قد لا يختلف الكثيرون معي في أن للمرأة السودانية دوراً كبيراً في إنهاك موارد الأسرة من الناحية الاقتصادية ولها دور مشهود في إتلاف موارد الأسرة وتبذير موارد البلاد على وجه الإجمال.. وإذا تحدثنا بكل الشفافية والصراحة والشجاعة لقلنا إن من آفات الاقتصاد بالبلاد ومن أهم دواعي تأخره وتقهقره أمران هما المرأة والآفات الزراعية.. يعني بعربي جوبا المفجخ فإن المرأة تقف في صف واحد مع الجراد الصحراوي وجرواد ساري الليل والقبور والبودة والذبابة البيضاء والحشرة القشرية وجراد ساري الليل.. وتعالوا ألنشرح لكم بالتفاصيل: أولاً: قوِّموا بعض الثياب من حيث الكم والنوع لكي يتضح لكم أن نساء المدن يمكن تقسيمهنّ إلى مجموعات «متوسطة الحال، مكتفية نسبياً، ومكتفية، ومكتفية جداً وغنية» وفي الأولى ستجدون في دولابها عشرين ثوبًا والثانية أربعين والثالثة خمسين والأخيرة مائتين وخمسين».. وفي دولاب كل سيدة مجموعة من «جيزان الجزم» لا مؤاخذة وفي خزانتها كميات من الذهب لا تقل عن نصف كيلو جرام.. وفي صحف الأمس جاء أن سيدة اتهمت «فلبينية» بسرقة مصوغات ذهبية قيمتها ستمائة مليون جنيه فلماذا لا تقوم الضرائب والزكاة بأخذ الرسوم عبر الشرطة من هذه البلاغات... وتقول الرويات إن الكثير من نسوان «اليومين ديل» يرفعن شعار أنهن لن يلبسن الثوب في الحفلة التالية لأنهنّ لبسنه الأسبوع الفات أو الشهر الفات.. ويقال إن الثوب المعمول عند «خلود كبيدة» يكلف «العمل» ما بين ستمائة ألف إلى ثلاثة ملايين جنيه هذا بخلاف قيمته.. وغاية مافي الأمر المباهاة بأن تكون فلانة «لابسة» أحسن من فلانة.. و«لبستو وشافوني بيهو تاني ما بلبسو».. وبالطبع مع التوب مستلزمات ومتعلقات وحاجات قد يصل ثمنها إلى نصف المليون إن لم تصل المليون «طق طرق».. وفي كل البيوت الغنية والفقيرة تكون السيدة سبباً في إفلاس زوجها وأهلها أو إخوانها وتحملهم ما لا طاقة لهم به سواء كانوا مغتربين أو مقيمين وتكون مصدراً أساسياً للتبذير وإهدار الموارد وإشاعة ثقافة الإتلاف.. يا جماعة نحن الآن في ظروف استثنائية أقلها أننا في حالة «تقشف» اقتصادي إضافة إلى أننا في حالة حرب.. وإذا كانت المرأة مصدراً لإتلاف الموارد وإفلاس الأسرة فلابد أن تتخذ الجهات المسؤولة تدابير لتجفيف مصادر ومنابع الإتلاف بتوعية المرأة لترك التوب من ناحية ولو مؤقتاً وبرفع تكاليف المواد البذخية.. يعني رفع الجمارك على الملبوسات النسائية بما يزيد عن«ألف في المائة.. ورفع الضرائب على نسوان المعمول وأماكن العمل» الهندية والسودانية والصينية.. لأكثر من خمسة آلاف في المائة.. ونعتقد أن على الأسرة أن تراجع مستوى الاستهلاك فقد درجت الأسرة السودانية على التبذير في الأكل والشرب والكميات الذاهبة إلى النفايات وحتى طريقة الأكل نفسها تحتاج إلى مراجعتها ولا بد أن نراجع أنفسنا في مسألة «تلاتة أرادب غدا، تلاتة أرادب عشا، تلاتة قدور سرتية تلاتة قدور محلبية.. نسيبتو قالت شوية وحرمان ما بدخلن عليّ».. وليعلم الأهل أن الصلصة غير ضرورية في الطبخ بل هي مصدر للحرقان والقرحة لأن أساسها مادة محفوظة ومحتوياتها قديمة فلنرفع شعار توقفوا عن الصلصة.. والزيت بناء على نصيحة طبية معروفة.. وعلى أخينا دكتور شلقامي في ترشيد الأسرة والمستهلك دور هام في التوعية.. ودعونا نطبخ على طريقة السليقة وبدون لحمة كمان زي المصريين ودعونا نغير من طريقة التسوق «بتاعة الخم واللّم» ودعونا نقلد الخواجات في هذا الشأن.. ولماذا نقلدهم في «الفارغة والمقدودة» ولا نقلدهم في شراء الاحتياجات المنزلية.. والخواجة أو الخواجية يذهب إلى السوق فيشتري حبتين طماطم، ونصف عجورة وقطعة بطيخة وحبتين بطاطس وقرن موز واحد بس».. واستهلاك السكر في الأسرة السودانية كبير جداً وحتى ستات الشاي يغرفن السكر للزبائن بمغرفة تشبه الكمشة ولا تشبه الملعقة، والشعب السوداني هو الوحيد في العالم الذي يسف السكر ومتبقي السكر في الكباية يكفي كبايتين.. وفي مجال السلطة والخضار دعونا نتجه نحو الجرجير والخيار والقرع والبامبي و«سيبونا» من الطاطم وفي المواصلات دعونا نضرب عن التاكسي والأمجاد و«يا الركشة جوك ناس.. وليه ما نركب الكارو في القرى ونجعل منه وسيلة مواصلات تجرها الحمير ومعها مزيكة «تقول يا غربتي والفنانة إياها تقول الشريف مبسوط مني».. ولماذا لا نقلل من الزيارات و«سلام بلا غرض وطيبين بلا مرض».. وما دام أن معنا موبايلات لماذا لا نكتفي بتبادل التحيات والمجاملات بالتلفون.. ولماذا لا ترشدوا الفنانات بتاعات الشريف مبسوط مني وبنات التلفزيون بعدم استعراض الثياب للإغراء.. وبعد كل هذا لماذا لا تقوم الأحزاب بالتنوير وتثقيف منسوبيها على تقليل تكاليف المعيشة والتوفير وترشيد استخدام الموارد بدلاً من تعليمهم التبذير والإهدار والإتلاف ثم الوقوف في مظاهرات ضد الحكومة لتعود لأهل المعارضة الكراسي السلطانية بينما يظل المواطن يدفع التكاليف المتزايدة..