إن الجرم واللؤم والاعتداء الذي ارتكبه سلفا كير وأسياده من ورائه وأحدث شهداء كثرًا نخاطب أولئك بأقاويل نرجمهم بها وهي أن الله أقوى من كل كيد ومن كل تدبير وجزى الله الشدائد كل خير فقد عرفت بها عدوى من صديقي ومع قول ابن الرومي ولي وطن آليت ألا أبيعه. وألا أرى غيري له الدهر مالكا ومع مقولة الشاعر: إن العدو وإن تقادم عهده فالحقد باقٍ في الصدور مغيب وأن الضربات التي توجه إليك من الخلف ممكن أن تدفعك إلى الأمام بدلاً من أن تجعلك تجثو على ركبتك يا المجرم القاتل سلفا فكم من مجرم عتل نصب نفسه وكيل نيابة ونائباً عاماً ومدعياً عسكرياً في آن واحد وبهجليج صار لنا شهداء أبرياء صرعتهم يد الغدر والموتورين والحاسدين فجاء النصر العاجل وصفاء سماء هجليج وسعد أهلها المجاهدون الأشراف وأمام سيوفهم وخيولهم والدفاع الشعبي وجيشنا الباسل توارى مجرمو الحركة الشعبية وأيديهم مضرجة بدماء خيانتهم وبهذا نسي سلفا كير وأسياده أن الآثار التاريخية تراث عالمي لا يتقيد بأرض وجوده وهي ركيزة يستند إليها الباحثون والأجيال المتعاقبة وهكذا شأن الأجيال المتعاقبة في أبيي وهجليج وديار المسيرية كلها وهنا نجد أن الطرح الذي أتت به الإنقاذ في قضية إنسان أبيي وهجليج أنه طرح يطفئ جمرة الخلاف ويفتح الطريق إلى حلول متوازنة ودائمة، وأي مسؤول جاء بحكومة الجنوب الحديثة فهو منسحق يتوالد الألم في ذاته ويتفشى كالميكروب القاتل والاحتراق الذهني عند سلفا كير وأمثاله من الذين يحكمون الجنوب الآن وهو احتراق يستحيل إلى رماد في سرعة الماجنسيوم آناء الليل وأطراف النهار، وبعض الذوات المقهورة في بعض مناطق الجنوب ذات الذات المقهورة الجريحة حينما تهيم مع إشراقة الخلاص تتوقد وتصبح جمرة تضيء للآتين، فقوة الإنسان أينما كان في عقله وليست في جسده فأين سلفا كير وأسياده من أولئك البسطاء المسحوقين بالجنوب وهم يعلمون أن من يغشك يفترض فيك الامتهان والغباء ويعتبرك تافهًا ويسخر منك لذا فإنه حين يتحدث إنسان الجنوب المظلوم من سلفا كير وأسياده بالمرارة كلها يشرخ في نفسه عامل الحقيقة وعامل الأمل والذات المقهورة الجريحة حينما تنقطع في عزلتها تتردى تحت وطأة خذلان المصير وهذا الذي يعيشه أهل الجنوب الأصليون وهنا فليعلم المسلمون بالجنوب اليوم وهم يعانون ما يعانون أن المؤمن كلما اشتد البلاء عليه زاد إيمانه وقوي تسليمه لأمر دينه ومع مقولة ما أسهل ما ينزلق الإنسان يا سلفا كير وراء مصالحه وعواطفه فيغفل عن القيم والمبادئ والأسس التي تحكم الحق والعدل أم أنكم بحكومة الجنوب الجديد صرتم بلا قيم ولا مبادئ ولا أسس تحكم الحق والعدل عندكم ولكن يا سلفا وأسيادك الذين يحركونك لا بد أن تعوا أن خشية الله يستحضرها الإنسان كلما ألم به خاطر شيطاني، والمهم هنا أن يحارب كل مواطن بالجنوب من موقعه كل ما هو فاسد ما استطاع إلى ذلك سبيلا وهل وعي سلفا وأسياده أن أمر هجليج قد أبان للأعداء جميعهم أن شعب أهل السودان لا يؤمن بالتقهقر والهزيمة والانكسار ولكن أهل السودان جميعاً يؤمنون بأنهم مصادمون وجاهزون لكل حرب وقتال وبشأن هجليج أصبح لدى شعبنا أن الأمل أقرب للواقع لتجانس الناس جميعهم في أهدافهم ومساعيهم وقناعاتهم والترابط عند أهل السودان هو واحة وارفة الظلال عذبة الماء في صحراء الحياة المجدبة وهنا تنطبق على سلفا كير وأسياده ثلاثة يستعملون القناع الجاسوس والمذنب والفاشل وأن الأقوياء وحدهم هم الذين يتحملون الاعتراف بأخطائهم وأن اللسان لا يندمل جرحه ولا تؤسى مقاطعه وليعلم سلفا ومن يقفون من ورائه أن هناك شماليين يعيشون في الجنوب وأدخلوا فيه العطاء الحضاري وأن الإنسان مخلوق اجتماعي ومدني بطبعه ويعيش في جميع الأنحاء في حالة اجتماعية دائماً ولا يضيع حقه فهل أراد سلفا إضاعة هذه الحقوق أم نسي سلفا أن الإنسان سيف قاطع لا يؤمن حدُّه والكلام سهم نافذ لا يمكن ردُّه، وليس من الحق والعدل أن تلطم شخصاً وتمنعه من الصياح والعويل فليعلم سلفا أن هجليج هي جاهزية أهل السودان جميعهم.