نشكرك الأخ أحمد نقد إدريس أبو يحيى على هذه الرسالة، نتيح له اليوم الفرصة من خلال هذه المساحة ونعتذر لكثير من الإخوة الذين بعثوا إلينا برسائل كثيرة عبر الإيميل وبطرق مباشرة ونعدهم أننا سنعطي كلٌّ فرصته في حين معين ولهم العتبى ونمضي الآن مع مقال الأخ أحمد نقد. أذل الحرص أعناق الرجال وعاجز الرأي مضياع لفرصته.. حتى إذا ما فاته أمر عاتب القدرا الأخ الفاضل لا أدري بأي العنوانين أبدأ، ولأن الثاني شخصي فإني أبدأ بالأول العام وأقول إنني أخانا وقيع الله شطة وقفت كثيراً عند مفردات «دلالة المصطلح» اليوم الخميس 21/أبريل، فأنا وجموع الشعب السوداني كافة لا نكاد نصدق أن هذه الدولة الوليدة وجناحها العسكري الجيش الشعبي المتخلف تكنولوجياً وبشرياً هى من تهاجم دائماً وإن دولتنا العريقة وجيشها المنظم القوي الخبير هو من يدافع دائماً.. وأن قادة الجنوب الجدد المتخلفين مهنياً هم من ينتصرون سياسياً وتفاوضياً على قادتنا المصنفين على مقياس Over Qualified... وإن صعاليك الحركة الشعبية كباقان وعرمان ولينو... إلخ، صوتهم هو الأعلى في الفضاءات والفضائيات في الوقت الذي لا نسمع فيه أي طحن لمنبطحي المؤتمر الوطني الكثر للدرجة التي أردد كلما سمعت زئير أحدهم من صعاليك الحركة: أسد علىّ وفي الحروب نعامة ربداء تجفل من صفير الصافر فصدى الهتاف والتهليل والتكبير إن كان يحمسنا وهو محمود في الداخل إن صدرناه للخارج كان سيريح الكثيرين الذين يستفزهم ذلك الغياب المتعمد للصوت الشمالي ولا ندري ما الحكمة في ذلك، ونزيد على ذلك بالسؤال المطروح في الساحة دائماً: هل هي حكمة العقل أم هي حكمة العجز؟؟ أخي الفاضل لسنا بأعلم من أهل مكة.. الأدرى بشعابها وأقصد د. قطبي المهدي الذي قال وهو يعلق على خيبة الوفد الحكومي المفاوض في أديس أبابا الذي رجع بمخلاية الحريات الأربع ضارباً عرض الحائط بالملف الأمني: (إن الوفد المفاوض لين الجانب ويفقد أو يفتقد العناصر الصلبة».. نعم الحرب لن تحسم المعركة مع الجنوب وإن كانت مطلوبة اليوم وبشدة فهي لإثبات الذات ورد الاعتبار ولكن التفاوض في نهاية المطاف شر لابد منه ولكن هذه المرة بعناصر صلبة وقوية وبلاش ذلك الحرص الذي أذل أعناقنا ولا ندري فيم الحرص وفي أي غنائم بعد الانفصال. فوالله يا مؤتمر يا وطني اليوم فرحتكم جاءت من السماء ولا تفوتوها واستغلوا هذه السانحة وسلفاكير يتصنت في الانسحاب واضربوا ضربتكم لا بإرجاع هجليج الى حضن الوطن بل رد الصاع صاعين وضرب العمق الجنوبي وبشدة لإخافة أمريكا وإسرائيل قبل جوبا وقبل ذلك لكسب الرأي العام السوداني الذي أصبح اليوم على قلب رجل واحد وهذا الكسب سيكون له ما بعده وسيكون الترياق الواقي للحكومة من تغول الربيع العربي في بلادنا ومن تهديدات المعارضة التي تتربص الدوائر. ويا ليت هذه التغييرات في أسلوب الحكم تتبعها تغييرات في المواقع التنفيذية وخاصة الأمنية التي فشلت فشلاً ذريعاً والعدل والمساواة يضرب الخرطوم والجنوب الجديد يحتل أراضينا ويهددنا.. فدول الربيع العربي من حولنا نجحت في إرادة التغيير وفشلت في إدارة التغيير كما هى واضحة جلية في مصر وليبيا واليمن، لذلك ولإشباع الرغبات فلا بد أن نُحدث التغيير المطلوب بشدة اليوم قبل الغد في كل هياكل الدولة وإدارة ذلك التغيير بامتياز لتصبح الحكومة حكومة كل الشعب والرئيس البشير رئيس كل السودان.. وبذلك نكون الدولة الأولى التي تعمل ربيعاً توافقياً بلا ضجة ولا ضجيج وتكفي نفسها والمؤمنين شر القتال والاقتتال خاصة أن كل الحادبين يعلمون أن جسدنا نحيل وأن أي شوشرة ستكون نتائجها وخيمة وينقسم الوطن الى عدة دويلات كما تريد أمريكا التي منذ أمد بعيد وبواسطة ذراعها اللعين CIA وضعت خارطة طريق مفادها تقسيم السودان الى 4 دويلات. وقد ذكرنا العدو الأول للوطن أمريكا نقول للحكومة إن السياسة هى فن الممكن ولا فائدة من رجاء الخير من العم سام، فالحديد الصلب الجامد لا يمكن تطويعه باليد بلا صهر والصهر في الحالة الأمريكية يكون بتحجيم دورها بعد أن منحناها أرضاً لبناء أكبر سفارة في المنطقة بسوبا لطبخ المؤامرات على نار هادئة بشاطئ النيل الأزرق. ثانياً: عندي كلام شخصي أريد أن أوجهه إليك أخي الفاضل كقيادي في منبر السلام العادل والناطق باسمه الإنتباهة.. فأنا كنت من أوائل من كتبوا في هذه الإصدارة بعد أن آمنت برسالة المنبر بدءاً بعمود سلسبيل ثم مشهد وتعليق في السياسة وعمود «وقفة» الرياضي.. وبأرشيفي مئات المقالات الى أن فاجأني الأخ الفاضل مجاهد الخليل ذات يوم وأوضح لي أن مجلس الصحافة والمطبوعات يطلب مني توفيق الأوضاع، فذهبت وتقدمت للمجلس ومنحوني شهادة كاتب رأي فاستأنفت فردوا عليّ أنه بعد انقضاء عشر سنوات أي في عام 0102م سيتم منحي السجل الصحفي كمنتسب ومن عام 0102م تقدمت لاتحاد الصحفيين الذي تولى الأمر ودفعت لهم الرسوم وهاك يا مناورات. ككاتب رأي حاولت الكتابة في الإنتباهة وبعثت عدة مقالات ولم يعرني أحد إنتباهة فحصرت قلمي في الكتابة الرياضية وخاصة في صحيفة المشاهد «عمود الرأي السديد» ومنذ فترة توقفت عن الكتابة كرهاً وطوعاً لانشغالي بمشروع إعلامي كبير سيرى النور قريباً وهو مشروع وحدوي قومي دعوي مفيد تمت إجازته من مجلس المصنفات الأدبية والفنية ومجمع الفقه الإسلامي. ما آلمني ويؤلمني الموقف السالب لإدارة الانتباهة مع كاتب متطوع جاهد بقلمه كثيراً لخدمة رسالتها القاصدة، وللإحاطة تلقيت أكثر من مكالمة من الباشمهندس الطيب مصطفى رداً على مداخلات تهم المنبر فأنا كثيراً ما استنكرت سياسة المنبر وطالبت بتأسيس حزب وأن يكون الطموح هو المنافسة في حكم السودان بدلاً من خدمة الإنقاذ الوطني. وآخر دعوانا أن: وعاجز الرأي مضياع لفرصة.. حتى إذا ما فاته أمر عاتب القدرا. تحيتي واحترامي ودمتم.