الحرب خدعة والمفاوضات خدعة وأي شيء يتعلق بك مع الآخرين فهو خدعة واقرأ معي: تاريخ الحرب العالمية الثانية زاخر بالعديد من الأساليب الغريبة التي اتبعها الألمان وكذلك الحلفاء الذين وقفوا في وجه هتلر والمد النازي والذي كان سيجتاح العالم بعد أن انفتحت شهيته باجتياح بولندا في أول سبتمبر عام 1939م. وقد كان دكتاتور إيطاليا موسوليني متحالفاً مع هتلر وزحفت جيوشه على إثيوبيا وعلى شمال إفريقيا، وانفتحت جبهة الصحراء الإفريقية التي كان يحارب فيها الحلفاء بقيادة القائد الإنجليزي مونتجمري، بينما يحارب الألمان تحت قيادة ثعلب الصحراء الألماني رومل. وفي هذه الأثناء كان رئيس الوزراء البريطاني تشيرشل يردد أنه على الحلفاء أن يهاجموا ألمانيا من ناحية «بطنها اللينة» وهو تعبير قصد به إيطاليا. ومن ناحية عسكرية فإن هزيمة إيطاليا وتحرير روما من شأنه أن يفتح الطريق إلى قتال الألمان إلى برلين خاصة في حالة تحرير باريس والزحف من أكثر من جهة. ولكن كيف يتسنى للحلفاء أن يزحفوا على إيطاليا قبل الاستيلاء على الجزر في البحر الأبيض المتوسط. وقد كان غرض الحلفاء أن يلفتوا النظر عن جزيرة صقلية، وذلك بسحب الجيش الألماني إلى جزيرة ساردينيا.. حتى إذا احتلوا صقلية أصبح الطريق أمامهم فاتحاً إلى إيطاليا. وحصلوا من المستشفيات على جثة رجل توفي بمرض الالتهاب الرئوي.. وعادة فإن هناك تشابهاً في شكل الرئة بين مرض الالتهاب الرئوي والموت غرقاً. وألبسوه لبساً عسكرياً ووضعوا في جيبه أوراقاً بهويته وتذكرة مسرح في لندن وصور خطيبته وعنوانه في لندن. وفي نفس الوقت كانوا قد جهزوا ذلك العنوان في لندن ليحمل اسم ذلك الشخص وهو اسم وهمي لأنهم كانوا يتوقعون أن الجواسيس الألمان وعملاءهم لا بد أن يتحققوا من ذلك العنوان. وكذلك المسرح في الحي الشرقي في لندن ونوع التذاكر التي باعها في تلك الأيام والفتاة التي جعلوها خطيبة لذلك الشخص الوهمي وعنوانها، وقد طلب منها أن تمثل دورها على أكمل وجه في حالة اتصال العملاء الألمان بها ومحاولة التحقق من شخصيتها. ووضعوا في جيب ذلك الشخص قائمة بأسماء بعض المعلبات ومن ضمنها السردين. وقد وضعوا أمامه سعراً ليفهم منه الألمان أن ذلك هو تاريخ غزو الحلفاء لجزيرة ساردينيا. وألقيت تلك الجثة في البحر الأبيض المتوسط وعندما انتشلها الألمان كان الانطباع الأول هو أنها جثة أحد الطيارين الذين هوت طائرته في البحر ومات غرقاً ووجدوا كل تلك الأوراق في جيبه. وأرسلت لبرلين التي أجرت تحرياتها مع عملائها في انجلترا والذين تحققوا من عنوان الرجل وخطيبته وكل المعلومات المتعلقة به وتيقنوا بما لا يدع مجالاً للشك أن الحلفاء سيغزون جزيرة ساردينيا في الخامس عشر من يوليو عام 1943م. فسحبوا قواتهم من جزيرة صقلية وتمركزوا في ساردينيا مما مكن الحلفاء من إنزال قواتهم في جزيرة صقلية في أكبر عملية خداع عرفها تاريخ الشعوب. آخر الكلام: دل على وعيك البيئي.. لا تقطع شجرة ولا تقبل ولا تشتر ولا تهد هدية مصنوعة من جلد النمر أو التمساح أو الورل أو الأصلة أو سن الفيل، وليكن شعارك الحياة لنا ولسوانا. ولكي تحافظ على تلك الحياة الغالية لا تتكلم في الموبايل وأنت تقود السيارة أو تعبر الشارع. واغلقه أو اجعله صامتاً وأنت في المسجد.