الدالي والمزموم التي تفصلها عن حدود 56 ثمانية عشر كيلو مترًا فقط بولاية سنار تعيش أوضاعًا متردية فالحياة فيها بحسب مواطنيها تبدو أشبه بالمستحيل بدءًا بارتفاع أسعار المواد الغذائية واستغلال التجار بُعد المنطقة ووضع ما لا طاقة للمواطن به من أسعار تشتعل لديها جيوب الفقراء وسكان الهامش.. ولعل انقطاع التيار الكهربائي المستمر خلال شهر رمضان وارتفاع تذكرة السفر من حاضرة الولاية وإليها قد وضع المواطنين في موقف لا يحسدون عليه خاصة في ظل إجراءات الطلاب والتقديم للجامعات فضلاً عن الوضع الصحي المتردي بالمنطقة مع عجز معتمد المحلية عن إيجاد حلول لتلك المشكلات. مايجري بمحلية الدالي والمزموم لم ينحصر عليها وحدها بل إن كافة محليات ولاية سنار تعاني من تردي الخدمات والتنمية منذ أن تولى احمد عباس زمام الامور بالولاية بما فيها حاضرة الولاية محلية سنجة .. ويرى عددٌ من المواطنين ان ولايتهم من اكثر ولايات السودان معاناة من حيث الخدمات والوضع المعيشي فالفقر يمشي بين الناس وانعدام مصادر الدخل بيد ان السلطات لا علاقة لها بالمواطن وظروفه.. وطالبوا بالوقوف على الاوضاع في محلية الدالي او غيرها من محليات الولاية ميدانيًا . مشيرين الى ان الظروف التي يعيشها الشباب من بطالة دفعت معظمهم الى الشروع في الهجرة الى اسرائيل ومصر واثيوبيا.. ونبه اخرون الى خطورة استغلال الحركة الشعبية قطاع الشمال لأوضاع الشباب خاصة ان المنطقة لا تفصلها منهم سوى بضعة كيلو مترات قليلة فيما اتجه بعض منهم اليها، فيما قال عضو حزب الامة الاصلاح والتنمية المنشق يوسف احمد هجانة ان ولاية سنار تتطلب وقفة ومراجعة من قبل الحكومة المركزية مضيفًا ان الجهاز التنفيذي بلغ من الضعف مرحلة انعكست على التنمية والخدمات ولم يتم تنفيذ اي مشروع خدمي طوال الفترة الماضية وقال هجانة ل«الانتباهة» ان الدالي والمزموم نموذج لمحليات ولاية سنار المتهالكة والبائسة. مشيرًا الى ان الوضع بالمنطقة جعلهم يتخلون عن احزابهم السياسية ويقاطعونها في طريقهم الى التحالف مع احزاب تسترد لهم حقوقهم وتحمل هموم المواطن بعد ان فشل حوارهم مع المؤتمر الوطني. عمومًا يبرز في المقابل اتجاه قوي من قيادات الولاية لتغيير الوضع والراهن السياسي الذي ظل نمطيًا لسنوات عديدة وعلمت الإنتباهة ان وفدًا رفيعًا سيدفع بمذكرة لقيادة المؤتمر الوطني مطالبًا بتغيير ممثله بجانب دعم الولاية والخدمات فيها الصحة والتعليم خصوصًا.. وما بين تربع أحمد عباس على عرش الولاية وامساكه بكل الخيوط متفوقًا على خصومه بالحسم مستفيدًا من سطوة الحزب والمركز وبين حالة الفقر الماثلة تظل ولاية سنار من أحوج الولايات الشمالية للتنمية ويبقى مواطنها رهينًا للفقر حتى إشعار آخر.