يقع مشروع سندس الزراعي «840 مليون متر مربع» على بعد 30 كيلومتراً جنوبالخرطوم بمحاذاة الضفة الشرقية للنيل الأبيض؛ وتبدأ حدوده الشمالية من قرية طيبة الحسناب، وتنتهي جنوباً بقرية ود الكريل بمحافظة القطينة، ويتبع المشروع ادارياً لمحلية جبل أولياء.. تم تدشينه خلال العام 1992م بهدف ان يكون مشروعاً تنموياً متعدد الأغراض، يجمع بين الاستثمار الزراعي والتجاري والصناعي والسكني بمساهمة من وزارة المالية والمستثمرين الاجانب وبعض المواطنين والمغتربين الذين صبوا كل مدخراتهم الدولارية فيه على امل ان يكون العائد مجزياً لاستثماراتهم، يُمكنهم من العيش بصورة كريمة بعد التقاعد والاستقرار في السودان.. ياترى هل تحققت هذه الاحلام على ارض الواقع بعد ان تم تخطيط المشروع على ايادٍ ذات خبرة، حيث بلغ طول الترعة الرئيسية «19» كيلومتراً، بعرض «120» متراً، ومئات الكيلومترات من الترع الفرعية، كما تم استيراد الطلمبات الضخمة التي تضخ المياه من النيل الأبيض في الترعة الرئيسية وبقية الترع لري الحواشات.. فاستبشر المزارعون وملاك المشروع خيراً رغم الذي عانوه من انتزاع اراضيهم بغرض اعمال الري وترحيلهم عن اراضيهم الزراعية الى مناطق تبعد كثيراً.. واعتبر البعض ان قرار اعفاء مدير المشروع المهندس الصافي جعفر شهر مارس من العام 2010م ليس حلاً لقضايا المشروع العالقة خاصة وان المشروع كان محل نقد وشكاوى واسعة من المساهمين والصحف؛ بسبب التأخير في تسليم وتجهيز اراضيه للمشترين والذين معظمهم من المغتربين السودانيين بالخارج الذين سددوا مبالغ طائلة بالعملات الصعبة وظلوا في انتظار الاستلام، كما نشبت خلافات داخل المشروع بين ملاك بعض اراضيه المنزوعة وبين ادارة المشروع.. «20» عاماً ولا حياة في المشروع! بعد ان هاجر معظم المزراعين الذين قبلوا التسوية منطقة المشروع إلى مدينة جبل أولياء، وتحولهم لاتخاذ مهن هامشية لا يجيدونها، كذلك ضياع احلام المغتربين بالعودة والاستقرار في مسكن ومزرعة مساحتها 21 الف متر مربع وضياع شقا العمر الذي لا امل في استرداده بعدم زراعة متر مروي واحد منذ عام 1992م والتي ذهبت مع الريح وانه اصبح مشروعاً منتجًا على الورق فقط منذ تدشينه، وعلى الرغم من ملايين دولارات المغتربين التي «بلعتها» بالوعته المغناطسية فرجع مواطنو المنطقة يزرعون ارض المشروع مطرياً ببعض المحاصيل كالذرة والخضار الموسمي، الا ان شكوى عدد من مزارعي مشروع سندس الزراعي بما يواجهه من المشكلات التي تتمثل في عدم وصول المياه الى المناطق جنوب المشروع بعد ضخها قبل خمس سنوات، بجانب عدم توفر الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية بالمنطقة، بجانب مسألة الكبارى التى تعتبر هاجسًا بالنسبة للقرى جنوب المشروع، التى اوقفت المشروع لسنوات، مما ادى الى خسارة كبيرة للمزارعين.. بث التطمينات هل يكفي.. وعندما طرحنا جملة من هذه الشكاوى على الجهات ذات الاختصاص حدثنا حجازي عثمان حجازي رئيس مزارعي محلية جبل اولياء الذي اكد ان المياه ستتوفر حتى «10» من شهر يوليو بكل اراضي المشروع وستصبح رياً مستديماً، واستدرك بقوله ان سبب انقطاع المياه خلال الفترة السابقة يعود للصيانة في منطقة الزنابية لتفتيت الصخرة التي تعترض مجرى المياه وقام سلاح المهندسين بتفتيتها وبذلك سيكون الري مستديماً ويعمل في كل العروات صيفاً وشتاءً لارتفاع نسبة المياه عن سابقتها.. وفيما يتعلق بالشكوى من عدم وجود رعاية صحية اشار الى ان مساحة المشروع لا تسع لإقامة مراكز صحية وان مستشفى جبل اولياء قريب كفاية للمشروع ليقدم كافة الخدمات الصحية.. كما اوضح ان قضية الأراضي الحيازة او المورثة حلها يكمن في سعي الماكلين لتوفيق اوضاعهم بعد مقابلة ادارة المشروع، وبعد اتخاذ الجانب التشريعي بالنسبة للورثة فيها.. واضاف ان المساحة التي ستُزرع «50» ألف فدان منها «40» ألف فدان زهرة عباد الشمس و«10» آلاف فدان ذرة بكافة أنواعها ولهذا كان السعي لتوفير المياه بكثافة.. «غدا نواصل أصل الحكاية»