في تقرير إخباري للكاتب الصحافي عز الدين أرباب في جريدة «الصحافة» الصادرة يوم الإثنين 18/رمضان 1433ه الموافق 6 أغسطس 2012م العدد «68358» أدان رئيس السلطة الإقليمية الدكتور التيجاني سيسي الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينتنا نيالا وكتم، واعتبر ذلك سلوكاً غير حميد، وأنا أتفق معه وأزيد بأن ذلك كان سلوكاً رديئاً وغير أخلاقي ومرفوضاً من كل أهل دارفور. ولأنني لم أكن شاهداً على أحداث مدينة نيالا، فلا أستطيع أن أدلي بأي رأي، ولكن لأنه أتيحت لي ثاني يوم فرصة زيارة مدينة كتم يوم الخميس الموافق 2/8/2012م، لتقديم واجب العزاء في ابن عمي الشهيد عبد الرحمن محمد عيسى معتمد محلية الواحة «الرحل» الذي اغتيل بدم بارد وفي وضح النهار في قلب سوق مدينة كتم، وعلى مرأى ومسمع من شرطة سوق المدينة والشرطة العسكرية، كان لا بد أن أسطر بعض الكلمات للأخ الدكتور التيجاني سيسي، «وبالمناسبة هو تلميذي في زالنجي الجنوبية المتوسطة». أولاً: كنت أتوقع من الأخ الدكتور التيجاني سيسي وهو رئيس السلطة الإقليمية، أي المسؤول الأول عن كل ولايات دارفور الخمس، أن يدين مقتل السيد معتمد محلية الواحة الأستاذ عبد الرحمن محمد عيسى، إدانة واضحة وبينة تتناقلها أجهزة ووسائل الإعلام بأنواعها، وأن يترحم على روح الشهيد ويدعو له، وأن يرسل من ينوب عنه في تقديم العزاء إن لم يذهب هو بنفسه. ثانياً: حسبما أورد التقرير الإخباري فإن الدكتور التيجاني سيسي «كشف في اجتماع عاجل لمجلس السلطة بحضور ولاة وممثلين لولاة دارفور بمقر السلطة الإقليمية بالخرطوم، عن تعرض معسكرات لاعتداءات بالأسلحة النارية ومقتل عدد من النازحين بمعسكر كساب وحرقه بالكامل». ولأنني قد زرت مدينة كتم وشاهدت عن قرب أن معسكر كساب لم يحرق أبداً وأنه لم يقتل أي نازح في ذلك المعسكر، فمن أين لك هذه المعلومات المغلوطة والمضللة؟ ولماذا لم تتحر الدقة وتتبين وأنت رئيس السلطة الإقليمية وليس رئيس معسكرات نازحين؟.. لماذا لم تتبين حتى لا تصيب قوماً بجهالة فتصبح نادماً على ذلك. كما أرجو أن أذكر الأخ التيجاني سيسي بأنه يوجد معسكر واحد قرب كتم هو معسكر كساب، فما هي المعسكرات الأخرى التي تعرضت لاعتداءات «بالأسلحة النارية» إن صيغة الجمع معسكرات تعني أكثر من اثنين، كما أذكر الأخ دكتور التيجاني سيسي بأن أحد وزراء السلطة الإقليمية وهو الأستاذ محمد يوسف التليب كان ضمن وفد المعزين، فلماذا لم يستبن الحقائق من ذلك الوزير. ثالثاً: بعد مقتل الشهيد عبد الرحمن محمد عيسى ونهب عربته، اتجه الجناة مباشرةً نحو معسكر كساب، وعند مشارف المعسكر ولما أحس الجناة بأن الفزع يقترب منهم، قفزوا ثلاثتهم من العربة ودخلوا المعسكر، مما يعني أن المعسكر يأوي المجرمين، علماً بأن هناك شرطة في ذلك المعسكر «معسكر كساب»، فما رأي الدكتور في ذلك؟ هل برأيه أن تترك هذه المعسكرات لتكون بؤراً للفساد والمفسدين وملاذات آمنة للمجرمين آمثال قتلة الأستاذ عبد الرحمن محمد عيسى معتمد محلية الواحة «الراحل». ختاماً: أقول للأخ الدكتور التيجاني سيسي وهو يرسي قواعد سلام شامل في دارفور، إن دارفور قد احترقت من قبل عندما كنت حاكماً لها، فأرجو ألا تحترق ثالثة وأنت رئيس سلطتها الإقليمية «الثانية ما ليك فيها إيد».