الخرطوم: الدمازين: أم سلمة - هيثم شهدت مدينة الدمازين مساء أمس بعض المناوشات وإطلاق نار متفرقة، وقال حسين ياسين نائب رئيس المؤتمر الوطني بالنيل الأزرق إن بعض المناوشات من المندسين والمتفلتين استمرت لربع الساعة، مؤكداً استقرار الوضع تماماً.
فيما أكد المؤتمر الوطني أن الخطة الرئيسية للحركة الشعبية منذ تكوينها، هي تأسيس دولة في الجنوب تكون حاضنة ليرقات في السودان بغية نموها للحاق بالحشرة الكبرى، مؤكداً نمو هذه اليرقات عقب انفصال الجنوب، ورهن الوطني عودة مالك عقار والياً على النيل الأزرق بجنوحه للسلم والتخلي عن السلاح والجلوس حول طاولة التفاوض والتوصل لتسوية الخلاف، فيما اتهمت قوى الإجماع الوطني المعارض دولة جنوب السودان بالوقوف وراء الأحداث والتطورات الميدانية التي شهدتها ولايتا النيل الأزرق وجنوب كردفان. وقطع الأمين السياسي للمؤتمر الوطني د. الحاج آدم يوسف بأن الحركة الشعبية عجزت عن تنفيذ برنامجها الذي خططت ودبرت له، بإنشاء قاعدة أو نقطة انطلاق تتجمع فيها كافة قوى الباطل، واصفاً الطابور الخامس داخل الحزب ب «الدمازين» بضعاف النفوس، مشدداً على عدم القبول بفصل أي جزء من السودان بدعاوى التهميش والمطالبة بحق تقرير المصير بعد انفصال الجنوب. ودعا الحاج خلال ندوة «الحركة الشعبية ومحاولات إشعال الحرب في السودان» أمس، إلى الاصطفاف ضد التآمر والتأسيس لإقامة حكم عادل راشد يحقق المساواة والعدالة في الحكم والثروة ليس بسبب ما قامت به الحركة الشعبية، فضلاً عن تأسيس حكم فيدرالي عادل يحقق لأهل السودان الرفاه، رافضاً بشدة التحاور مع ما يسمى بقطاع الشمال لأنه ليس قطاعاً قانونياً، وكشف عن إجراء انتخابات بولاية النيل الأزرق بعد إزالة الأسباب التي دعت إلى إعلان حالة الطوارئ. وقال الحاج إن ما حدث في النيل الأزرق وجنوب كردفان لن يكون نهاية المعارك، مطالباً بالوقوف إلى جانب القوات المسلحة، وأكد استمرار الجهاد ضد الأعداء الذين يقفون خلف الحدود، وكشف أن عقار كان يتصرف دون مساءلة ورقابة على سفره خارج السودان، مطالباً بوجود آلية بين الرئيس والولاة، وقال إن المسألة أصبحت بها مجاملة أكثر مما يجب. ومن ناحيتها اتهمت قوى الإجماع الوطني المعارض دولة جنوب السودان بالوقوف وراء الأحداث والتطورات الميدانية التي شهدتها ولايتا النيل الأزرق وجنوب كردفان، على خلفية تصريحات سابقة لرئيسها سلفا كير ميارديت عقب الانفصال، ورفضت في ذات الوقت تحميل مسؤولية اندلاع الحرب للحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، ودعت المعارضة إلى تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في تلك الأحداث التي أدت إلى قتل وتشريد المئات من المواطنين، وجددت مطالبتها بوقف الحرب الدائرة في ولاية النيل الأزرق، والدخول فوراً في حوار جاد يتجاوز الخلافات الحزبية ويشمل جميع القوى الوطنية المدنية والمسلحة لضمان سيادة واستقرار ووحدة البلاد، وأطلقت خلال مؤتمرها الصحفي أمس بدار حزب الأمة القومي ما سمَّته «نداء السودان» الذي يدعو للسلام وعدم العودة للحرب مجدداً، وقدمت جملة من الحلول من بينها وقف العمليات العسكرية وما ترتب عليها من إجراءات، وتسهيل عمليات الإغاثة للمشردين، ووقف الحملات الإعلامية التصعيدية، وتجميد القوانين المقيدة للحريات، والاعتراف بالحركة الشعبية بصفتها حزباً سياسياً مدنياً في الشمال. وقال عضو التحالف ورئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، إن ما حدث في ولاية النيل الأزرق وجنوب كردفان له علاقة أكيدة بدولة جنوب السودان، مشيراً إلى خطاب رئيسها سلفا كير ميارديت خلال الاحتفال بإعلان الدولة الوليدة الذي تضمن وعوداً واضحة بدعم الحركة الشعبية وقياداتها بالولايتين، وحذَّر الشيخ من تفاقم الأوضاع بين البلدين. وتنبأ عضو التحالف والقيادي بالحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف بحدوث مجاعة بالبلاد حال استمرار القتال، في وقت كشف فيه عضو التحالف الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر، عن خطتهم في التعبئة الجماهيرية لرفض مبدأ الحرب، خلال ندوة بدار الأمة القومي السبت القادم، قال إنها في إطار الترتيب لمؤتمر شامل لإخراج البلاد من ورطتها، حسب تعبيره، واصفاً ما يحدث بالفوضى الدستورية. وميدانياً قصفت القوات المسلحة رئاسة قوات الجيش الشعبي بمنطقة باو وأحرزت تقدماً كبيرًا في اتجاه مدينة الكرمك للسيطرة عليها، وفيما استطاعت القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني صد قوات كبيرة من الحركة الشعبية حاولت مساندة القوات الموجودة بالمنطقة المركزية للجيش الشعبي في منطقة باو وكبدتها خسائر فادحة ونجحت في تفريق كافة القوات المتمركزة في باو، وقال مصدر استخباري عليم بالنيل الأزرق ل« الإنتباهة» أمس عبر الهاتف إن القوات المسلحة حسمت المعركة بمنطقة باو وفرقت تجمُّعات جنود الحركة ودحرت التعزيزات القادمة من الكرمك لباو وأحرزت تقدماً كبيرًا تجاه الكرمك، وكشف عن شن القوات المسلحة وجهاز الأمن لهجوم واسع النطاق بواسطة فرق المشاة على منطقة باو والكرمك وجزم بنجاح القوات المسلحة في السيطرة على باو، وقطع بسيطرة الجيش التامة على محليات قيسان والدمازين والروصيرص بشكل كامل.