هي من ولاية شمال كردفان من مدينة الأبيض قرية أم دكنة التي انعكست بصورة واضحة على ديكور منزلها حيث جعلت ديكورها من تراث كردفان تقول: «متزوجة ولي أبناء وزوجي مهندس في أمريكا وسنلحق به لاحقًا.. ولنا قرابة عشر سنوات هنا.. كما أن أبنائي يدرسون في مدرسة خاصة سودانية.. وأصعب شيء في الحياة الغربة عن البلد والأهل، ولكنها الظروف هي التي تجعل الفرد يتغرب اضطراريًا حيث عملي الفني كان السبب الرئيس في الغربة، واخترت القاهرة لأنها الأقرب لي ولطموحي الفني وحتى تكتمل إجراءاتنا نلحق بزوجي الذي كان يسكن معنا وذهب حديثًا لأمريكا لأنه وجد فرصة عمل أفضل هنالك.. وعن الغربة والحنين والشوق للسودان تواصل حديثها وتقول إن الإنسان لا يستطيع أن يتحدث عن الغربة، وإنما يحسها ويحس قساوتها لأنها لا تُطاق ولو تحدثنا عن الحنين للسودان فهو عالم بذاته من الطِيبة والحنية ومعاشرة الأهل هذا الإحساس لا يتعرف عليه الشخص إلا عندما يتغرب عن أهله.. وأكيد كل هذه الأشياء افتقدناها تمامًا.. بالنسبة لبداياتي الفنية فقد بدأت الفن منذ العام «1968» حيث كنت أغني في الجمعيات الأدبية والدورة المدرسية ومن ثم أشاد الجميع بصوتي وتم تشجيعي من قبل أسرتي ولكني اتخذت العزم على أن ابدأ بدايات جيدة حينها اخترت أن أغني للحقيبة ولتراث كردفان مثل أغاني المردوم والدرملي وغيرها من أغاني التراث بالإضافة إلى أننى كنت استمع للفنانين الكبار حتى انتهج منهجهم وأسير على دربهم.. وعن شهرتي عندما أتيت إلى القاهرة كنت أغني في أعراس السودانيين المقيمين في القاهرة فهم كثر حتى أتتني دعوة من السفارة السودانية عن طريق الدار السودانية في القاهرة حيث كانت لمناصرة الرئيس عمر البشير لدى اتهامه من قبل المحكمة الجنائية ومنها كانت شهرتي حيث استمع لي الجميع وذهبت بعدها لعدد من الدول العربية والأوربية من القاهرة وعكست الفن السوداني هنالك، وقد وجدت استحسانًا من الجميع.. كما سجلت عددًا من الألبومات هنا في القاهرة وكذلك الشعب المصري يتوق الفن السوداني ويعجب به.. وعن وجه الاختلاف بين العرس السوداني والمصري نجد العرس السوداني مميزًا لأن له طقوس خاصة به مثل الحِنة والجرتق وفطور العريس وغيرها من العادات والعروس السودانية تسمى عروسًا حتى لو مرت عليها سنة؛ لأن الثوب السوداني ورسم الحنة وغيره من العادات تكون ملازمة لها دائمًا، أما العروس المصرية فينتهي عرسها عندما تخلع ثوب الزفاف ومن ثم تكون عادية إضافة إلى أن معازيمهم يكونوا محدودين ليس كمثلنا في السودان ومع ذلك نجد كثيرًا من نساء مصر تعجبهم طقوس العرس السوداني ويطلبون مني أن أعمل لهم حنة سودانية فأعمل لهم الطقوس السودانية، ووجدت قبولاً لدى الكثير من المصريات.. ولكنهم فشلوا في كيفية لبس الثوب السوداني وحسب رأيهم أن لبسه صعب.. والأكل السوداني لا يفارقنا أبدًا بالنسبة لي وأبنائي كما أنني أطبخ كل الملاحات السودانية وأقوم بعمل العصيدة ولدي صاج أعوس فيه الكسرة وأبنائي يحبونها وعن كيفية الحصول عليه نحصل عليه من حي عين شمس حيث توجد به كل مستلزمات القفة السودانية وهي غالية لذلك أعتمد على نفسي.