عدم مقدرة الشباب على دفع نفقات الزواج يسميها الناس عزوفًا وأنا شخصيًا صرت لا أحب كلمة «عزوفًا» هذه نسبة لكثرة استهلاك الناس لها وأفضّل قول أحد السلف بأن تارك الزواج إما فاجر أوعاجز وعاجز هذه تشمل أشياء كثيرة إضافة إلى ما تبادر إلى ذهنك ، منها الفقر وتبعاته أووجود مفرزة من الأخوات العوانس بالبيت إذ لا يجوز أن تتزوج أنت وتترك ناس بيتكم فتعمل بقول الفنان تعيش انت ويموت غيرك هذا السؤال الذي هوعنوان المقال موجه إلى كل حر ذكر بالغ من ولد آدم.. من قال إنه يجب على الزوج الإنفاق على المأكل والملبس والعلاج وإيجار المنزل والكهرباء وسيد اللبن في زمن صارت النساء تمثل «56%» من القوة العاملة في القطاعين العام والخاص؟ إذا أراد الزوج القيام بكل هذه التكاليف فعليه بالمتاجرة في الزئبق الأحمر أو المخدرات أو تقلد وظيفة دستورية أو اختلاس مال عام أو أي كُبة من هذا القبيل سيما ونحن في زمن أفضل ما تفعله مع هذه الأسعار المتسارعة هو أن تشتري بقالة كاملة بكل بضاعتها ثم تبيعها لصاحبها ذااااتو في اليوم الثاني لأنه سيدفع لك ضعف السعر شفت أنا خطير كيف؟؟ إذا كان الزواج شراكة بين شخصين فلماذا لا يفي الشريك الآخر بالتزاماته كي يستحق هذا اللقب؟؟ هل الزوج هو المسفيد الأوحد من الزواج؟؟. منذ العهد الكوشي وحتى الستينيات من القرن الفائت عرفنا أن الرجل هو الذي يخرج للتكسب سواء في تجارة أو زراعة أو رعي أو صيد بينما كانت تقوم المرأة بكل شؤون البيت نظافة، طبخ، نفاسة، رضاعة إلخ ...الآن غزت النساء كل مجالات العمل، هندسة، طب، زراعة، قانون، صيدلة، مختبرات بل تربعت على عرش الشهادة السودانية تاني شن فضل؟ ألم يحن الوقت لتطبيق قانون الشراكة غير الذكية على المؤسسة الزوجية؟ أنا أعلم أن بعض الموسرين يشاركون الزوج في كل النفقات «تحت تحت» ولماذا تحت تحت؟؟ هل في ذلك انتقاص لقدر الرجل أو «زلعة» من جانب البنت؟ أحلف لكم لو جلس الخطيبان وحسبوا النفقات ثم اقتسموها لما بقيت عانس على سطح الأرض.. هذه العادات الذميمة ورثناها من أسلافنا العرب والأفارقة حيث نسمع بأن أحد الشيوخ ساق مائة ناقة حمراء مهرًا لزواج ابنه وآخر دينكاوي دفع مئتي ثور كمهر لعروس ابنه .. كان في بعض الأحيان يأخذ المهر شكلاً آخر عجيبًا كان يطلب والد البنت من العريس قتل أسد كالح أو سلخ قرنتية في عرض النهر أما أغرب مهر عبر التاريخ فهو ذلك الذي طلبته الآنسة «قطام» محبوبة الزنديق ابن الكلب عبد الرحمن بن ملجم حيث اشترطت عليه إحضار ثلاثة آلاف دينار وعبد وقينة ثم قتل سيدنا علي رضي الله عنه وقد صاغ ذلك أحد الشعراء قائلاً: ولم أر مهرًا ساقه ذو سماحة * كمهر قطام بيّنا غير معجم ثلاثة آلاف وعبد وقينة * وضرب عليّ بالحسام المصمم فلا مهر أغلى من عليّ وإن علا * ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم الخوف أن تطلب يد إحدى حسان السودان فيطلب منك والدها قلب نظام الحكم ثم تأخذها مسرورًا!!! خاتمة المقال: وشى واشٍ برجل إلى الإسكندر فقال له: أتحب أن أقبل منك ما قلت فيه على أن تقبل منه ما قال فيك؟ قال: لا وألف لا، قال الاسكندر: إذن كفّ عن الشر يكف عنك.