قبل ثلاثة أشهر ونيف دعا نائب رئيس مجلس الوزراء القومي وزير الاستثمار مبارك الفاضل المهدي للتطبيع مع إسرائيل، وأكد أنه يدعم إقامة علاقات بين السودان وإسرائيل، وتطبيع العلاقات الثنائية بينهما، قائلاً إنه لا يرى مانعاً من التطبيع مع إسرائيل، معتبراً أن القضية الفلسطينية «أخرت العالم العربي جداً، مستطرداً أن بعض الأنظمة العربية استغلتها كذريعة وتاجرت بها، وأضاف أن التطبيع مع إسرائيل من شأنه أن يحقق مصالح السودان، وأن الفلسطينيين أنفسهم طبّعوا مع إسرائيل بما في ذلك حركة حماس، الأمر الذي أقام الدنيا ولم يقعدها في حينها، وفتح النيران في مواجهة الوزير، وطالبته هيئة علماء المسلمين بالاستتابة، وبالمقابل وجد الأمر ترحيباً من دولة الاحتلال الإسرائيلي، ووصفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، تلك التصريحات بأنها «غير عادية» بالنسبة لمسؤول كبير في الحكومة السودانية التي لا تعترف بإسرائيل ولا تقيم علاقات دبلوماسية معها، ووجه وزير الاتصالات الإسرائيلى، أيوب قرا، دعوة للفاضل عبر حسابه في تويتر لزيارة تل أبيب. تراجع ولكن بالأمس نقلت بعض صحف الخرطوم تراجع مبارك عن هذه الدعوة عندما حاصره الصحفيون البرلمانيون بالأسئلة عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القرار الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، مما أثار غضب العالم الإسلامي والعربي والأوربي في آن واحد، وقال مبارك في رده على سؤالهم «تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل ليس قضية ذات أولوية في الوضع الراهن»، واصفاً الحديث عن التطبيع بأنه موضوع نظري، وأضاف: "ليس لديّ ما أقوله الآن» إلا أن مدير مكتب الوزير المعز محمد أحمد سعد سارع بإصدار بيان نفى فيه التصريحات المنسوبة لمبارك الفاضل، وأكد أنه لم يطلق هذه التصريحات، مشككاً في مصداقية الصحفيين، في وقت هدد فيه باللجوء للقضاء حال عدم نفي الصحف للخبر، هذه الخطوة ربما تشير إلى أن مبارك مازال متمسكاً بموقفه تجاه الدعوة للتطبيع مع إسرائيل، وإن صدقت التصريحات المنسوبة للفاضل هل يعني هذا أنه اراد التأجيل إلى حين انقشاع الأزمة التي فجرتها الولاياتالمتحدةالأمريكية ؟ اعتذار عضو المؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي اعتبر أن مبارك الفاضل أصبح في موقف لا يحسد عليه بعد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، ونقل سفارة بلاده لها، وقال ل(اخر لحظة) هذا القرار درس كافي له بأنه كان على خطأ، وعليه أن يتراجع عن موقفه ويعود إلى صوابه، .مطالباً مبارك الفاضل بالاعتذار للشعب السوداني عن دعوته للتطبيع مع إسرائيل إجابة دبلوماسية أستاذ العلوم السياسية بجامعة بحري د. محمد الشقيلة اعتبر إجابة مبارك دبلوماسية، بأعتبار أن ترامب أقام الدنيا ولم يقعدها، وقال إن مبارك وكثيرون غيره يدعمون التطبيع مع إسرائيل، ولكن عندما تثار مثل هذه الأمور في الوقت الراهن الذي أعلنت فيه أمريكا اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل سيواجه بثورة غضب من الرافضين للخطوة، وتابع الشقيله قائلاً: الظاهر أن مبارك متمسك بموقفه ولم يغير منه – وكان القيادي الإسلامي الشيخ عبد الجليل النذير الكاروي قال أبان مخاطبته المسيرة الطلابية التي تندد بالقرار الأمريكي بأن قضية القدس لم تترك للصوت النشاذ من حكومة الوفاق الوطني الذي يدعو للتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني فرصة للحديث عن دعواتهم الباطلة، ويظل السؤال قائماً ماهو موقف مبارك الفاضل من القضية الفلسطينية عقب المستجدات الأخيرة، وهل مازال متمسكاً بمبرراته التي صاغها للتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني