مهدي سعيد، هذا الاسم الذي عرفته من خلال صحيفتنا «الإنتباهة» صوت الأغلبية الصامتة، فكان بمثابة المرآة التي تعكس لنا ما يدور في هذه الولاية العزيزة من وطننا السودان «القضارف» بتركيبتها التي تمثل واقعاً لأهل السودان تجسيداً للتمازج والتعايش بين جميع القبائل ليصنعوا وعداً مشرقًا لهذا الوطن ونحن نطّلع عبر صفحتنا «ربوع السودان» على كل ما يدور في ولايتنا من تجارب وتناول لقضايا المواطن والخدمات، فكانت صوامع الغلال حاضرة دوماً في ذاكرتنا من خلال تقاريره ونقله لصورة سمسم القضارف وواقعها السياسي وعلاقتها بجارتها إثيوبيا فنحس نحن بمدى الوطنية التي جسدتها «الإنتباهة» من خلال هذه النجوم المنتشرة في ربوع السودان والتي من نعم الله علينا أن جعلنا واحداً من هذه الأنجم التي تعكس واقعنا.. ونحن نتلهف لأن تشرق شمس يوم جديد لمعانقة «الإنتباهة» لنقرأ ما تخطه أقلام هذه النجوم الشابة.. ومن تصريف القدر أن أفتح صفحة ربوع السودان علِّي أجد اسم الجزيرة لتقودني عيناي إلى آخر مقال للزميل مهدي سعيد «القضارف الشباب... الخيل معقود بنواصيها الخير» وهي تتناول دور شباب القضارف في إعمارهم ولايتهم بدون النظرة الحزبية الضيقة ليعلنوا ميلاد فجر أمة جديدة، بهذه المعاني كانت آخر كلمات أقرأها لهذا القلم الذي لم تسعفني الأقدار لمقابلته فجاء خبر وفاته برسالة من زميلي جعفر باعو وهو في مهمة صحفية بحاضرة النيل الأزرق.. فتدفقت الدموع ألماً وحسرة على فقد عزيز وأن هذه الحياة الفانية لا تساوي شيئاً ولا ينفع الإنسان فيها إلا العمل الصالح ونحسب أن أخانا كان صوتاً ينقل نبض أهله ومواطني ولايته ولا يسعنا إلا أن نقول كما قال الشاعر ونحن في حضرة صاحبة الجلالة الوحش يقتل ثائراً والأرض تنبت ألف ثائر يا كبرياء لو متنا لحاربت المقابر فإلى جنات الخلد أخي مهدي مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا احمد الطيب المنصور