قف بين روح خمائل السودان.. وانثر قريضك في عقود جمان وصُغ القصائد كاللآلئ خرداً. من كل بحر كامل الاوزان فلأنت صيدحة الطروب اذا شدا.. سعدت بك الارواح في الابدان حدث عن السودان عن أمجاده.. وانشر مناقبه بكل مكان واذا عجزت عن الثناء فإنه.. سارت فضائله مع الركبان وطن تروح به المروءة والندى.. والبسط في الإغداق بالاحسان أنا لا أبالغ إن شهدت بأنه.. بين المكارم ماله من ثان أبناؤه شم الأنوف كأنهم.. خلقوا لخوض جحائم النيران خلقوا لاعزاز المكارم.. والعلا لا يرضخون لذلة وهوان طابت اصولهم وتلك خصالهم موصولة بالروح والريحان لله ما أبهى مآثر شعبنا.. لو قورنت بمفاخر الأوطان تالله لو وضعت بميزان الورى للمجد كان مرجح الميزان! إن الطبيعة جنة في أرضه عذراء ترفل في ضحى فتان تلك الرمال كأنها ببريقها.. من لؤلؤ بض ومن مرجان قد خطها الرحمن أبدع لوحة.. ما عنه تعجز ريشة الفنان وترى الجبال كأنها من غابر.. غرقت زوارقها لدى الفيضان والنخل كالغيد الحسان تمايلت بين الخمائل في اعتدال البان وحدائق الخرطوم فاح أريجها طيباً فباهت جنة أم درمان أو ما سباك الحسن عند الملتقى أو ما أخذت بسحره الفينان والمقرن المسحور هل شاهدته بين الربى اذ يلتقي النيلان داما على طول العناق كأنما.. خلان بعد البين يلتقيان! يا نيل اني قد عشقتك خاشعاً واطلت فيك عبادة الرحمن أنت الذي ألهمني معنى الهدى برد اليقين، فزدت.. في ايماني تجري مياهك في العروق ندية وتجول في الإحساس.. والوجدان لولاك ما اخضرت ربوع بلادنا كلا.. ولا عرفت سنا الألوان لولاك ما ضحكت خمائل روضنا كلا.. ولا بسطت يد الأردان بل أنت مرآة عليها سطرت آمال أمتنا.. مدى الأزمان كصحيفة بيضاء ذات تموج تحكي صفاء النفس والأذهان وطني الحبيب ازف فيض مشاعري ولهانة.. من شاعر.. ولهان أنت الممجد والجميع لك الفدا نفديك .. بالأرواح.. والأبدان ولسوف أهتف ما حييت مردداً: عش موطني.. والمجد.. للسودان