تنافس محموم وحراك ثقافي متصل، شهدته البلاد ضمن فعاليات مهرجان ليالي السودان الذي يجي تحت شعار«ياهو دا السودان» الذي انطلق في الفترة من «13 6» ويستمر حتى الأول من يوليو القادم بمشاركة جميع ولايات السودان بعرضها لعاداتها وتقاليدها وثقافاتها المختلفة بواقع ليلة لكل ولاية، وشهدت الليالي تنافسًا قويًا قدمته الولايات المشاركة ووجدت أيضًا حضورًا متميزًا وفعالاً بمختلف المستويات السياسية والتنفيذية والإبداعية.. ومن المقرر أن يختتم المهرجان في الأول من يوليو.. ويشرّف حفل الختام وإعلان الولاية الفائزة فخامة الرئيس عمر البشير بقاعة الصداقة. ٭ قاعة الصداقة.. تزين جدران قاعة الصداقة وبحاته الخارجية بمعارض مصاحبة لكل ولايات السودان مجسدين بذلك لوحة للوطن الذي تقوده الثقافة في تنوعه وتعدد ثقافته وعاداته وتقاليده.. وشكل تراث الولايات حضورًا طاغيًا في جميع الليالي والأمسيات.. كما استنفرت جميع الولايات مبدعيها لتكمل بهم مصفوفة إبداعها، وتشارك بهم حيث لاحظ عودة المبدعين لوطنهم، فكان الشاعر إسحق الحلنقي كسلا، وكانت أيضًا روضة الحاج كسلا، وكان الشاعر التجاني حاج موسى النيل الأبيض، وغيرهم من المبدعين الذين شاركوا بأسماء ولاياتهم. ٭ الجزيرة.. جزيرة الإبداع قدمت ليلة تنافسية شاركت فيها بتاريخها الضارب في القدم والإبداع الذي يلتف حولها من كل الضروب الفكرية والإبداعية.. ووجدت العروض المقدمة رضى واستحسان من قبل الحضور والمراقبين وشاركت الجزيرة بمعرض تشكيلي ميزها مضمون المعرض حيث قامت الولاية بعرض تاريخها الفكري والسياسي عبر شخوص أسهموا في إثراء الوجدان السوداني وتطويره. ٭ النيل الأزرق.. على إيقاعات الوزا والفرق الشعبية شاركت ولاية النيل الأزرق بتقديم ليلتها الاستعراضية بعدة فرق شعبية منها «فرقة الوزا ومسامير القنا وفرقة الأقوزو جدع النار» بجانب مشاركة الشاعر الدكتور صلاح علي عقار وندى ياجي، والفنان سبت عثمان والجمري ماهر.. ولقد شرّف الأمسية عدد كبير من الوزراء والمسؤولين من أبناء الولاية وخارجها. ٭ الشمالية.. بإيقاع الدليب والطمبور وشموخ النخيل والإهرامات والطرابيل.. شاركت الولاية الشمالية بنخبة مقدرة من مبدعيها في شتى ضروب الإبداع.. قدمت ولاية الشمالية أمسية ستظل عالقة في أذهان الجميع حيث تمتعت الولاية بغزارة مبدعيها ومنتوجها في الشعر والغناء والتراث المستمد من حضارات السودان مروي وكوش وغيرها من معالم تاريخ السودان القديم.. مما يؤهلها بأن تكون في المركز الأول حيث توقعات المراقبين. ٭ غرب دارفور.. شرف الأمسية مولانا إبراهيم أحمد الطاهر رئيس المجلس التشريعي.. وشاركت الولاية بعدة أعمال عكست لوحة التراث الشعبي للولاية، وشارك عدد من فرق الغناء والرقص الشعبي والشعر علاوة على مشاركة عدد من مطربي الولاية.. ولقد استطاعت ولاية غرب دارفور تأكيد مقدرتها على استضافة فعاليات الجنينة عاصمة للثقافة لهذا العام، وقال وزير الثقافة بالولاية هاشم نورين أن الأمسية تجي استشرافًا باستقبال الولاية لفعاليات الجنينة عاصمة للثقافة. ٭ كسلا.. كان نهر القاش في كسلا قد فاض في أمسيتها التي شكلتها بتراث الشرق وتفاصيل إنسانها السامق كجبال توتيل والحلنقة.. وشاركت كسلا بكل مكوناتها الثقافية والاجتماعية.. ولقد عكست كسلا مؤهلاتها السياحية ومقومات السياحية فيها عبر عروضها. ٭ شمال كردفان.. قامت ولاية شمال كردفان بإبراز إيقاعات الجراري والمردوم والرقصات الشعبية المميزة في الأعمال التي قدمتها، وعمدت الولاية في مشاركتها لعرض كنوز الولاية الثقافية والتراثية من خلال التراث الشعبي والفلكلور باعتبار أنها معينًا متجدًا تنهل منه الأجيال فجاءت المشاركة قوية وجاذبة لباقي الولايات. ٭ القضارف.. شاركت ولاية القضارف بعدة فقرات وعروض ولا شك في أن شعراء البطانة قد تباروا في أمسية القضارف لتمتع القضارف بشاعرية إنسانها الذي استمدها من سهول البطانة وهضابها.. وفصاحة إنسانها الذي جعل من الزراعة حرفة له وتراثًا.. وقدمت القضارف أمسية شاركت فيها كل الولاية وكانت محل رضى وإشادة. ٭ خروج الآن كل ولايات السودان تحبس أنفاسها إلى الأول من يوليو القادم، وهي تمني نفسها بأن تعلن الأولى في مجال الثقافة والإبداع، وما يتفق عليه المراقبون أن كل ما قدم وما عرض يؤهل جميع الولايات بالمشاركة في المركز الأول ومناصفته مع باقي الولايات، فيما ينظر آخرون إلى أن المركز الأول لا يعني بشيء في إشارة منه إلى أن المشاركة والعرض وتلاقي وتلاحم جميع ولايات السودان هو المقصد الأساسي والهدف الإستراتيجي للمهرجان.