إغلاق الجامعة لحين إشعارآخر، تأجيل الدراسة إلى حين الوصول لاتفاق بين دولتي السودان والجنوب. قراران أُصدرا بحق جامعتي الخرطوم وبحري وإن اختلفت الأسباب، فإن مصير طلاب الجامعتين لا يختلف كثيرًا وإن كان يبدو أن بحري أكثر غموضاً في وصف بالمجهول على حد تعبير طلابها في حين أن الوضع في الخرطوم قد تفاقم ولا يبدو أن حلاً قريباً يلوح في الأفق، فأول الأمس تم اعتقال أكثر«430» شخصاً بداخليات الوسط بينهم «93» طالباً من جامعة الخرطوم، وحول تداعيات هذا التوقيف نظم الاتحاد العام للطلاب السودانيين أمس منبرًا تنويرياً تحدث فيه مدير الصندوق القومي لدعم الطلاب الأستاذ عبد الرازق مصطفى، وقال إنهم ناشدوا طلاب المجمع بإخلاء الداخلية لإجراءات الصيانة استعدادًا لاستئناف الدراسة وذلك ما تتطلبه ضوابط سكن المجمّعات، وأشار لضيق سعة المجمّع الذي يسع«16500» طالب ويسكن المجمع أكثر من «2450» طالباً معظمهم خارج الجامعة مما كان خصماً على الخدمات والبنية السكنية للطلاب، وقال إن حملة الإخلاء ضبطت أكثر من «429» شخصاً فيما بلغ عدد طلاب جامعة الخرطوم «197» طالباً، أما البقية فعدد كبير منهم خريجو جامعات مختلفة وموظفون، وبعضهم أفراد من القوات النظامية. وأضاف عبد الرازق أن الوجود غير الطلابي وراء أحداث الشغب داخل الجامعات، فكان الإخلاء هو الوسيلة الوحيدة لتمييز الطلاب عن الآخرين لأجل راحة واستقرار الطلاب.. وحذّر أمين الإعلام بالاتحاد العام للطلاب النيل الأمين الأحزاب من استغلال قضايا الطلاب لتحقيق أجندتها الخاصة وطالبها بتحقيق ذلك بعيدًا عن الحركة الطلابية، مؤكدًا أن معظم ما تشهده الجامعات من أحداث وراءها أفراد خارج أسوارها. إن ما تشهده جامعة بحري من أحداث ليست بعيدة عن مشكلة الخرطوم ولكن يظل الوضع الذي تشهده الأولى متأزماً مع مرور الوقت ولم تفلح الاعتصامات وإضراب الطلاب عن الطعام في خلق بوادر لحل الأزمة التي بدأت بإنشاء جامعة بحري في ظروف استثنائية لتوفيق أوضاع الطلاب والأساتذة الذين كانوا بالجامعات الجنوبية «جوبا، بحر الغزال، وأعالي النيل» وتم فتح قنوات للاتصال بإدارة هذه الجامعات لمناقشة القضايا العالقة أهمها التوقيع على شهادات الطلاب الخريجين لهذا العام والأعوام السابقة واستلام الملفات الأكاديمية للطلاب وملفات العاملين لجامعتي جوبا وأعالي النيل فيما لم تستلم الملفات من جامعة بحر الغزال. وبالأمس وأمام وكالة «سونا» للأنباء تجمهر عدد كبير من طلاب جامعة بحري احتجاجاً على مصيرهم الغامض بسبب شهاداتهم التي بحوزة إدارة الجامعات الثلاث بدولة الجنوب والتي تنتظر التوقيع فقط، في حين أن عدداً كبيراً منهم في السنة الأخيرة من كليات مختلفة مصيرهم مجهول. وقال عدد من الطلاب ل «الإنتباهة» أمس إن إدارة الجامعة عجزت عن توفير شهاداتهم باسم الجامعات القديمة التي تخرجوا فيها وكذلك عن توفير شهادة الجامعة الحديثة لأن عمرها لم يكمل العام.. وطالب الطلاب بضرورة توقيع بروتوكول بين وزيري التعليم العالي بدولتي السودان والجنوب يتضمن إمكانية استخراج شهادات من الجامعات الأصل للطلاب الخريجين، في وقت أكد فيه عميد شؤون الطلاب بالجامعة د.حاتم عبد الحي أن حل المشكلة خرج من يد إدارة الجامعة كون القضية باتت سياسية بين السودان والجنوب. وتبقى مشكلتا جامعتي الخرطوم وبحري في طاولة السلطات حتى لا تتفاقم وتأخذ منحىً آخر خاصة وأن قرار تأجيل الدراسة بجامعة بحري وجد رفضاً واسعاً من قبل الطلاب وقد علقت الدراسة لأجل غير مسمى ومرتبط باتفاق بين الدولتين، الأمر الذي جعل من خلق اتفاقية في هذا الوقت أمراً يبدو شبه مستحيل في ظل الأوضاع التي يشهدها البلدان.