شهدت الساحة الرياضية حراكاً خلال الأيام الماضية بفعل زيارة منتخب مقاطعة برازيليا للسودان بدعوة من والي ولاية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر والأستاذ الطيب حسن بدوي رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في إطار التوأمة التي وقعتها الولاية مع وفد مقاطعة برازيليا لتبادل الخبرات من خلال البروتكولات السياسية والرياضية والاقتصادية حيث أدى المنتخب ثلاث مباريات حبية أمام منتخب الولاية انتهت بالتعادل بهدف لمثله وأمام الهلال انتهت بنفس النتيجة وأمس الأول اختتم المنتخب مبارياته بمنازلة المريخ وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما. »الإنتباهة« تابعت زيارة منتخب برازيليا للخرطوم ورافقته خلال البرنامج الحافل الذي أعدته الولاية على شرف الزيارة وتكريم عدد من الجهات على رأسها جهاز الأمن والمخابرات الوطني للمنتخب تقديراً وعرفاناً على هذه الزيارة التي كانت لها نتائج إيجابية. »الإنتباهة« انفردت بحوار مع رئيس اتحاد مقاطعة برازيليا رئيس البعثة باولو سيزر وكان لها هذا الحوار من داخل الباخرة النيلية التي نالت إعجابهم.. حوار: أحمد مخاوي { ماذا عن الزيارة وما الذي خرجتم به؟ - الزيارة كانت موفقة للغاية والشعب السوداني شعب كريم ومضياف وكنا متوقعين أن نجد الكرم ونحظى بالضيافة العربية من خلال السمعة الطيبة التي شجعتنا علي هذه الزيارة تنفيذاً لبروتكول التوأمة الذي وقع مسبقاً وهنا لا بد لنا أن نشكر حكومة الخرطوم بقيادة الوالي ووزرائه والمجلس الأعلى للشباب والرياضة وسفارة السودان بالبرازيل الذين وقفوا على الزيارة من الألف وحتى الياء ولم تواجهنا أي صعوبات بل سهلوا لنا كل شيء وأهم أهداف الزيارة وما خرجنا به هو توثيق العلاقات بين البلدين السودان والبرازيل وبين شعبي البلدين وبين برازيليا والخرطوم وكرة القدم هي أسهل الطرق لتوثيق علاقات الشعوب. أما ما خرجنا به فهو ضرورة الاهتمام بالأشبال والناشئين »صغار السن« وسنعمل على تطويرهم حيث طرحنا عدداً من المقترحات مع القائمين على أمر الكرة بالسودان أهمها فتح فرع للأكاديمية البرازيلية بالخرطوم لتدريب الصغار وتأهيل الحكام والمدربين وهذا مشروع متكامل ونتوقع في القريب العاجل زيارة منتخب الخرطوم لمقاطعة برازيليا لرد الزيارة أولاً والوقوف على مستوى الكرة البرازيلية وكيفية صناعتها ونقول إن الشعب السوداني أشبه بالشعب البرازيلي يعشق كرة القدم ومن السهل أن يتعلم الناشئة كرة القدم على نهج سليم باعتبار أن الأساس هو الأهم. { بعد التجارب التي خاضها المنتخب أمام القمة ومنتخب الخرطوم، ما رأيكم في مستوى الكرة السودانية؟ - صراحة نحن تفاجأنا بمستوى الكرة السودانية ومن خلال ما شاهدناه خلال التجارب الثلاث نقول إن الكرة السودانية متطورة واللاعب السوداني يملك قوة جسمانية ممتازة ولديه مهارة لكن لا يحسن توظيفها وأقول حقيقة إن السودان من أكثر بلدان القارة الإفريقية تطوراً في كرة القدم ويمكن أن نصل بها إلى العالمية. { مقاطعة: ماذا نحتاج حتى نصل إلى العالمية؟ - تحتاجون إلى البراعم والناشئين وصغار السن والناس في كل العالم بتزرع لكي تحصد لكن للأسف ليس عندكم زراعة في الكورة واللاعب عندما يعتزل لا يكون له خليفة حتى تسهل عملية الإحلال والإبدال.. لا بد أن يكون هناك استثمار حقيقي وقوي في الناشئين والبراعم من خلال المدارس السنية والأكاديميات وغيرها. { ما هي مقترحاتكم ومساهماتكم الفعلية لهذا المشروع مستقبلاً؟ - نحن عندما نعود سنقوم بكتابة تقرير شامل عن الزيارة وعما شاهدناه سواء كان سلباً أم إيجاباً وعلى ضوء هذا التقرير سنقدم مقترحاتنا ومشاريعنا عن طريق السفارة السودانية هناك. { حارس المرمى في السودان ومن خلال المباريات كان محل اهتمامكم ماذا ينقصه؟ - هذا صحيح وحارس المرمى في السودان يفتقد للجانب التكتيكي في الخروج من المرمى وكيفية الاستلام والعودة السريعة لحماية عرينه ووقوفه الصحيح عند الركلات الثابتة هذا لفت انتباهي كثيراً وأرى أن العيب ليس في الحارس ولكن في مدرب الحراس في عدم توصيل الخطة إلى الحارس بالطريقة السليمة وكل الأهداف التي ولجت شباكم نتيجة أخطاء للحراس. أيضاً هناك شيء لفت انتباهي هو اللياقة البدنية للاعب وهذه لها دور كبير في حركته وانتشاره وتعاونه مع زملائه وأقول إن النجيل الصناعي له أثر كبير في تدريب اللاعبين وأنصح القائمين على أمر التدريب عندكم باستثمار النجيل الطبيعي إذا كانوا حريصين على إنجاح مستقبل الكرة السودانية وأعتقد بأنكم تابعتم مستوى المنتخب في مباراته الأولى أمام منتخب الخرطوم على النجيل الصناعي وأمام الهلال والمريخ بإستاديهما على النجيل الطبيعي. { اللاعب البرازيلي عندكم يظل متفوقاً على المستوى العالمي ما سر ذلك؟ - التعليم الصحيح والتغذية السليمة هما عنصران ضروريان للاعب ولا بد للاعب نفسه أن يكون لديه طموح لتقييم نفسه وإلمامه بالجانب التكتيكي عن طريق المدرب مهم جداً. { مقاطعة: نحن في السودان استقدمنا لاعبين برازيليين لكنهم لم يظهروا بالمستوى المطلوب ما تعليقكم؟ - »رد ضاحكاً« أنتم في السودان تستقدمون محترفين على »قدر قروشكم« ومستواهم الفني ضعيف وغير مؤهلين للاحتراف وليس كل لاعب برازيلي يحمل سمعة البرازيل، اللاعب البرازيلي لا بد أن يكون محترفاً ومؤهلاً وذا إمكانات ومهارات عالية وهؤلاء لو تم استقدامهم ممكن يفيدون الكرة السودانية لكن هؤلاء صفقاتهم عالية جداً وهؤلاء هم البرازيليون. { حدثنا عن استعداداتكم لاستضافة المونديال في العام 2014م خاصة بعد زيارة بلاتر والشائعات التي راجت بعدم الجاهزية؟ - نحن في البرازيل جاهزون لهذه الاستضافة وسبق لنا استضافة المونديال.. أما على مستوى المقاطعة فأقول إن مقاطعة برازيليا إحدى المدن المستضيفة ونحن نعمل حالياً في تأهيل البنية التحتية مثل شبكة الفنادق والمستشفيات والإستادات وغيرها ومقاطعة برازيليا متقدمة جداً في المعمار ومخططة على إستراتيجية عالمية والرئيس جوزيف بلاتر زار البرازيل ووقف على حجم الإنجاز الذي تحقق والاستعدادات الجارية واعتذر عما بدر منه والحكومة تستثمر حاليا لصالح هذا الحدث المهم مثلاً تدريب سائقي الأجرة والعاملين وكل الذين لهم تعامل مباشر مع الضيوف وتدريب الشباب على اللغة الإنجليزية لتسهيل المخاطبة. { أهم المناظر التي نالت إعجابكم في السودان؟ - نهر النيل ويكفي أننا في دولة بها أطول نهر في العالم وقد أعجبنا حقيقة بالرحلة النيلية التي اكتشفنا من خلالها هذا النيل العظيم. {ما هي مقترحاتكم لتوسيع العلاقة بين البلدين؟ - أقول لك أنا في السياسة ما بفهم كثيراً، لكن في المجال الرياضي سيكون متطوراً في المستقبل وهذه الزيارة هي فاتحة لزيارات قادمة، وكرة القدم ستكون مدخلنا لتوسيع هذه العلاقة. { أخيراً، ما هي رسالتكم للشعب السوداني؟ - أولاً لنا عظيم الشرف للتحدث عبر صحيفتكم »الإنتباهة« إلى الشعب السوداني الكريم المضياف وإلى حكومتكم التي أحسنت استقبالنا وإلى ولاية الخرطوم التي بادرت وأقول لكم إن كرتكم متطورة فقط عليهم الاهتمام بالناشئة حتى تتطور أكثر ونتمنى حقيقة أن نشاهد منتخبكم الوطني في كأس العالم بالبرازيل بعد عامين.
