تتميز الأسرة السودانية بالترابط والتراحم بين أعضائها ساعد على ذلك الامتداد الأسري الكبير الذي يتميز به المجتمع السوداني، والذي ما زال محافظًا على قدر كبير منه رغم التقلبات المجتمعية التي يشهدها العصر الحديث.. وهذا الترابط انعكس على صلة الأبناء بأهل الأبوين الأم والأب.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يميل الأبناء إلى أهل الأم.. وما هي الدوافع التي تدفعهم إلى هذا الميل «البيت الكبير» أجرى استطلاعًا حول هذا الموضوع.. ٭ مصطفى «موظف» يشير إلى كيفية تعامل الزوجة الواعية مع أهل الزوج وأن تغرس في الأبناء أن لا يقولوا على سبيل المثال خالوا وخالتوا وحبوبة وجدو فقط من جهة الأم، ومن المفترض أن يميل الأبناء إلى أهل الطرفين. وأضاف مصطفى: أن بعض الأمهات يمتلكون القرار في تقرير السفر في الإجازات ويفرضن نوعًا من العزل خوفًا من أن يتعرّف الأبناء على أهل الأب المسكين الذي يناضل من أجل لقمة العيش. ٭ فاطمة علي «ربة منزل» قالت: إن الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة تقوم على التفاهم والاحترام المتبادل بين الزوجين، ويدخل من ضمنها احترام الأهل لكل واحد منهما ولا توجد زوجة عاقلة تمنع أبناءها من التواصل مع أهل أبيهم، وكذلك لا يوجد زوج عاقل يمنع أبناءه من مواصلة أهل أمهم إلا إذا كانت العلاقة الأسرية من قبل أهل الزوج أو أهل الزوجة متوترة إلى الحد البعيد. ٭ أما عرفة فضل الله تؤكد أن بناتها يميلن أكثر إلى أهل أبيهن لدرجة كبيرة حتى أنها عندما ما ذهبت لتكمل دراستها الجامعية في ولاية أخرى وزوجها يعمل في إحدى الولايات تركت بناتها مع أهل زوجها، وعندما حاولت أن أتركهن مع أمي وأخواتي رفضن رفضًا باتًا حتى لمجرد زيارة يرفضن الذهاب معي. ٭ محمد المجتبى يبدا حديثه قائلاً: إن الانتماء إلى أهل الأم أمر فطري، وكما قيل «إن الخال شريك الوالد»، وذلك لأن صلة الدم من قبل الأم هي الأقوى وهذا شيء طبيعي إذا وجدنا الأبناء يميلون أكثر إلى أهل الأم، ولكن يصبح هذا الأمر غير مقبول إذا قطع الأبناء صلتهم بأهل أبيهم نهائيًا وهذا يرجع إلى دور الأبوين في تعميق أواصر الصلة بين الأبناء والأهل، ويقع على عاتق الأب أن يراقب صلة أبنائه بأهله وأن لا تأخذه دوامة العمل، لأن هناك بعض الأمهات يقصدن أن يبعدن الأبناء عن أهل أبيهم وذلك بسبب الخلافات الفطرية بين النساء في أسرة الزوجين أو التسلط من قبل الزوجة وكرهها لأهل زوجها بدون مبرر. وترى الأستاذة سلافة بسطاوي أستاذة علم الاجتماع في فترة الصغر يكون ارتباط الأطفال بأمهم أقوى حتى في حركة ذهابها إلى أسرتها، وبالتالي يميلون إلى الأهل بحسب علاقتهم بها سواء كانت مع أهل الأم أو الأب لو كانت قوية أو ضعيفة حتى لو لم تتحدث عن الأمر ويحسون به وهنالك أمهات يؤثرن في أطفالهن بالحديث.