نشرنا في حلقات اتكاءة محارب السابقة توثيقاً يحكي كيف تم الاستيلاء على السلطة بواسطة الفريق عبود وصحبه والحديث للفريق عبود نفسه أخذناه من المتحف الحربي.. كما نشرنا سرد دقيق لثورة أكتوبر كما كتبه السيد محمد أحمد محجوب رحمة الله عليه في كتابه الديمقراطية في الميزان، ولقد فصّل وقائع وأحداث ثورة أكتوبر تفصيلاً دقيقاً تدل على متابعته للأحداث لحظة بلحظة وتدل على مشاركة فعلية في وقائعها. الإخوة رفقاء السلاح قدامى المحاربين والقُراء الكرام قصدنا بنشر تلك الأحداث، أحداث انقلاب الفريق إبراهيم عبود على السلطة والاستيلاء عليها في «17/11/1958م» وأحداث ثورة أكتوبر «1964م» قصدنا بذلك إنعاش ذاكرة الناس بتلك الأحداث، كما قصدنا أن تعرف الأجيال التي جاءت بعد ذلك التاريخ وقائع ذلك الجزء من تاريخ الحكم في وطنهم.. إننا بعد استصحاب كل الأجيال معنا سنبدأ اليوم ومن خلال صفحات الاتكاءة في الأسابيع القادمة وقائع محاكمة الفريق إبراهيم عبود وصحبه من قدامى المحاربين.. سنبدأ في صفحة اليوم نشر الخطابات التي تبودلت بين وزارة العدل والنيابة ووزير الداخلية إلى أن وصلت الخطابات قمندان بوليس السودان بعد توجيه المواد والتهم والمخالفات التي ارتكبت بواسطة قادة حكومة عبود. سيجد القارئ في الحلقات القادمة اختلافًا كبيرًا بين أقوال رئيس الوزراء الأسبق عبد الله خليل وبعض أقوال أعضاء المجلس العسكري لحكومة «17» نوفمبر «1958م». سنحاول بقدر الإمكان سرد أقوال الذين شملهم ذلك التحقيق بالدقة المطلوبة لأننا نعتقد أن ما جاء في أقوال المذكورين حقائق يجب أن توثق ويتم التحري عن صحتها وتضمن في تاريخ القوات المسلحة وتاريخ السودان. إن فترة حكم الفريق إبراهيم عبود كانت فترة تنمية لا يمكن تجاهلها، وسقوط حكومته كانت بواسطة ثورة شعبية لا يمكن تجاهلها وأسباب استيلاء القيادة العامة على السلطة بكامل هيئتها اختلف عليها الناس، ونأمل من خلال سرد أقوال أعضاء حكومة نوفمبر وأقوال رئيس وزراء السلطة التي جرى الانقلاب عليها أن تتضح أسباب استيلاء عبود وصحبه على السلطة.