يا جماعة الخير، أزمة السُّيولة لن تنتهي بالذي نراه أمامنا من مسؤولين وحُلُول، فقد أصبحت لهذه الأزمة سَدَنَة يحرسونها لفائدتهم منها، فالكاش مَوجُودٌ وبالكوم لكنه أصبح مُخزناً لأنّه سلعة مثله مثل الذرة والسِّمسم، فالخزن الحديدية التي اُستعيض بها عن البنوك أصبحت مخازن بها سلعة وهي البنكنوت يزيد سعرها أو ينقص على حسب العَرض والطَلب، فلو رفعت الحكومة فئات العُملة إلى الورقة فئة ألف جنيه ولو طَبعت مئات الأطنان من الورق رَبْ رَبْ رَبْ فلن تنتهي الأزمة لأنّ الخزن الحديديّة الضَخمة (غُرفة كاملة) مَوجودة، فمثلما فشلت الحكومة في مُحاربَة تُجّار الدولار سوف تفشل في مُحاربة تُجّار العُملة السُّودانية، لأنّ الحكومة مُخترقة من هؤلاء التُّجّار في مُؤسّساتها كَافّة، إنّه تحالفٌ طفيليٌّ جديدٌ بين الدولة والسُّوق، فهذا يعني بالضرورة أن يكون الحل سِياسِيّاً، ثُمّ يأتي الاقتصادي