تصدر ملف النفط مباحثات أديس أبابا بين الخرطوموجوبا، في وقت بحث فيه الوسيط الإفريقي ثامبو أمبيكي مع الوفد الحكومي وقطاع الشمال مسألة فتح المسار الإنساني لتوصيل المساعدات الإنسانية. وأعلن الوفد الحكومي المفاوض قرب التوصل إلى اتفاق حول النفط، وقال ممثل وزارة النفط السوداني عوض عبد الفتاح إن الطرفين اقترابا من التوصل لاتفاق يقضي بدفع جوبا «32» دولاراً لمرور بترول النفط ومعالجته مركزياً، لكن مصادر مقربة من ملف التفاوض نقلت أن الأمر سيحسم اليوم عقب وصول مفاوضي جوبا الذين توجهوا إلى قيادة بلادهم لعرض ما قدمته الخرطوم.وفي غضون ذلك ناقش اجتماع الآلية الإفريقية رفيعة المستوى أمس مع الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال فتح المسار الإنساني بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان لايصال المساعدات الإنسانية. ودعا أمبيكي الجانبين إلى التوصل لحل عاجل لايصال المساعدات، فيما بحث مع رئيس وفد الحكومة المفاوض بشأن المنطقتين كمال عبيد، أطر فتح المسار السياسي للتفاوض بين الخرطوم والحركة الشعبية. وفي المقابل اتفقت القيادة السياسية بدولة الجنوب على إعطاء ملف النفط والتجارة الأولوية للتفاوض، وتوافقت في اجتماع عاجل أمس الأول لم يشارك فيه نائب الرئيس د. رياك مشار وبحضور كبير مفاوضي دولة الجنوب باقان أموم ووزير الدفاع جون كونق، على عدم التوقيع على اتفاق يفضي إلى إقرار فك الارتباط بين الفرقتين التاسعة والعاشرة بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، ودعا الرئيس سلفا كير مفاوضيه خلال الاجتماع الذي شهد مشاركة مستشار جوبا روجر ونتر وثلاثة مستشارين آخرين، دعا إلى تقوية موقف جوبا في التفاوض حول الملف التجاري، والاتجاه إلى ما تبقى من ملفات خاصة الحدود. وفي ذات السياق أكد الوفد الحكومي المفاوض التوصل لعدد من الاتفاقيات بما فيها متأخرات النفط السابقة. وأكد عوض عبد الفتاح، الأمين العام لوزارة النفط، وعضو الوفد السوداني لمفاوضات أديس أبابا، أن الجولة شهدت تقدمًا حتى الآن مقارنة بالجولات السابقة، وأضاف: تسودها أجواء من التفاؤل فيما يتعلق بإمكان التوصل إلى تفاهم بين الجانبين، وخاصة فيما يتعلق بنقل خام النفط من الجنوب عبر أراضي السودان إلى موانئ التصدير. وقال عبد الفتاح: «انتهينا من جلسة ناجحة من المفاوضات مع الجنوب، بشأن نقل خام النفط عبر أراضي السودان إلى موانئ التصدير. وقدَّمنا للجنوب تفاهمًا جديدًا يتمثل في عرض جديد لنقل النفط يبلغ «21» دولارًا للبرميل بدلاً من «25» دولارًا العرض السابق، ليكون إجمالي رسوم عبور النفط بما يشمل رسوم الترانزيت والموانئ وغيرها «32» دولارًا للبرميل بدلاً من «36» في السابق»، مشيرًا إلى أن وفد الشمال قام بذلك بتخفيض رسوم الترانزيت ورسوم معالجة النفط بشكل كبير. وأضاف، أن المفاوضات ركزت أيضًا على المسألة الأمنية، والتي يتعين بشأنها التوصل إلى حلول جذرية لكل المسائل الأمنية، والتي تعد لازمة لنقل البترول وخلافه، مشيرًا إلى أن «مقترح السودان يتمثل في ضرورة توقيع اتفاق شامل ومتكامل، يحمي كل هذه العمليات والاستثمارات» مشيرًا إلى أن حالة اللا حرب واللا سلم لا بد أن تتحول إلى حالة سلمية مائة في المائة، قبل أن يبدأ تنفيذ أي اتفاق.