درجت ندوة العلامة عبدالله الطيب ان تكون جسرًا للتواصل بين المجتمع والأدب الرفيع بوفائها لأهل الإبداع والعطاء وبمشاركة ودعم ورعاية الشركة السودانية للهاتف السيار «زين» وجاءت الندوة تحت عنوان «محاولة للكشف عن جوهر الفن العميق عند الأستاذ محمد وردي» وبحضور كثيف من محبي فن الأستاذ وردي. وقف المتحدثون على محطات في حياته وعددوا مآثره وقال البروفيسور عبد الملك عبد الرحمن في كلمة معهد العلامة عبدالله الطيب لا غرابة حين ابتدرت كلية العلوم الرياضية وعميدها الدكتور محمد عبد المنعم ترشيح وردي لدرجة الدكتوراه الفخرية من جامعة الخرطوم قبل نحو عقد من الزمان وتمن اختياره بإجماع أساتذة الجامعة مضيفاً أن ذكرى ومآثر وردي المدرس الذي خلد الفن النوبي العريق ستظل شعلة حية متوهجة مستشهدًا بنص صلاح أحمد إبراهيم في قصيدته نحن والردى: إن للفضل وإن مات ضياء ليس يخبو فاسألوا أهل النهى رب ضوء لامع من كوكب حين انتهى ذلك الكوكب آلاف وآلاف السنينا سرد الأستاذ خالد مسيرة وردي الفنية قائلاً كان يستمع للأسطوانات التي تأتي من مصر في الأربعينيات وقد استمع لأول مرة «كيف لا أعشق جمالك» لعثمان حسين وأن أهم الاغنيات التي بدأ بها قبل إجازة صوته «هل تدري يانعسان لحسن عطية» وفي يونيو 57 تمت إجازته بأغنية الحب والورود لإسماعيل حسن. وأضاف خالد ان وردي كان يعشق التحدي والتجريب كما يتسم بالشجاعة ويظهر ذلك في أول أغنية تعامل فيها مع إسماعيل حسن «بعد إيه» وأردف أن وردي أمهر عازفي الطمبور حسب النعام ادم كما شهد له أبو داود أنه يغني الحقيبة أفضل من أبناء أمدرمان وتجربته الوحيدة «قسم بمحيك البدري».. كما قدم الأستاذ الصحفي السر سيد أحمد محطات في حياة وردي كاشفاً انه أول من احترف الفن واستطاع بموهبته أن يفرض نفسه على المجتمع السوداني. وذكر الأستاذ فؤاد شيخ الدين أن الثقافة النوبية حاضرة في فن وردي وخاصة المحسية.. وانه من أوائل الذين انتقلوا بالغناء من الحسية الى الروحية «الاختيار» بإدراكه السريع لاتجاه الذوق العام من التعمق في الوصف الحسي الى الروحي.. وابان الأستاذ أنس العاقب أن وردي متفرد بين كل من تصدوا للعملية الفنية باستثناء خليل فرح، ويعتقد أنه لن يتكرر خاصة في التأصيل لثقافة الإنسان السوداني وأن عبقرية صوته في الركوز والانتقال والتلوين والتعبير ما يمكنه أن يجعل من اللازمة جملة موسيقية، وأفاد الشاعر سعد الدين إبراهيم أن وردي اكتشف الكثير من الشعراء وأنه غنى لحوالى 27 شاعرًا غير الثنائيات «الحلنقي، اسماعيل حسن، محجوب شريف وآخرين» وأضاف ان من يستمع الى بعض أغانيه يعرف قيمة شاعريته «ليالي اللقاء كتبها كاملة وشارك في مطالع سلاف الغناء ومرحبا ياشوق» بالذي أودع في عينيك إلهامًا وسحرا والذي أبدع فيك الحسن اشراقاً وطهرا لا تدعني للأسى يدفعني مدًا وجزرا كما قدمت نماذج سماعية لوردي بصوته وهو يغني لكبار الفنانين وأحيا الفنان عاطف عبد الحي الأمسية بأغانٍ متنوعة بمشاركة العازف الأستاذ عوض أحمودي الذي بدوره كشف أن آخر ما تغنى به وردي : يا وجهها لأمل دنقل و«يا واحد الحسن» للجيلي عبد المنعم مما يدل ان معينه لم ينضب.