شهد وزير الصحة الاتحادية بحر إدريس أبو قردة احتفالات السودان باليوم العالمي للسكان بولاية غرب دارفور تحت شعار (التكامل في تقديم خدمات الصحة الإنجابية ضمان لبناء أسرة سعيدة) بحضور وكالات الأممالمتحدة والمنظمات العالمية العاملة في دارفور وجمع غفير من مواطني الولاية.. وقد ركز الاحتفال في هذا العام على ضرورة معالجة قضايا الصحة الإنجابية والمباعدة بين الولادات المتتالية إضافة للرعاية أثناء الحمل ومكافحة الأمراض المنقولة جنسياً.. وأكد وزير الصحة الاتحادي بحر إدريس أبو قردة أثناء كلمته في الاحتفال أن الدولة تولي الصحة الأولية اهتماماً كبيراً وذلك لارتباطها بالمشكلات والصعوبات التي تواجه عددًا كبيرًا من الأمهات مثل الزواج المبكر أو ما يعرف ب (زواج الطفلات) والحمل المتكرر في الأعمار الخطيرة، وطالب بتوفير وتوسيع الخدمات الصحية من أجل خفض نسبة الوفيات وكشف عن خطة تخفف وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة ترتكز على بناء القدرات وتوفير الخدمات، وأضاف: أن هذه الخطة ساهمت بشكل كبير في خفض معدلات الوفيات في السودان كما ظهر في المسح الأسري حيث كان معدل وفيات الأمهات في عام «2006م» وفاة (638) أمًا لكل مائة ألف حالة ولادة وتراجعت النسبة عام «2010م» إلى «216» حالة في كل مائة ألف حالة ودعا إلى تكامل الخدمات الصحية الموجودة في الولايات وطالب بتسهيل الإجراءات أمام الممولين وقال: لا يمكن (أن ندس المحافير) أمام المنظمات الدولية التي تسعى لتمويل المشروعات الخدمية، وقال وقد بدت على وجهه علامات الغضب: أنا أقف مع دعم القرار الساعي لتسهيل إجراءات عمر المنظمات التي تقوم بجهد كبير بالتنسيق مع الأجهزة المختصة، فيما يرى الأمين العام لصندوق الأممالمتحدة للإسكان مكتب السودان أنس جابر أن نساء السودان لا يمكن أن يساهمن بفعالية في التنمية ما لم يحصلن على معلومات وخدمات صحية إنجابية متكاملة بما في ذلك خدمات الطوارئ أثناء الحمل وعند الولادة والمباعدة الطوعية بين الولادة، وأشار إلى أن الإحصاءات الرسمية تؤكد أن «28%» من نساء السكان يرغبن في المباعدة بين الولادات ولكن لا يجدن المعلومات والخدمات المطلوبة.. أما مديرة الرعاية الصحية الأولية تهاني مالك تهاني فقد ذكرت بلغة الأرقام ما يشير إلى ضعف الخدمات الصحية الأولية، إضافة إلى قلة الكادر الطبي، حيث قالت في كلمتها بالاحتفال: إن سكان القرى التي توجد بها خدمة صحية وتبعد أكثر من «5» كيلو مترات من أقرب وحدة صحية هم «469751» يمثلون أكثر من «39%» من إجمالي سكان الولاية مما يعني أننا بحاجة إلى «94» وحدة صحية و«47» مركزًا صحيًا لتتم تغطية سكان ولاية غرب دارفور واختصاصي واحد لكل «200.000» من السكان وطبيب عمومي واحد لكل «41379»، وممرضة لكل «600.000» وداية لكل «4081» من النساء.. عموماً أن اختيار غرب دارفور لاحتفالات السودان لليوم العالمي للسكان مع هذه الأرقام التي تظهر بشكل واضح مدى التدهور الصحي الذي يعشه سكان الولاية التي يعاني مرضاها من الوصول إلى الخرطوم في ظل الارتفاع المهول الذي تشهده تذاكر الطيران إلى الخرطوم حيث وصل سعر التذكرة الواحدة الخرطومالجنينة أكثر من (800ج) في وقت تهاجر فيه الكوادر الصحية من الولاية بسبب سوء السياسات التي يعاملهم بها القائمون بأمر الصحة بهذه الولاية.