اشتهرت الولاية الشمالية منذ أمد بعيد بأنها «ولاية طاردة» نسبة لمحدودية برامج كسب العيش فيها إضافة إلى بيئتها القاسية وكذلك ضعف برامج التنمية في كثير من المواقع، فإذا كانت محليات الولاية المختلفة قد عانت من هجره أبنائها خاصة إلى دول المهجر فإن محلية دلقو والتي تقع في الاتجاه الشمالي لمدينة دنقلا تعتبر الأعلى في معدلات الهجرة لأبنائها الأمر الذي انعكس تأثيره على عدد السكان حيث يبلغ عدد سكان هذه المحلية «45» ألف نسمة فقط، ولذلك لا غرابة في أن تجد بعض مدارس الأساس فيها مدارس «دورية» بمعنى أن إدارة المدرسة تقبل طلابها عامًا بعد عام كما في أربع مدارس تقع في الجزر وفي وحدة فريق الإدارية. ويرى إدريس عثمان مدير التعليم بوحدة فريق التابعة لمحلية دلقو أن التعليم بالمحلية يحتاج إلى وقفات خاصة وأن وحدته تعاني من نقص في الكوادر وصل إلى «51» معلمًا ل «18» مدرسة بالوحدة مضيفًا أنه بالرغم من تدريب عدد من المعلمين بواسطة المحلية إلا أن الحاجة ما زالت ماثلة لتدريب مزيد من المعلمين لبقية الكوادر ويضيف إدريس أنه بالرغم من هذه الظروف المعقدة التي تواجه التعليم بالشمالية إلا أن الولاية ما زالت تحافظ على مركزها الصداري في امتحانات الأساس على مستوى ولايات السودان وعلى مدى «12» عامًا، معددًا حاجة العديد من المدارس إلى جهود كبيرة في مجال إصحاح البيئة خاصة فيما يتعلق بصيانة المدارس وكذلك التشجير، وناشد إدريس الجهات الرسمية ضرورة الالتفات لعملية التعليم بمحلية دلقو للنهوض بالعملية التعلمية مطالبًا بأهمية «تكملة الكوادر، توفير الكتاب المدرسي، تكملة القوى العاملة من العمال، تخصيص ميزانية للتعليم، إيجاد وسائل حركة للمعلمين والموجهين نسبة لوعورة الطرق وصعوبة الوصول للعديد من المدارس». بينما أشار مدير الشؤون الصحية بالمحلية خالد فضل في حديثه ل«الإنتباهة» إلى أن من أهم المشكلات التي تواجه الإدارة بالمحلية تتمثل في نقص الكوادر على مستوى الوحدات بالإضافة إلى مشكلة عدم توفر المبيدات خاصة ما يتعلق بمحاربة الذباب مشيرًا إلى تنفيذ حملة للرش الضبابي بأماكن التعدين الأهلي للذهب بالمحلية. بينما يرى حسن محمد خير المساعد الطبي بمستشفى الترعة «غرب المحس» بدلقو أن المستشفى يعاني من قلة الكوادر وهو المستشفى الوحيد بالضفة الغربية للنيل مشيرًا إلى حاجة المستشفى للبيئة الصالحة خاصة وأن جزءًا كبيرًا من السور الخارجي قد انهدّ لأنها منطقة زحف صحراوي وعاب محمد خير على وزارة الصحة إهمالها للمستشفى الذي يتردد عليه ما لا يقل عن «60 إلى 70» حالة يوميًا في منطقة يصل عدد سكانها لحوالى «2000» نسمة مشيرًا إلى عدم وجود جهاز الأشعة بالمستشفى بالإضافة إلى حاجة المعمل إلى التأهيل. ويرى معتمد محلية دلقو يوسف طاهر قرشي أن المحلية بالفعل كانت تعاني من قلة الموارد خاصة عندما تم تكليفه معتمدًا لها حيث كانت جملة الإيرادات في العام 2007م حوالى «254» ألف جنيه، ولكن بعد مجهودات مقدرة بُذلت قفزت الإيرادات عامًا بعد عام حتى وصلت في العام 2010م إلى «700» ألف جنيه وحاليًا وبعد اكتشاف الذهب بالمحلية أصبح الوضع مريحًا مما انعكس على كثير من الخدمات بالمحلية خاصة في مجال التعليم حيث تمكنت المحلية من تدريب حوالى «142» معلمًا ومعلمة بمجهودات ذاتية من المحلية وأقر معتمد دلقو بحاجة البيئة المدرسية إلى عمل كبير مشيرًا إلى أن من أسباب تدني التعليم بالمحلية هو الهجرة المتواصلة لسكان المحلية التي كان سببها تحسين دخل الفرد والبحث عن التعليم، معربًا عن أمله في أن يحقق انعقاد مؤتمر التعليم مؤخرًا بالخرطوم العديد من النتائج التي يمكن أن تنعكس على تطوير التعليم بالمحليات كما عول قرشي على انتظام عدد من برامج التنمية التي شارفت على الاكتمال بالمحلية والمتمثلة في شبكة الضغط المتوسط للكهرباء وكذلك الطريق الغربي «دنقلا أرقين» في أن تساعد على استقرار مواطن المنطقة وعودة المهاجرين منها وأقر معتمد دلقو بنقص الكوادر في العديد من المرافق العلاجية بمحليته والذي يمثل هاجسًا للمحلية غير أنه أشار إلى وضع بعض المعالجات لهذه المشكلة والمتمثلة في تسيير عدد من القوافل الصحية للمحلية وتقديم العلاج مجانًا إضافة إلى مجهودات المجلس الاستشاري للمحلية بالخرطوم والذي يقوم بتنسيق زيارات هذه القوافل الصحية بالإضافة إلى ترتيب المحلية لحضور اختصاصي «النساء والتوليد» أسبوعيًا من دنقلا والذي يساهم في استقرار جزئي للجانب العلاجي بالمحلية، وفي الوقت الذي تذمر فيه عددٌ من التجار بسوق الذهب بدلقو من عملية نقل السوق من موقع «أبوصارة إلى الموقع الجديد بدلقو» والشكوى من الجوانب البيئية فيه أوضح طاهر أن ترحيل السوق جاء بعد وقوع عدد من الحوادث على جانبي الطريق الأمر الذي أصبح يشكل خطورة على حياه الناس وعلى مستخدمي الطريق بين «دنقلاحلفا» خاصة أنه من الطرق السريعة بالإضافة إلى انتشار طواحين الذهب بشكل عشوائي مما جعل المحلية تنفذ قرار الترحيل لمزيد من وضع الضوابط وإمكان عمل الرش الضبابي والسيطرة على حركة السوق، وأوضح معتمد دلقو أن من التسهيلات التي مُنحت للتجار منح التصاديق الخاصة بإنشاء الحمامات مجانًا بالإضافة إلى تنفيذ المحلية لردمية بالسوق نسبة لوعورة الطريق الرئيس واصفًا العدد الموجود بالسوق بالكبير والذي تشهد فيه حركة المواصلات حركة واسعة ومن ذلك تحرك أكثر من «7» بصات سياحية من موقف السوق إلى الخرطوم والعكس يوميًا مضيفًا أن السوق لا يزال يحتاج للمزيد من الجهد مؤكدًا حرص محليته على الاهتمام بالجوانب الصحية والبيئية.