حسن عبد الباقى حمد من القردود من ابناء ولاية النيل الابيض، درس بجامعة ام درمان الاهلية ادارة اعمال، من ثم انتقل للعمل بمنسقية الخدمة الوطنية ولاية الخرطوم، ايضاً عمل اميناً للشؤون المالية والادارية لقطاع الطلاب بمحافظة الدويم.. قرر الهجرة بعد انشقاق الحركة الاسلامية فتقدم باستقالته وآثر الاغتراب بالمملكة العربية السعودية على البقاء بوطنه المتنازع.. «نافذة مهاجر» استدعت معه بعض الذكريات خلال هذه المساحة.. في البدء.. ما هي دوافع هجرتك؟؟ كما ذكرت لك انه بعد ان انقسمت الحركة الاسلامية لم استطع البقاء واحسست بان الهجرة هي اقرب الطرق لتحقيق الطموحات ومحاولة مداواة جرح الانقسام المُر.. هل واجهتك اي صعوبة عندما اتخذت قرارك المفاجئ بالاغتراب؟؟ نعم هناك صعوبات فى الفترة الاولى ولكن الحمد لله الآن الوضع افضل وتعودنا على ظروف الغربة وطريقة العمل ووجدنا العديد من الطرق لكيفية التأقلم معها.. كيف هي العلاقات الاجتماعية بين السودانيين بالخارج.. هل توجد ايام مخصصة للملتقيات أو الزيارات؟؟ العلاقات الاجتماعية هنا ممتازة رغم ظروف العمل الشاقة، ولكن التواصل مستمر ولنا فرق رياضية كفريق الرابطة والجالية والهيئة.. ايضاً لنا فى رمضان برنامج يُقام كل عام بصورة راتبة بعد الإفطار يومان في الأسبوع لتقوية اواصر العلاقات بين المغتربين السودانيين وترسيخاً للود والمحبة بينهم.. هل خصم الاغتراب من رصيدك الاجتماعي بالداخل؟؟ نعم وبكل تأكيد.. فقد خصم الكثير خاصة وانا اعشق الاجتماعيات بشكل كبير، ولكنه حال الغربة.. كيف تقيم تجربتك في الاغتراب؟؟ الحمد لله ناجحة بتحقيقي لبعض ما خرجت من اجله واكتسابي لخبرة كبيرة فى مجال عملي.. كيف تصف علاقتكم بجهاز المغتربين؟؟ بكل صدق اقول ان جهاز المغتربين ليس له اي دور في تسهيل وحل مشكلات المغتربين ودوره فيها ضعيف جداً ونتمنى ان ينتبه لهذه الشريحة الهامة التي يستفيد منها الوطن اقتصادياً واجتماعياً في المحافل الدولية بحسن سيرة وسلوك السودانيين الذي اصبحوا خير سفراء للسودان الآن.. وعلاقتكم بالجالية السودانية ؟؟ الجالية السودانية دورها محصور على اشخاص محددين ويتبادلون المناصب فيما بينهم رغم انى كنت قريبًا من الجالية عندما كنت فى جدة واعرف اكثر قادتها.. والآن قمنا نحن وعدد من ابناء ولاية النيل الابيض بتكوين رابطة النيل الابيض اضافة الى العمل فى جمعية القردود الخيرية والتي بها عدد كبير من الاعضاء واستطاعت هذه الجمعية ان تعمل عملاً كبيرًا من المدارس والمساجد ونادٍ للقرية، ايضًا هناك دعم للزراعة بتوفير متطلباتها الاساسية ولا انسى المحتاجين.. حدثنا عن شهر رمضان بالمملكة؟ بكل تأكيد مليء بالروحانيات التي يجب ان يُغلّف بها شهر التوبة والغفران، ولكن الغربة ايضاً القت بظلالها عليه ففقدنا طعمه الجميل وسط الأهل والأحباب والإحساس بالبساطة وسطهم.. وكما هو متعارف عليه فإن مائدته تحوي كل ما هو موجود في الموائد السودانية من عصيدة وملاح تقلية وغيرها اضافة الى المشروبات الشعبية كالآبري.. هل عاودك الحنين للعودة النهائية للوطن؟؟ الحنين مرتبط بالعاطفة، ففي كل لحظة اقرر العودة ولكن عندما افكر في الوقائع التي اجبرتني على الهجرة اجد انه من الصعب الرجوع للسودان قريبًا.. ولكني كلي امل وامانٍ ان يستقر الحال باسرع فرصة حتى نشد رحال العودة النهائية للوطن العزيز..