راندوك المجرمين وأشياء أخرى لكل مجتمع مهني لغته التي يتميز بها ومصطلحاته التي لا يفهمها إلا من هو جزء من تلك المجموعات، فمثلاً نجد أن سائقي المركبات العامة لهم مصطلحات يفهمونها من واقع بيئتهم العملية، ولكم على سبيل المثال حوار دائر بين كمساري وسائق حافلة، حيث يسأل السائق: «العضة كيف؟» ويعني وجبة الفطور، فيرد الكمساري «زردية»، ويعني أنه لا توجد ميزانية لذلك، فيسأل السائق عن السبب ويرد الكمساري «طافية بلكين» ويعني أنه تعرف على راكبين وتم إعفاؤهما من الدفع فيقول السائق «اقطع قلب المكنة» يعني اخصم من الإيراد الأصلي وهكذا تجد المصطلحات تختلف من بيئة إلى أخرى ومن خلال جلسة خاصة مع عدد من رجالات المباحث الجنائية، لاحظت أنهم يتعاملون مع بعضهم بلغات غريبة ومصطلحات حاولت التعرف عليها لكنهم استعصموا عن الحديث وأقنعوني أنها «سر المهنة» عرفت وقتها أنهم يتميزون بفراسة وذكاء حاد في معرفة المجرمين وأساليبهم بل حتى لغتهم الخاصة «الراندوك» .. الأمر بدا لي في غاية الصعوبة، وبالسؤال عن بعض المصطلحات التي يستخدمها المجرمون تعرفت على مصطلح «حشارة» ويطلق هذا اللقب على نوع معين من المجرمين وهو يستخدم مفكًا معدلاً لسرقة السيارات وبعض السرقات الليلية، وبمقدور الحشارة أن تفتح أي قفل وبسهولة ودون صوت، ولا يستخدمها إلا المهرة من اللصوص، كذلك يستخدمون مصطلح «جكيك» وهذا يطلق على الكبار من المجرمين وظيفته مراقبة المارة وتحديد الضحية وتصنيفه، ويستخدم في ذلك خبراته التراكمية في العمل الإجرامي فيعطي النشال أو المحتال معلومات كاملة عما يحمل الضحية من غنائم، بل يمقدور «الجكاك» أن يحدد طريقة السرقة أو الاحتيال أو النصب عليه، وهو في حالة المراقبة وجمع المعلومات يكون «مجككاً»، كذلك للمجرمين المختصين بجرائم المال والتزييف لهم مصطلحات خاصة بالعملة، فالورقة فئة العشرين جنيهًا تسمى «أبو الدو» وفئة العشرة تسمى«ورقة» وفئة الخمسة تسمى «حمراء» والمائة جنيه تسمى «متر». * هاتفك في الحضرة النبوية. تنتشر هذه الأيام حيلة ابتكرها محتالون يستخدمون هواتفهم التي تعمل بالخدمة المجانية للاتصال بأرقام يتم اختيارها عشوائياً، وعند تلقي المكالمة يعرف المتصل بنفسه، وبعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنهم أبناء الشيخ فلان الذي خرج من الحضرة النبوية فجر اليوم ورأى هاتفك عند المصطفى صلى الله عليه وسلم وننقل لك عن شيخنا أنك من المحضورين في جنابه وعليك بإخراج كرامة ونحن ما عايزين قروش بس أخرج ليك بلح للمسيد، وبعد حوار دراماتيكي طويل تكتشف أن المسيد بعيد وعليك تحويل قيمة البلح في رصيد، وتكون بذلك شاركت في الاحتيال على نفسك. أفق قبل الأخير: في الأسبوع القادم بإذن الله سنكتب عن مصطلحي «الطفا النور منو؟» و«شطف القرد» أفق أخير:- صاحب هذا هاتف الخدمة المجانية «مجكك» في الحضرة الوهمية؟