ذبح شاة بعد عملية جراحية ناجحة السؤال: أجريت عملية جراحية ناجحة الحمد لله، وكما هو معروف لدينا في السودان عادة أن يتم ذبح شاة ويتم توزيع لحمها على المحتاجين والفقراء، أود أن أعرف حكم الدين في ذلك وشكراً. الجواب: فلا حرج في هذا الفعل إن شاء الله؛ لأنه من باب شكر الله تعالى على ما أسدى من نعمة؛ ومن صور هذا الشكر إطعام الطعام؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» وفي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ «تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» والله تعالى أعلم. زكاة المال السؤال: تقوم شركتي باستقطاع مبلغ من المرتب كزكاة، وقد درجت على إخراج زكاتي عند حولان الحول من جملة الأموال التي في حوزتي في منتصف السنة، في بداية هذه السنة ورد إليَّ مبلغ كبير من المال. السؤال الأول: هل تحديد موعد محدد لإخراج الزكاة صحيح مع العلم بأن هناك بعض المال لم يحل عليه الحول؟ السؤال الثاني: هل عليّ زكاة في المال الوارد في بداية السنة؟ جزاك الله كل خير الجواب: فالأيسر عليك هو أن تجعل لنفسك حولاً تحصي فيه ما عندك من مال؛ فتخرج زكاته، يستوي في ذلك ما كان مكتسباً قبل أحد عشر شهراً وما كان مكتسباً قبل الحول بيوم واحد، وبذلك تسلم من كثرة المراجعة والحساب، وتحفظ حق الفقراء والمساكين وتبرأ بذلك ذمتك، والعلم عند الله تعالى. تربية الأبناء كيف تكون؟ السؤال: أولًا: عندي ثلاثة أبناء ذكور وأنثى واحدة، هل هناك اختلاف في التربية بين الذكور والإناث؟ ثانياً: أنا في خلاف دائم مع زوجي في أسلوب التربية فهو يريدني أن أربيهم بطريقة أهله، بغض النظر عن الصواب والخطأ والتزام التعاليم الدينية، فمثلاً خروج الأبناء للشارع «مع العلم بأن أعمارهم تتراوح ما بين السابعة والرابعة»، وأنهم إذا لم يخرجوا للشارع في هذه السن وأصغر لن يصبحوا رجالاً، «مع العلم بما يجري في هذا الزمان والحي الذي نسكن فيه يكثر فيه مدمنو الخمور والمخدرات وهو يعلم بذلك» والأمرّ من ذلك عندما أعلمهم أي معلومة في الدين ينتقدونني ويقولون لهم: أنتم صغار على أن تتعلموا أمور الدين «كالصلاة والأدعية والأذكار وحفظ القرآن والأحاديث النبوية» فهم إذا سمعوا آية أو حديثاً يسألون عن معناها ويطبقون ما أمروا به والحمد لله، لكن الانتقاد والخلاف يشتتهم فلا يعلمون من المصيب ومن المخطئ، وأنا في حيرة من أمري تارة أطلب سكناً بعيداً من أهل زوجي لعله لا يتأثر بهم، وأحياناً أخرى أطلب الطلاق وأرجع عن طلبي كي لا أغضب ربي، أفيدوني مما علمكم الله وهدانا الله لهديه أجمعين ولكم جزيل الشكر. الجواب: فالواجب على الأب والأم جميعاً أن يسعيا في تربية أولادهم ذكوراً وإناثاً - على تعاليم الدين، وتعويدهم على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات، عملاً بقول ربنا جل جلاله «قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة» وقول النبي صلى الله عليه وسلم «ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» وعلى الأبوين أن يتطاوعا ولا يختلفا، بل يجتهدان في الاتفاق على الوسيلة المثلى للتربية دون تدخل من الأهل؛ لأن الله تعالى سائلهما وحدهما عن ذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «ما نحل والد ولداً نحلة أفضل من خلق حسن» وعليه: أولاً: لا فرق في الجملة بين تربية الذكور والإناث بل يجب تعليم الجميع الصلاة وهم أبناء سبع، وكذلك تدريبهم على الصيام منذ الصغر؛ كما قالت الربيِّع بنت معوِّذ رضي الله عنها «فكنا نصومه ونصوِّم صبياننا؛ فإذا بكوا جعلنا لهم اللعبة من العهن حتى يكون وقت الإفطار» وكذلك يجب تنشئة الذكور على حب الرجولة والتشبه بالرجال، وفي المقابل ننشِّئ الفتاة على أنها أنثى وأن ثمة فروقاً جوهرية بينها وبين الذكور. ثانياً: يجب تعليمهم آداب الدين وأحكامه منذ الصغر، وليس صحيحاً ما يقوله أبوهم من أنهم صغار؛ إذ ينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوَّده أبوه. وكم من معلومة يسمعها الصغير فلا تبارح ذهنه حتى يلقى ربه، وكم من ناس أهملوا تعليم صغارهم ثم أرادوا تدارك الأمر بعد أن اشتد عودهم فما استطاعوا!! وأما الخروج إلى الشارع فما ينبغي إسلامهم إلى الشارع ليشكِّل عقولهم ويحرفهم إلى الوجهة التي يريد، وكذلك لا يمنعون بحيث ينشأون على نحو من الانطواء والعزلة، بل سددوا وقاربوا والتمسوا لهم الخلطة الصالحة حتى نضمن تحصيل المصلحة من اختلاطهم بالناس مع اجتناب المفسدة،