هو أن يأتيك خبر وفاة قريب لك أو صديقك أو أحد من معارفك فتظلم الدنيا في وجهك وتكره اليوم الذي أتى بك إلى هذه الديار وتكون عاجزاً تماماً عن فعل أي شيء يواسي أحزانك وبعادك فتلجأ إلى الهاتف الذي يزيد نحيبك وآلامك ولا يقللها.. هكذا هي الدنيا لا تحقق للإنسان كل أحلامه وكل مطالبه. وبالأمس انتقل إلى رحمة مولاه الأخ مجاهد عبدالله موسى المقيم بالمملكة العربية السعودية الذي عرفناه عبر الفيس بوك أخاً وصديقاً عزيزاً على الجميع هاشا باشا تقياً ورعاً محبوباً يتعامل بإنسانية ورقي مع الكل وقد انتقل مجاهد وهو في طريقة إلى الحرم لأداء العمرة وقضاء العشر الأواخر من رمضان في بيت الله الحرام وقد جاءت وفاته عبر حادث حركة مؤلم وانتقل إلى ربه وهو صائم وفي رحلة إلى الله شهيدًا.. وقد نعاه الأخ المخرج وصديقه العزيز الفاضل سليمان على صفحته وهو يقول «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون».. صدق الله العظيم .. كان مجاهد في طريقه إلى مكةالمكرمة لقضاء العشر الأواخر بالحرم.. وحتى قبل موعد الإفطار اتصل ليقول: لما الأذان يؤذن اتصلوا علي عشان راديو العربية عطلان بعدها بساعة اتصلت الشرطة لتبلغنا بالخبر المفجع ... انتقل مجاهد إلى جوار ربه وهو في كامل طهارته وصومه... ألا رحم الله فقيد شباب الجريف غرب وصديقنا الحبيب مجاهد عبدالله موسى وعوضه بشبابه الجنة ولا حول ولا قوة إلا بالله». وكتبت الأستاذة الصحفية إسمهان إبراهيم لتقول أصعب في الدنيا الفراق خاصة الفراق الأبدي اليوم فقدنا شابًا يكافح ويعمل في الغربة وليكن اليوم دعاء له بالمغفرة والرحمة. وقد بكى الجميع عليه ولكن العزاء في انه شهيد وانه إن شاء الله في حواصل طير خضر وفي جنات نعيم مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. «اللهم اغفر لمجاهد واجعل مثواه الأخير الجنة واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارًا خيرًا من داره وأهلاً خيرًا من أهله ووسع مرقده وأكرم نزله انك على كل شيء قدير.. هذه هي الدنيا وهذا هو حالها وهذه هي نهايتها نسأل الله العلي القدير أن يكتب لنا ولجميع المسلمين حسن الخاتمة وان يرد المغتربين عن ديارهم إلى وطنهم سالمين غانمين وان يبعد عنهم مصائب الدنيا صغيرها وكبيرها وان يحل عقدة السودان ويزيل عنه البلاء وان يغمره بفيض من الرزق وان يولي أمورنا خيارنا يا رب انك قريب مجيب فتقبل دعاءنا ولا تردنا خائبين.