب عبد العزيز الحلو، وجقود مكوار الى الأذهان سلسلة الخلافات لتى ضربت الحركة منذ عدة أشهر ، واشارت الأنباء الى ان الخلاف بين الحلو ومكوار رجع لإصرار الأخير على رئاسة الحركة وتمسكه بعدم السماح لغير نوباوي برئاسة الشعبية مرة أخرى. وتشير الاوضاع داخل الحركة الشعبية الى بروز تيارين يدعم احدهما عبد العزيز الحلو بينما يدعم الآخر جقود مكوار بجانب اصطفاف عدد كبير من أبناء النوبة خلف الثانى مما ينذر بحدوث انشقاق داخل الحركة شبيه بالذي قاده الحلو ضد عقار وعرمان من قبل . ويبدو ان الخلاف بين الحلو و مكوار كان متوقعاً منذ تنفيذ قرار مجلس ابناء جبال النوبة داخل قطاع الشمال بإقالة جقود مكوار من قيادة أركان الجيش الشعبي لقطاع جبال النوبة وتعيين عزت كوكو بدلاً عنه في خطوة كانت تحمل معها الكثير من المدلولات التى ربما فطن لها مكوار منذ وقتها غير انه لم يقم باي اجراءات الى حين قيام المؤتمر العام للحركة ليطرح نفسه رئيساً. لكن انتخاب عبد العزيز الحلو لرئاسة الحركة قلب موازين الذين يتحفظون على الطريقة التى يدير بها الحلو الأمور داخل الحركة الشعبية وتعزيز مبدأ العنصرية التي يحكم بها للفصل في بعض القرارات, الامر الذي دفع جقود الى الإعتقاد بان الحلو يريد ان يبني لنفسه طريقاً جديداً بمعزل عن الآخرين من خلال تقريب لعدد من ابناء القبائل على اساس اثني حتى يتم الولاء له بالصورة المطلقة خاصة ان الوضع دخل الحركة اصبح غير آمن خاصة بعد خروج عقار وعرمان. ويمكن القول ان الحلو الآن يخوض معركة يجهل نتائجها خاصة وانه الأن فتح اكثر من جبهة مع عقار وعرمان من جهة وبينه وبين مكوار من جهة أخري ،الأمر الذي يدفع الرجل الى المحاولة الى تحصين نفسة من الإنقلابات والسعي الى ايجاد اكبر عدد موالى له من القبائل. على الرغم من المكانة التى يتمتع بها الحلو حالياً داخل الحركة الشعبي الا انه لا يمكن الإستهانة بجقود مكوار لجهة انه الداعم الرئيس لعبد العزيز الحلو منذ ان اعلن انحياز الجيش الشعبي للحلو ابان انفجار الأزمة بين الحلو والثنائي " عقار وعرمان" الأمر الذي ساهم في تفاقم الأزمة السياسية العسكرية التي تعيشها الحركة. في ذات الوقت الذي يري فيه عقار ان انحياز الجيش الشعبي لعبد العزيز الحلو أي كانت أسبابه لن يحل أزمة الحركة ولن يؤدي الى مواجهة فعلية مع الحكومة بل انه سيقزم الحركة ويشكل إنتصاراً مجانياً لمصلحة الحكومة. لاشك ان المتغيرات التي حدثت داخل قطاع الشمال تمثل شرخاً كبيراً للحركة مما يؤدي الى تفكك مكوناتها من خلال تعدد الخلافات والتى ربما تقود مستقبلاً الى تفكيك الحركة كلياً. ومن الواضح ان الحلو كان يتحسب لتقلبات مكوار منذ زمن بعيد الأمر الذي دفعه لاقالته من رئاسة قوات الجيش الشعبي لعلمه أن قوة الحركة الآن تستمد من الجيش الشعبي. اصبحت الخلافات سمة ملازمة للحركة الشعبية في عهد عبد العزيز الحلو حيث اصبحت تتصدر وسائل الاعلام في كل يوم انباء حول الخلافات داخل الحركة في الوقت الذي تري فيه الحكومة ان الأحداث الداخلية للحركة الشعبية ستزيد من معاناة ابناء المنطقتين خاصة بعد ان بلغ التفاوض مراحل متقدمة ، ولاشك ان الإنقسام الذي تعاني منه الحركة الشعبية سيؤثر سلباً على ملف السلام والمفاوضات ، فالمشهد الماثل داخل الحركة الشعبية يؤكد ان الأمور تجاوزت نطاق رئاسة الحركة.