كل الروابط التي يرتبط بها الناس دون رابطة الدين منقطعة ، وإن رابطة الدين منبثقة من أصل الإيمان، ولذلك تستمر مع الإنسان في هذه الحياة وفي البرزخ وفي الموت ، فمن اقتنع بأنه أخ للمسلمين فلا بد أن يهتم بالشأن العام للمسلمين، وأن المسلمين في هذه الأيام وغيرها يشكون كثيراً من المصاعب والمصائب، يتعرضون لأذى أعداء الله سبحانه وتعالى وتقتيلهم وإبادتهم، وإن الاهتمام بشأنهم والتطلع إلى أخبارهم والدعاء لهم كل ذلك من الواجبات على المسلمين، وهو فرض عين يستطيعه كل أحد، فيجب على كل مسلم أن يدعو للمسلمين وأن يهتم بشؤونهم حتى يكون منهم ، إن قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم( أمور المسلمين) يعمّ جميع شؤون المسلمين الأهم فالأهم وفي طليعتها المسائل الاجتماعية والسياسية والثقافية، كما أن كلمة «المسلمين» تشمل كل مسلم يشهد الشهادتين، ويستقبل الكعبة في عبادته، فتعم أتباع المذاهب والقوميات الإسلامية جميعاً وتشمل المطيع والعاصي، والشرقي والغربي، والأبيض والأسود.الذى قادنى للحديث هو ما يحدث للمسلمين فى مينمار او بورما وما استطاع بعض شباب المسلمين بثه للعالم لنعرف أن هناك من يحمل مشعل الاسلام ليضئ به تلك الدياجر البعيدة القاصية. أول ذكر لوصول المسلمين عند مؤرخي بورما كان في فترة الإمبراطورية البورمية سنة 1044 م. حيث ذكر أن هناك بحارين عربيين مسلمين بعد ان تحطمت سفينتهما أرادا استعمال الحطام من الخشب للوصول إلى الشاطئ، فاتخذا دير رهبان ملاذاً لهما في منطقة تسمى ثاتون،ابتداء من القرن السابع الميلادي بدأ الرحالة العرب بالوفود إلى تلك المنطقة من مدغشقر، فوصلوا الصين عبر جزر الهند الشرقية حيث توقفوا في ثاتون ومارتبان. وقد ذكر المؤرخون العرب في القرن العاشر بحارة باغو الذين قد يكونون مسلمين. ثم بدأ التجار المسلمون في القرن السابع عشر بالهيمنة حتى أضحوا قوة يعتد بها، فعينوا حاكما لميرغو ونواباً للملك في مقاطعة تيناسرم وسلطات الموانئ وشاه بندر للموانئ و بنى البحارة المسلمون العديد من المساجد، ازداد عدد السكان من المسلمين خلال الحكم البريطاني في بورما بسبب موجات جديدة من المسلمين الهنود المهاجرين، ولكنها انخفضت انخفاضا حادا بعد 1941 بسبب الإتفاقية الهندية-البورمية ثم مالبثت أن توقفت رسميا عند استقلال بورما (ميانمار) في 4 يناير 1948. ينتشر المسلمون اليوم في أنحاء بورما على شكل مجتمعات صغيرة. ويتركز المسلمون من أصول هندية في رانغون وروينجية، وهي مجموعة عرقية صغيرة، ويوجدون في ولاية أراكان غربي بورما. ويرتكزون في بلدات شمال أراكان مايونجدا ووبوثيدايونغ وراثدايونغ وأكياب وساندواي وتونغو و سوكبرو وجزيرة راشونغ كياوكتاو بانثاي، وهم مسلمو بورما الصينيون، يوجد المسلمون من أصول مالايو في كاوثاونغ في أقصى الجنوب ويسمى الأشخاص من أصول الملايو ومن أية ديانة كانت باسم باشو.مسلمو الزربادي وهم خليط تزاوج رجال من مسلمي جنوب آسيا والشرق الأوسط مع نساء من بورما، بدأ العنف فى صورة أعمال شغب ضد المسلمين في ماندلاي1997تلتها أعمال شغب ضد المسلمين في ستوة وتوانغو 2001، ثم بدأ البوذيون إبادة جماعية في ولاية راخين في يونيو 2012، بعد أن صرح رئيس ميانمار ثين سين بأنه يجب طرد مسلمي الروهنجيا من البلاد وإرسالهم إلى مخيمات للاجئين تديرها الأممالمتحدة. بدأ كل شيء في 3 يونيو 2012 عندما قتل الجيش البورمي 11 مسلماً بدون سبب ثم أنزل الغوغاء البوذيين من حافلات، فقامت احتجاجات عنيفة في اقليم أراكان ذي الأغلبية المسلمة، ولكن المتظاهرين وقعوا ضحية استبداد الجيش والغوغاء، حيث ذكرت أنباء بمقتل أكثر من 50 شخصا واحراق آلاف المنازل حيث اشتبكت عرقيتي روهنغيا المسلمة مع البوذيين الأركان بغربي بورما. جاء رد العالم الاسلامى من خلال ما قام به أكمل الدين إحسان أوغلو السكرتير العام لمنظمة التعاون الإسلامي الذى ندد بأعمال العنف التي لا تزال مستمرة ضد المسلمين في ولايتي »روهينجا« و«أراكان« في »ميانمار«، وحث المجتمع الدولي على عدم التغاضي عن هذا الوضع كما وجه نداءه لمجموعة كبيرة من المنظمات العالمية المعنية بحقوق الإنسان، والدول الكبرى لاسيما «الولاياتالمتحدةالأمريكية».و كما هو معروف فان القانون الدولي لحقوق الأقليات الاثنية والعرقية يكفل لها التمتع بثقافتها وممارسة دياناتها والتحدث بلغتها وتكفل معاهدات دولية عدة هذا الحق الذي يضمن الاعتراف بحرية التعامل بالموروث الثقافي. ويجب أن تتخذ الدول تدابير خاصة لضمان التنمية والحماية اللازمين لكل المجموعات العرقية، بما في ذلك برامج المناداة بحقوق الأقليات كما يتوجّب على الدول تشجيع التفاهم بين الأعراق. و ينصّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على حق كل إنسان في التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في الإعلان، بقطع النظر عن وضعه، بما في ذلك الأصل الاجتماعي والعرقي، الحقيقة الواحدة التى لاتغيب أن الله قادر على كل شئ هو الذى جعل هؤلاء ينشرون دعوته هناك فى هذه البلدة النائية وسط تلك الشعوب التى لا تدين بأى دين وجعل الآذان يرفع هناك. وبقدر ما نحزن على مايجرى فى مينمار بقدر ما نسعد بأن هناك أناساً مسلمين ينشرون الرسالة فى ظروف حالكة وأكثر، هؤلاء لمن يصرخون وجميع الامة المسلمة منشغلة بنفسها تماما، تبحث عن مغيث ومن غير الله يدرك قضيتهم ويتبنى مشاكلهم. فكل شاشات التلفزة اليوم تعرض جثث المسلمين فقط وان اختلفت الصراعات واختلف المكان، فمن لا تقتله الطلقة مات جوعاً، وهناك من يموت حسرة وحنقا لانه يفتقر القوة وقد قيد بسلاسل اليأس ، أيها المسلمون آمنوا بقدراتكم التى يأتى دعمها من المولى عز و جل، هبوا إلى نصرة مسلمى مينمار ولندعمهم بكل ما أوتينا من قوة خاصة فى هذا الشهر الكريم، ولنجعل سيرتهم على كل لسان، ونعرف جميعا حجم المأساة والمعاناة ومن المسؤول عن ذلك حتى يدرك هؤلاء أن لهم أخوة يتألمون لهم كما يتألمون ويحسون مصابهم الجلل، ومن لم يفعل ذلك ولم يهتم به فسيصيبه ما أصابهم وحينئذ لا يجد من يبكي عليه ولا يهتم بشأنه بل سيجد نفسه منقطعا حين قطع نفسه، إن المرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه وأنه لا يستطيع القيام بأمر ما، إلا بمشاركة غيره من المؤمنين، ولا يمكن أن يهتم المسلمون بشأنه ما لم يهتم هو بالشأن العام لهم، ولنطلق حملة شبابية كبرى لنصرة الشعب المسلم فى مينمار خلال هذا الشهر المعظم، وقبل أن يتم ذلك نرجوا من الأئمة والدعاة أن يبصروا بذلك ويطلقوا الدعوات فى المساجد حتى نؤكد إتباعنا مقولة الرسول(ص) من لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم .