افتى عدد من ائمة المساجد فى السودان بعدم جواز تهنئة المسيحين بعيد الميلاد وعدم جواز الإحتفال براس السنة الميلادية وهاجمو ا المسؤوليين المحليين واجهزة الإعلام التى تروج له حيث دعا امام مسجد النور بكافورى الدكتور عصام احمد البشير فى خطبة الجمعة امس الى محاربة الظواهر السالبة التي تصاحب الاحتفال بأعياد رأس السنة والاستقلال. كما طالب امام وخطيب مسجد الخرطوم الكبير الشيخ كمال رزق الحكومة بإيقاف الاحتفالات بليلة رأس السنة الميلادية. لافتاً النظر إلى أن الاحتفالات تصاحبها ممارسات سيئة وعادات سالبة بجانب ما يحدث فيها من فساد وفجور بالإضافة إلى ممارسة الطقوس في رشق مستخدمي الطرق بالبيض والحجارة التي قال إنها لا تليق بقيم المسلمين وتلحق ضرراً كبيراً بالمواطنين وممتلكاتهم، مطالباً المسلمين بعدم المشاركة في هذه المناسبة، وقال إن الاحتفال برأس السنة لا علاقة له بالمسلمين ولا يعنينا في شيء. وهاجم رزق - في خطبة الجمعة أمس التلفزيون القومي وقناة النيل الأزرق بشدة، وقال إنهما يسبحان في تيار الأغاني صباح ومساء، الأمر الذي أفسد أخلاق الناس، وانتقد برنامج نجوم الغد وأفراح أفراح، وقال إن الأخير يأتي بصور لنساء أشبه بالعاريات في مناسبات الأفراح بعيداً عن موروثاتنا وقيمنا الفاضلة.وانتقد رزق التلفزيون وسخر من خطوته في تكريم منسوبيه خلال احتفاله بيوبيله الذهبي في الأيام الماضية لأنه غارق في الغناء ولم يقم برسالته الأساسية في التوعية الدينية تجاه المجتمع السوداني المسلم وانتشاله من خطر العادات الدخيلة الوافدة بواسطة تقديم برامج دينية وفقهية، وقال إن المكرمين إذا تمت مساءلتهم فإنهم سوف يحاسبون ولا يكرمون. وقلل رزق من الاحتفالات بمناسبة الاستقلال، وقال لا أرى شيئاً للاحتفال به لأن المستعمر خرج بشخصه فقط وأبقى على منهجه، مشيراً إلى ما أسماه بانتشار أندية المشاهدة وظاهرة التعري والثقافات الدخيلة وسط المجتمع، ونوه إلى أن هذا المنهج الآن هو موجود في بريطانيا وفرنسا. وقطع رزق بأن الاستقلال الحقيقي للسودان هو الحرية والتحرر من العبودية والتبعية، ورأى أن أول يوم للاستقلال الحقيقي للسودان والاحتفال به حال تطبيق الشريعة الإسلامية والاحتكام بها. اما فى الولايات فكان الهجوم اكثر صراحة حيث وجه امام وخطيب مسجد كلية الهندسة ببورتسودان، الشيخ محجوب مصطفى، انتقادات شديدة اللهجة للترتيبات التي تقوم بها حكومة ولاية البحر الاحمر للاحتفال برأس السنة،واعتبر ذلك «منكراً يتعين مواجهته» . واعتبر مصطفى، في خطبة الجمعة امس ،وسط حشود كبيرة من المصلين، الاحتفالات برأس السنة تشبهاً وانقياداً وراء اليهود وتنفيذاً لمخططاتهم، وقال ان اليهود يعملون لاشعال الفتنة منذ عهد الرسول «صلى الله عليه وسلم» والانبياء الذي كانوا قبله ،ورأى ان اليهود دخلوا فلسطين عبر «الفنانات والراقصات ويقولون الآن ان المسلمين خربوا علينا احتفالاتنا» . وشدد الشيخ مصطفى على ان السلطان الذي يفرض المنكر يتيعن ان يقابل بخطوات الاحتساب عليه ،وقال لسنا من دعاة التخريب ولا الانقلاب «ولكن نعمل علي تغيير المجتمع عبر الفكر والتوعية». وامتدح خطيب الجمعة والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر،مشيراً الى انه حشد اجهزته الخاصة لتأمين العاصمة الخرطوم في احتفائية رأس السنة. كما انتقد الخطيب ما وصفه بانتشار الانحلال وسط ابناء المسلمين، خاصة في ولاية البحر الاحمر. الجدير بالذكر ان الازهر الشريف كان قد اصدر فتوى تجيز تهنئة المسيحين بعيد الميلاد واعتبر ذلك من البر الذى دعا اليه الله تعالى فى كتابه الكريم .