في كتاب تزيين الأسواق بتفصيل أشواق العشاق للشيخ داود الإنطاكي، ثبت لي بما لا يرقى إليه ريب أن أجدادنا العرب كانوا مدركين لكل حرفة، زراعة، تجارة، طب شعبي ، أما أميز ما عُرفوا به وبزوا فيه باقي الأمم هو الإحساس بالجمال والقدرة على التعبير عنه.. صحيح أن كل الناس تحس الجمال لكن معظمهم غير قادر على التعبير ودي الفايدة للكتّاب والشعراء وأصحاب القلوب الرهيفة!! لقد أطنب هؤلاء الأجداد في ذكر الجمال حتى خلت أنهم لم يك لهم همٌّ سوى وصف الفتيات الحسان من طق طق لسلامو عليكم وبذلك تكون القصة «خربانة من كبارها» أوع بالك.. قال البعض: الحسن الصريح ما استنطق بالتسبيح وهو تناسب الخلقة واعتدال البشرة وصفاء المادة والمواءمة بين الوضاءة والصباحة «دي خطيرة جدًا» و قد قال أحد الشعراء في اختلاف التعبير عن الجمال: عباراتنا شتى وحسنك واحد * و كل إلى ذاك الجمال يشير بل ذهب هؤلاء إلى أن من يريد أن يبرع في وصف الجمال أن يأخذ بالحظ الأوفر من أمهات الأخلاق مثل الحكمة والمروءة والتفاني وسلوك الاعتدال بين الإفراط والتفريط ياخي دا جمال وللا محكمة دستورية؟؟ كذلك انفرد الأولون بوصف جوارح المرأة بأشياء شتى مثل الحاجب بالنون والشفة بالعنب والثدي بالرمان والأسنان باللؤلؤ والوجه بالبدر والشعر بالليل والصدغ بالعقرب والريق بالخمر وهاكم قصيدة لعلاء الدين الشاهيني وهو شاعر مجيد وفااااايق: كُتب الجمال على صحيفة خده *بيراع معناه البهيج ومثّلا فبدا بنوني حاجبيه معرّفا *من فوق صادي مقلتيه وأقفلا ثم استمد فمد أسفل صدغه * ألفاً ألفت بها العذاب الأطولا فاعجب له إذ هم ينقط نقطة *من فوق حاجبه فجاءت أسفلا فتحققت في حاء حمرة خده * خالا، فغم هواه قلبي المبتلى قسماً بفاء فتور جيم جفونه *لأخالفن على هواه العذّلا قال المؤرخون إن الفرس و الإغريق دللوا على رقيهم بالعمران والمخترعات وأن الهنود بزوا الأمم في الطب والرياضيات وأن العرب اكتفوا بالوصف والغزل الصريح .. هل هذا يعني أن الفرس لا تحس الجمال مثلاً؟؟ إنهم يحسونه زي جوع بطنهم لكنهم غير قادرين على التعبير عنه شفت كيف؟؟ بعض الأبرياء يظنون أن أصحاب الملبس الخشن والتقاطيع الصارمة لا يحسون بالجمال وهذا ظن فاسد لأنهم والله يحسونه لدرجة الفوبيا لكنهم لا يريدون التعبير عنه مخافة أن يوصفوا بالضعف أو الزندقة هسع وينا الزندقة هنا؟؟. وصلة: دخلت امرأة صارخة الجمال مع زوجها إلى أحد الأسواق فانتبه لها أحد «أصحاب القلوب الرهيفة» وظل يطيل النظر في ذهول حتى جاءه زوجها وسأله في فظاظة : لماذا تنظر هكذا اإلى هذه الحُرمة؟ قال الرجل: إن الله متعها بنعمة الجمال ومتعني بنعمة النظر إليها فعلى أي النعمتين اعتراضك؟؟قال الزوج: الأولي لك والثانية عليك، قال الرجل: و ما مدى الأولى؟ أجاب الزوج : أن تنظر من الذي أمامك امرأة أم أسد وبسرعة!!!