ثلاث وعشرون عامًا مضت من عمر الإنقاذ، تحديات وأزمات داخلية وخارجية اعترضت قطار الثورة ظل يواجهها نظام الإسلاميين منذ توليه السلطة استطاع أن يتجاوز بعضها إلى حد كبير رغم أن الإنقاذ ومنذ مجيئها ظلت غير مرحب بها لحكومات كثير من الدول المجاورة وشكلت تهديدًا وتحديًا كبيرًا استطاعت أن تتعداه، وطوال هذه الثلاثة والعشرون عامًا ظلت الإنقاذ تجابه عداء عدد من أنظمة دول مجاورة اشتطت في خصومتها لحكم المشير البشير تأتي في مقدمة هذه الدول مصر فمنذ مجيء «30» يونيو انتجهت حكومة الإنقاذ مع الحكومة المصرية سياسة الند بالند وبرز ذلك في مؤتمر القمة العربية في القاهرة إبان غزو العراق للكويت حيث قال الرئيس البشير: «نحن لنا كلمتنا وخيارنا» حيث عارض الوفد السوداني تدخل القوات الأجنبية، مما أغضب الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وكان رده «ربنا يجيب الشفا على إيدكم» وبعدها بدأ التوتر بين الخرطوموالقاهرة حيث قامت الأولى بمصادرة وتأميم الممتلكات المصرية، فاتبع نظام مبارك سياسة عدائية تجاه السودان متمثلة في ضرب بعض الدبلوماسيين السودانيين في السفارة السودانية في القاهرة ومهاجمة قوات الشرطة في حلايب وتدمير مراكز الشرطة وفرض التأشيرة للسودانيين وما إلى ذلك. ووصل العداء قمته بين الإنقاذ ونظام القاهرة عقب محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس مبارك في أديس أبابا والتي كانت نقطة بارزة لتحول علاقة الطرفين إلى الأسوأ باتهام القاهرة للخرطوم بتدبير تلك العملية. ويعتبر نظام مبارك من أبرز الأنظمة التي ظلت تتآمر على السودان منذ فجر الإنقاذ وذلك ما صرح به الرئيس عمر البشير بوصف الرئيس السابق حسني مبارك بأنه كان جزءًا من خطة للتآمر على السودان؛ مؤكدًا أن العلاقات السودانية المصرية في طريقها للتحسن بعد الثورة المصرية. وقال البشير في تصريحات لجريدة الشرق الأوسط اللندنية «مصر في عهد حسني مبارك كانت جزءًا من التآمر على السودان؛ ولكن المجلس العسكري الآن لديه قناعة تامة بأن السودان يمثّل أمنًا قوميًّا لمصر». وتبرز ليبيا من بين أكبر الدول التى ظلت فى عداء مستحكم مع السودان منذ عهد الرئيس نميري فقد قامت طائرات ليبية بقصف التلفزيون القومي ودعم كل عمل من شأنة إسقاط نميري، وفي عام 1982 تبنى القذافي دعم حركات التمرد فى الجنوب فنشأت الحركة الشعبية بدعم سخي منه وفتح معسكرات ببلاده لتدريب حركات دارفور وأسهم في ضرب مطار الفاشر بتحرك قوة من داخل أراضي بلاده، وكان آخر هذا الدعم الذي كان يهدف لإسقاط الإنقاذ دعم حركة العدل والمساواة في عدوانها على أم درمان طبقًا للقيادي بالحركة عبد العزيز عشر في مذكراته عن الدعم والأموال التي تسلموها من القذافي، الذي ظل يسعى بكل بكل ما أوتي من قوة لزعزعة استقرار السودان. كذلك من بين الدول التي عادت الإنقاذ، تشاد والتي دعمت حركات دارفور وخلقت توترات في الجبهة الغربية تسببت في تأزيم الأوضاع ما ساعد على تدويل ملف دارفور أما يوغندا فقد ظلت العدو اللدود للإنقاذ لعدة أسباب منها ماهو متعلق بالهوية والدين لذلك تكاثف دعمها للحركة الشعبية وتواصل حتى بعد الانفصال بينما تأرجحت العلاقة مع كينيا، وعلى ذات النسق مع اريتريا وكادت اسمرا تخترق الجبهة الشرقية في التسعينيات عندما دعمت معارضي الإنقاذ المدعومين من الجيش الشعبي وسقطت بعض المدن بالشرق مثل همشكوريب وكان الهدف في فترة ما كسلا وظلت أسمرا تسبب إزعاجًا دائمًا للخرطوم.. آخر هذه الدول التى على خلاف وعداوة شديدتين مع السودان هى دولة الجنوب الوليدة منذ كانت جزءًا من السودان إبان عهد التمرد تواصل العداء الآن من خلال تجرئها على احتلال جزء من السودان «هجليج» والآن تماطل في المفاوضات الجارية مع الخرطوم في أديس أبابا إلا أن ما يلي جانب جوبا فقد أراحت السودان من بعض الجيران المزعجين عقب الانفصال. على كل وحتى إن تسببت الإنقاذ في تلك الخصومات الفاجرة إلا أن كثيرًا من تلك العلائق حدثت لها ترميمات بل تطورت الى أعلى مستويات الاستقرار كالصلات مع تشاد عقب إيمان الطرفين بأهمية تبادل الاحترام ووقف دعم معارضي الطرفين وذات الأمر ينحسب على العلاقة مع اريتريا التي هي الآن في أحسن حالاتها وتطورت اقتصاديًا من خلال ربط البلدين بطريق قاري فضلاً عن الدعم الكبير لأسمرا للسودان فيما يلي المحكمة الجنائية بينما خدمت تصاريف الأقدار الإنقاذ بسقوط نظامي مبارك والقذافي بل ووصول إخوان الإنقاذ لسدة الحكم في بلدي القاهرة وطرابلس.