الحمد لله الذي أخرج جواهر الخير من ركام الشر.. والحمد لله الذي جعل من كارثة هجليج محطة للمراجعة والتفكُّر والتدبر، مراجعة العقل المغيَّب، والقلب الغافل، والروح الشرود، بعدما ضاعت كل صرخات الصادقين وتنبيهات الحادبين وهم يرون ببصيرة المؤمن الكيِّس الفطن أن كل مخرجات العمل السياسي تتسارع بالبلاد والعباد نحو كارثة لا يعلم هولها إلا الله... الله الذي لا تضيع عنده ودائع الشهداء ودماء المجاهدين وأنين المستضعفين. ما بال إخوتنا وولاة أمرنا من الذين لا نشك في صدقهم وولائهم لو وقفوا ساعة للتفكُّر يوم تكشّفت لهم سوءات نيفاشا وخداعها وفخاخها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه واستدراك ما يمكن استدراكه خاصة وأن عدونا بجهله البالغ وغبائه المستحكم قد أعطانا عشرات المبررات لإلغائها أو تعديلها أو على الأقل حمله حملاً على الإيفاء بالتزاماته كاملة غير منقوصة. لماذا يتبرّع بعض إخوتنا بتبرير تفلتاتهم ومماحكاتهم وتنصلاتهم ويحملنا حملاً على أن نحسن الظن بهم والصبر على أذاهم والتغاضي عنهم حتى صرنا غرباء في بلادنا ومنبوذين من بين إخواننا الذين يلجموننا بأننا دولة مسؤولة ونحن الكبار وهم الصغار وضرورة احتمالهم والصبر على جهلهم حتى لا يقعوا فريسة في شباك أعدائنا. فهل كانوا كذلك حقيقة...أم أن العقول التي تسوقهم تسوقنا معهم...أم هو الشيطان الذي سوّل لهم ضعفنا وهواننا على أنفسنا حتى خيِّل لهم أن صبرنا وتجاوزنا واحتمالنا وسماحتنا ما هي إلا ضعف وخوف وانكسار... فكان منهم الذي كان ولا يزال. ما ضرنا لو أعدنا مقولة الأخ الرئيس المجاهد عشية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية حين أعلنوا انسحابهم منها وتضامنهم مع أحزاب الغفلة والعمالة حين قال لا فُضَّ فوه «ما في انتخابات..ما في تقرير مصير» والتي وقعت عليهم كالصاعقة فجاءوا مرعوبين مهرولين للانتخابات... ماذا لو أعدنا الكرة مرة أخرى عشية انتخابات تقرير المصير«ما في تقرير مصير ما لم تنفذوا جميع مستحقات نيفاشا» والله وبالله وتالله، لو قلناها لوقف العالم كله معنا طائعاً أو مكرهاً ولجاءت الحشرة الشعبية أكثر هلعاً ورعباً وهرولة لاستكمال جميع ما عليها دفعة واحدة«الترتيبات الأمنية.. ترسيم الحدود.. تمرير البترول.. الديون الخارجية..العلاقات المستقبلية» بل لاستجابت لأي مطلوبات جديدة، لكن أن نهرول نحن تجاه الانفصال دون استلام ثلثي استحقاقاتنا منهم ونعطيهم استحقاقاتهم كاملة وبسذاجة كاملة نقول يمكننا معالجة ذلك بعد الانفصال.. كيف لعاقل أن ينتظر استكمال ما عجزنا عنه في إطار الدولة الواحدة أن نحققه في إطار الدولتين.. بل ومن عجب أن يمارس أولاد نيفاشا مزيدًا من التنازلات المهينة والمذلة التي تجعل الحليم حيران «فرية الحريات الأربع والمفتوحة للنهاية والتي لا تقبل التعديل ناهيك عن الإلغاء إلى يوم القيامة وتبنيهم لذهاب البشير لجوبا للتوقيع عليها وسعيه لحتفه بنفسه» وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.. ها هو سلفا كير يعلنها بنفسه الأسبوع الماضي بأن دولاً طلبت منهم اعتقال الرئيس. فالحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله الذي أكرمنا بكارثة هجليج بعدما ضاعت وتلاشت صرخات الحادبين والصادقين وسط ضجيج وتهريج أولاد نيفاشا والذين إمعانا في إذلالنا دعوا كلب اليهود وفرشوا له الورود ونحروا له الذبائح وتغنوا بين يديه وأنزلوه منزلة رسول الحبر الأعظم في قلب بلاد الإباحية السياسية، هجليج التي أنقذ الله بها البلاد والعباد من مقصلة الحريات الأربع ورئيسها المجاهد من مشنقة خنازيرالحقد الصهيوني وشعبها من التمزُّق والاندثار«عليَّ الطلاق وحرمانة أم أحمد قدر ما تحل كان سلفا كير دا عندو حسنة واحدة طيلة عمره لكانت هي هجومه على هجليج»...هجليج التي أنقذت بلادنا ورئيسنا ودمرت وأبادت قواتهم إبادة الحشرات، هجليج نهاية الانكسار وبداية تصحيح المسار، هجليج التي أوقفت مسلسل التنازلات لهؤلاء الحشرات الذين يحتاجون مائة عام ليصبحوا حيوانات، ولن ينالوا شرف الانتماء للبشر حتى يوم المحشر. الآن وحتى يكتمل نصر هجليج، لا بد من مواصلة حملة التعبئة والاستنفار التي انتظمت البلاد وأعادت للإنقاذ هيبتها وصرامتها حيث لا فكاك من الاستجابة لأشواق هذا الشعب الذي ثار لكرامته ودينه وهويته ووطنه والذي لن يقبل الإنقاذ بدون سيفها المسلول وحسامها البتار. حتى يكتمل نصر هجليج، لابد من تصحيح خطيئة نيفاشا التي جعلتنا نتنكر للقوات الصديقة من أبناء الجنوب في نيفاشا والذين حاربوا معنا في فكل معاركنا ضد الحشرة الشعبية، فلا بد من دعمهم دعماً غير محدود عسكرياً وسياسياً وإعلامياً واقتصادياً وتمكينهم من إزاحة حكومة الحشرة الشعبية وإبادة ما تبقى من قواتها وتحرير كامل الجنوب من وكلاء وعملاء الموساد وال C I A وتنصيبهم حكاماً لبلدهم وشعبهم حيث لن يكون هناك سلام مستدام ولا جوار آمن في ظل حكومة الحشرة الشعبية. حتى يكتمل نصر هجليج، لا بد من إزاحة أولاد نيفاشا من جميع مفاصل الدولة، فالذين جلبوا الهزائم واستمرؤها لن يحققوا نصرًا إلى يوم القيامة. حتى يكتمل نصر هجليج، لا بد من عدم الجلوس أو التفاوض مع أي حركة تسمي نفسها بحركة التحرير.. فإما حملهم على تحرير أنفسهم من عقدة الإحساس بالدونية والعمالة لليهودية والصليبية...أو إبادتهم بمثل ما تم لقوات الحشرة الشعبية أخيرًا في هجليج، الحشرة الشعبية التي انفصلت بدولتها عن السودان ولا تزال تتمسك باسمها وهدفها القديم بتحرير السودان، وأولاد نيفاشا يجلسون لها ويفاوضونها تحت رايتها هذه... هل هناك سودان غير سوداننا هذا.. أم هي الغفلة والسذاجة؟؟ تلك الغفلة والسذاجة التي حدت بمقدم برنامج التعبئة والاستنفار ومن داخل المركز العام للمؤتمر الوطني أن يقدم أحد رؤساء أحزاب العمالة والارتزاق بكل فرح وانشراح قائلاً:«الآن يخاطبكم رئيس حركة تحرير السودان» وكل كبارنا حضور ولا معترض أو متسائل عن مَن يحرر مَن؟! في بلد الإباحية السياسية الحصرية على السودان. حتى يكتمل نصر هجليج، لا بد من محاسبة وإزاحة كل المفسدين سياسياً أو إدارياً أو اقتصادياً وأهل الشلليات والجهويات وأهل الاستثمار الذين غابوا ساعة الاستنفار. حتى يكتمل نصر هجليج، لا بد من مراجعة مهام وأداء كل المنظمات الأجنبية وطرد الاستخبارية منها وتحديد تحركات الأخريات مع إشراك العناصر الوطنية النقية في هياكلها الإدارية وتفعيل قانون الخيانة الوطنية. حتى يكتمل نصر هجليج، لا بد من طرد أمبيكي الأمريكي وزمرته من عملاء إفريقيا وتمزيق قرارات مجلس الأمن الأخيرة تماماً مثلما مزقنا بعض قراراته السابقة وإلقائها في مذبلة التاريخ.