تصدَّرت قضايا الأمن والمياه والكهرباء قائمة مطالب مواطني محلية نيالا شمال بجنوب دارفور في أول لقاء مكاشفة بينهم وبين معتمد المحلية الجديد إبراهيم سلطان الذي بدأ مشوار عمله بالمحلية بالاستماع لقضايا المواطنين عبر لقاء مفتوح وعلى الهواء الطلق في باحة مقر رئاسة المحلية التي لم يتم تشييدها بعد، فمحلية نيالا شمال الابنة الشرعية لبلدية نيالا ظلت تعاني غياب الخدمات كافة منذ أن كانت جزءًا من نيالا الأم لتمركز الخدمات بوسط وجنوب المدينة مما جعل مواطن الشمال يعاني كثيرًا من غياب خدمات المياه والكهرباء علاوة على عدم الاطمئان جرّاء التوترات الأمنية التي شهدتها أحياء نيالا شمال في السابق الأمر الذي جعل المواطنين يضعوا قضية الأمن أولى اهتماماتهم في ذلك اللقاء التفاكري الذي أطلق عليه البعض (الديمقراطية المباشرة)، واشتكى المواطنون من عدم التوزيع العادل للمدراس وخاصة الثانوية منها، حيث يعاني أبناؤهم من الوصول إلى المدارس الثانوية التي ترقد جميعها في الناحية الجنوبية من المدينة سيما مدارس الطالبات، فسلطان الذي بدأ مشواره بالشفافية والوضوح حسب مراقبين للوضع إلا أنه سيظل بين تحدي الأمن والتنمية علاوة على معاناة عطش فصل الصيف الذي بدأت ملامحه تلوح في الأفق، وقدَّم عدد من أعيان ومواطني المحلية خارطة طريق لمساعدة المعتمد في الخروج بالمحلية لبر الأمان، وأشاد المدير العام لوزارة الثقافة والإعلام والاتصالات بالولاية محمد محمد صالح أبو بخطوة معتمد المحلية والجلوس مع أصحاب القضية الأساسيين وهم (المواطنين) وقال إنها ديمقراطية مباشرة بين الراعي والرعية، وقدم أبو مقترحًا بأن يتبنى المعتمد إنشاء أربع مدارس نموذجية، «اثنان منها للثانوي والأخرى للأساس»، بجانب إنشاء مستشفى بنيالا شمال التي تعاني من ضعف خدمات الصحة على حد قوله، إلى جانب السعي لعمل توأمة بين محليته وإحدى محليات ولاية الخرطوم للاستفادة من الخبرات والتجارب، ودعا أبو إلى ضرورة الاستفادة من بعثة اليوناميد في برامج المياه وإصحاح البيئة والطرق.. بينما أشار أيوب البلولة أحد القيادات إلى أن قضية المياه ظلت تشكل هاجسًا لإنسان المحلية، وقال: لا بد من إيجاد الحلول لها مع تقديم خدمة ملموسة في مجال الكهرباء واستقرارها خلال فترات الامتحانات، فيما اشتكى رئيس الشعبة الإدارية لسوق موقف الجنينة عبد الله عبد الكريم من انتشار الشيشة بأسواق المدينة والتي ألحقت الضرر بالمواطنين، مناديًا بمحاربتها ومراجعة الأسواق لضبط المظهر العام، وقال: إن تنظيم ومحاربة السكن العشوائي تعد واحدة من الحلول الناجعة لقضية الأمن الشائكة بالمدينة، أما مدير عام وزارة الإرشاد والأوقاف السابق أبكر إبراهيم شوقار فوصف لقاء المعتمد بمواطنيه بأنه بداية موفقة للشورى، ودعا المواطنين إلى قيام نفير جماعي لإعانة المعتمد في التنمية وإنشاء المدارس وتعمير دور العبادة، وأشار شوقار إلى ضرورة أن تقوم المحلية بمبادرة لإعادة النازحين بالمحلية إلى قراهم الأصلية.. فيما طالب د. فضل الغالي أحد القيادات الشبابية بالمحلية المعتمد بالاهتمام بأمر الشباب وتوفير فرص العمل لهم للحد من البطالة وتسهيل برامج التمويل الأصغر لهم حتى يصبحوا شبابًا منتجين يُستفاد منهم في برامج التنمية والإعمار، أما معتمد المحلية إبراهيم سلطان الذي يعد أول معتمد للمحلية تتجاوب معه الجماهير فقد أعلن عن تخصيص يوم من كل شهر أطلق عليه لقاء المكاشفة والمصارحة والمحاسبة بين المواطنين وقياداتهم وأجهزتهم التنفيذية تحقيقًا لتطلُّعات إنسان المحلية، وأضاف لدى مخاطبته المواطنين في ذلك اللقاء المفتوح: (منذ أن كُلِّفنا كان عهدنا للوالي بأننا جئنا خدامًا للناس وليس حكامًا عليهم)، وقال إن الغرض من اللقاء التفاكري أخذ الرأي والرأي الآخر والمقترحات للاستهداء بها في برنامج عمل؛ لأن الخدمة التي تُقدّم هي في الأصل رغبة المواطن، وأكد سلطان أن الأمن والصحة والمياه والكهرباء ستكون أولى اهتماماته بمحلية نيالا شمال التي تعاني الكثير، وتابع: (نؤمّن على كل ما تقدّم به المواطنون من مقترحات وستكون الشورى والشفافية والصدق مع أهلنا برنامج عمل في هذه المحلية وطرح الأمور معهم في بساط أحمدي حتى نجعل نيالا شمال نموذجية على كل المحليات)، وحول شكاوى الناس من عدم استقرار الأمن بالمدينة في بعض الأحيان أقرّ سلطان أن الأمن بالمحلية في السابق كانت تشوبه بعض الشوائب لكن حاليًا أفضل بكثير، واعدًا المواطنين بتوفير العديد من نقاط بسط الأمن بعد الجلوس والتشاور مع الوالي ولجنة أمن الولاية لنشر الطمأنينة في النفوس، ودعا سلطان المواطنين لتقديم النصح والنقد لأي مسؤول يقصر عن أداء واجبه، عمومًا بداية موفقة للمعتمد حسب مراقبين لكن التحدي أمامه في معالجة القضايا العالقة الآن وهي المياه والكهرباء والتي ربما تصل أعلى مراحل الأزمة في فصل الصيف الذي بدأ، فهل يستطيع سلطان معالجة من فشل سلفه السابق في تداركه.