إعترفت الحكومة بوجود نقص حاد في الغذاء يواجه النازحين في دارفور منذ يوليو الماضي ، وقال مسؤول محلي رفيع في الاقليم الذى يعاني موجة واسعة من الاضطرابات أن سكان أحد معسكرات النزوح يتقاسمون حصصاً شحيحة من الغذاء . وأعلن مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية بالخرطوم أن سوء التغذية بالسودان يتجاوز المعدل المسموح به عالميا والمقدر ب 15 % مما يعني تحوله إلى منطقة طوارئ. وقال مدير مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية مارك كيتس في مؤتمر صحفي بالخرطوم أغسطس الماضي إن آخر مسح أوضح أن سوء التغذية بالسودان يصل إلى 16% خاصة في شرق السودان التي قال إنها تتجاوز ذلك. وأشار إلى أن الأممالمتحدة مع الحكومة تتوقع أن 750 ألف سوداني سيتعرضون لسوء التغذية الحاد العام المقبل ، وأوضح أن حوالي خمسة ملايين لا ينالون فرص الحصول على خدمات أساسية. وأضاف أن مكتب الأممالمتحدة ينوي مراجعة إستراتيجيته حيال دارفور بعد 10 سنوات من النزاع، بعد أن كنا نأمل عودة النازحين بالمعسكرات إلى قراهم. كما شكا كيتس من تعرض منسوبيهم للقتل في إقليم دارفور المضطرب منذ 10 سنوات، وقال إن 47 من العاملين بالوكالات الأممية قتلوا في دارفور خلال الأعوام الماضية، وأصيب 139 آخرون. وأعلن كيتس أنه يقدم المساعدات لأكثر من 5ر4 ملايين من المحتاجين للمساعدات الإنسانية بالسودان، منهم 5 ر3 ملايين في دارفور، وأن 4 ر1 مليون يعيشون في المعسكرات. أعلنت المنظمة الأميية عن حاجتها لمبلغ مليار دولار أميركي لتمويل العمل الإنساني في السودان، حصلت على 300 مليون دولار منه حتى الآن. وقال مسؤول العون الانساني بمحلية قريضة بولاية جنوب دارفور الطيب سليمان ان هناك معاناة حقيقية تواجه آلاف النازحين بمعسكر قريضة ذائع الصيت منذ شهر يوليو، لافتاً الى ان النازحين يتقاسمون حصص غذائية شحيحة . وقال سليمان في تصريحات صحفية الثلاثاء ، ان عدم تمكن النازحين من الزراعة هذا الموسم بسبب المخاوف والتلفتات الامنية ادى الى حدوث نقص في الغذاء. وقال ان نسبة المساحات المزروعة تبلغ 10% وهو امر ينذر بوقوع كارثة انسانية على حد قوله وأضاف ان هناك بطء في نقل الغذاء الى معسكرات النازحين بسبب انعدام الوقود . وطالب الولاية بالضغط على برنامج الغذاء العالمي لاجبار السائقين على نقل الغذاءات الى النازحين موضحا بانهم اشترطوا توفير برميل جازولين لكل عربة من اسطول يلبغ 23 شاحنة وهي اشتراطات قاسية بالنسبة للنازحين . وقال " لايمكن اشراك والزام النازحين بسداد اسعار الوقود وهم لاحول لهم ولاقوة في طريق طوله اكثر من 86 كلم ".
