شهر رمضان شهر عظمه الخالق عز وجل وقال تعالى في محكم تنزيله: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) ولكن هذا الصيام عفي عن الذين لديهم أعذار منها المرضية خاصة المزمنة كأصحاب الإصابات بالسكر والقلب والكلى وغيرها من الأمراض التي يمنع الطبيب المعالج مريضه من الصيام بسب شرعي وهو إصابته بمرض يصعب معه الصيام؛ لأنه يعرض المريض الصائم للخطورة؛ ولأن الأمراض المذكورة وغيرها رغم أنها مزمنة فمنها درجات يستطيع معها المريض الصيام ويخضع أمر تغير ذلك للطبيب المعالج وحالة المريض فمرضى القلب والجلطات يمكنهم الصيام بعد مرور الفترة الأولى من الإصابة بالمرض وكذلك المصابين بالجلطات فهم يمنعون من الصيام في الفترة الأولى لتناولهم عدد من الأدوية المهمة التي يصعب تأخيرها ويستوجب الأمر الإفطار غير أن للصائم عمومًا إرشادات يجب اتباعها.. حول ذلك الصدد تحدَّث لنا دكتور عبد المحسن أبو العلا استشاري الباطنية والسكر والغدد الصماء فإلى إفاداته: يفضل إفطار الصائم على الأشياء الدافئة لماذا؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب معرفة أن الصائم بعد تناوله وجبة السحور أو العشاء المتأخرة بعدها بثلاث أو أربع ساعات يهضم كل ما بداخل المعدة وتصبح طيلة ما تبقى من ساعات خلال اليوم فارغة عدا العصارة الهاضمة (عصارة المعدة) ففي خلال تلك الساعات تتأقلم المعدة على هذه الحالة وتنكمش، عند الإفطار يجب على الصائم أن يتناول شيئًا دافئًا ليس باردًا أو ساخنًا ففي كلتا الحالتين يضر المعدة لذا عليه تناول الأشياء الدافئة مثل «الشوربة أو النشاء أو البليلة» ثم بعد ذلك يتناول القدر المعقول من الأطعمة. ما أثر المأكولات الدسمة والإفراط في تناول الأطعمة المحدقة «كالمخللات والشطوط وغيرها» على صحة الصائم؟ كما هو معروف لدى الجميع يستحسن للصائم أن يبدأ إفطاره بشيء دافئ كالشوربة أو قليل من التمر وبعد ذلك يقوم الصائم إلى أداء الصلاة وهذا يستحسن لكي تستعد المعدة لاستقبال المزيد من الأطعمة، فالبعض الآخر يفضلون الأكل أولاً ثم الصلاة وننصح هنا الصائم بعدم تناول الأكل الدسم والدهون وكذلك المأكولات الحامضة وكذلك عدم تناول البهارات والشطة ففي لحظة التحضير للإفطار تقوم المعدة الخالية بإفراز العصارة الهضمية وهي بالطبع حمضية إضافة إلى كمية المأكولات التي سبق ذكرها إذا ما تم تناولها ستكون هنالك كمية كبيرة من الأحماض يصعب على المعدة تحملها وبالتالي تؤدي إلى سوء الهضم وألم المعدة ثم الاستفراغ. ما هي الأمراض التي يتعذر معها الصوم؟ الأمراض التي يتعذر معها الصوم تمامًا وتستوجب الإفطار منها أولاً الأمراض المزمنة وهي التي تلازم المريض طيلة حياته كمرض السكر خاصة النوع الأول وهذا النوع عادة يصاب به في سن مبكرة ويعتمد مرضاه في علاجهم على الأونسلين عن طريق الحقن اليومي، فهؤلاء المرضى معرضون لصدمات نقص السكر في الدم لذا فهم يحتاجون لتعاطي وجباتهم بصورة منتظمة ويتعذر ذلك مع الصيام كما أن في صومهم خطورة كبيرة عليهم. أما النوع الثاني من مرضى السكر وهم الذين يتعالجون بالحبوب فيمكنهم الصيام مع تعاطي العلاج بعد الإفطار مع الحرص على عدم تناول السكريات ولكن عند حدوث مضاعفات يجب الإفطار ومراجعة الطبيب. ماذا عن أمراض الجهاز البولي والجهاز الهضمي؟ بالنسبة لمرضى الجهاز البولي كالتهاب الكليتين أو وجود الحصاوى أو الأملاح في البول أو مرضى الفشل الكلوي فهؤلاء المرضى يحتاجون لتعاطي كمية كبيرة من السوائل خلال اليوم لكن حدة المرض وخطورته قد تتفاوت من مريض لآخر لذلك يجب استشارة الطبيب المعالج لمعرفة إمكانية الصيام أو عدمه، أما عن أمراض الجهاز الهضمي التي ننصح بعدم الصيام معها فهي الإصابة بالقرحة المعدية أو «الاثنى عشر النشط» فهؤلاء المرضى يجب أن يتعاطوا وجباتهم بصورة منتظمة (بتعدد الوجبات خلال اليوم مع عدم الإفراط في الأكل) كما عليهم الالتزام بتناول الأدوية اللازمة. بمَ يُنصح مريض الجلطة الدماغية والنزيف الدماغي؟ يُنصح بضرورة مراجعة الطبيب المعالِج ومراجعة المسبب للجلطة ومدى استقرارها، فالطبيب المعالِج هو الذي يحدِّد ماذا إذا كان يمكن للمريض الصيام أو عدمه وذلك بعد مرور عدة أشهر من الإصابة بها فكل حالة تختلف عن غيرها. لطاما أن الحديث عن القلب وأمراضه فماذا عن مرضى الذبحة الصدرية «القلبية» وتأثير الصوم عليهم؟ الذبحة الصدرية هي من أمراض القلب حيث يتعذر على مريض الذبحة الصدرية الصوم في الحالات الحادة؛ لأن ذلك يستوجب قيام الأطباء والعاملين في الحقل الطبي بعدة أشياء ومعالجات تتوجب إفطار المريض إذا كان هنالك ارتفاع في ضغط الدم أو ارتفاع نسبة السكر في الدم أو غيره، أما بالنسبة للمرضى الذين قد مضت على حالتهم ستة أشهر أو أكثر وليس هنالك أي مضاعفات فيمكن للمريض الصوم بعد مراجعة الطبيب كما ننصح مرضى الذبحة الصدرية بضرورة المتابعة الدورية وعمل الكشف الدوري لقياس ضغط الدم وفحص السكر في الدم وفحص البول عمومي، وقياس كمية الدهون في الدم وغيرها من الفحوصات كما ننصح مريض الذبحة القلبية بعدم استعمال المشروبات والمأكولات الحلوة والسكريات عند الإفطار وعدم الإكثار من الدهون. هذا بالنسبة للأمراض المزمنة فماذا عن الأمراض الحادة؟ الأمراض الحادة التي تستوجب الإفطار وعدم الصيام وذلك لتعاطي العلاجات بصورة منتظمة وزيادة كمية السوائل والغذاء للمريض ويتعذر الصيام معها وتلك الأمراض نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الإصابة بالحميات بأنواعها (ملاريا، تايفويد، نزلات البرد، التهاب الصدر وغيرها) أو يفطر الصائم المصاب بالضغط في حالة ارتفاع ضغط الدم المفاجئ والنوبات القلبية لمرضى القلب وكذلك يفطر الصائم عند الإصابة بحالة فقدان السوائل مثل حالات الإسهالات أو الاستفراغ ويُحدث ذلك فقدانًا في السوائل يستوجب تعويضًا سريعًا حتى لا يؤدي ذلك الفقدان لمضاعفات شديدة الخطورة، وعند حدوث النزيف من جرح عميق وكذلك عند مختلف حالات النزيف عند النساء وكذلك هنالك رخصة للمرأة الحامل والمرضع. مرضى الجلطة الدماغية وتأثير الصوم على صحتهم ما هي التوجيهات الطبية الواجب اتباعها؟ كما سبق أن تحدَّثنا عن الأمراض التي يتعذر معها الصوم يدخل معها أيضًا الإصابة بالجلطة الدماغية أو النزيف وما يترتب عليها من شلل نصفي أو كلي أو غيره نتيجة لمضاعفات هذه الأمراض تعوق حيلة الإنسان الطبيعية ونمط حياته ففي أوائل فترة المرض يتعذر على المريض الصوم فهنالك بعض العلاجات التي يتناولها بانتظام وجرعات ثابتة وتناول السوائل باستمرار خوف فقدانها.