احاديث الحرب والخيانة.. محمد صديق وعقدة أولو!!    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    وزارة الخارجية تنعي الجمهورية الإسلامية الإيرانية    (بي ياتو ناحية ؟؟)    كباشي يزور جوبا ويلتقي بالرئيس سلفاكير    عبر تسجيل صوتي.. شاهد عيان بالدعم السريع يكشف التفاصيل الكاملة للحظة مقتل الشهيد محمد صديق بمصفاة الجيلي ويؤكد: (هذا ما حدث للشهيد بعد ضربه بالكف على يد أحد الجنود)    شاهد بالفيديو.. لاعب سوداني يستعرض مهاراته العالية في كرة القدم أمام إحدى إشارات المرور بالقاهرة ويجذب أنظار المارة وأصحاب السيارات    بالصور.. الفريق أول ركن ياسر العطا يستقبل الأستاذ أبو عركي البخيت    اعلامي تونسي يرشح الترجي للتتويج بالأميرة السمراء    قال ديمقراطية قال!!!    بالفيديو.. شاهد الفرحة العارمة لسكان حي الحاج يوسف بمدينة بحري بعودة التيار الكهربائي بعد فترة طويلة من الانقطاع    سعر الدولار في السودان اليوم الإثنين 20 مايو 2024 .. السوق الموازي    سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    والى ولاية الجزيرة يتفقد قسم شرطة الكريمت    علي باقري يتولى مهام وزير الخارجية في إيران    موعد تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    الحقيقة تُحزن    شاهد بالفيديو هدف الزمالك المصري "بطل الكونفدرالية" في مرمى نهضة بركان المغربي    إنطلاق العام الدراسي بغرب كردفان وإلتزام الوالي بدفع إستحقاقات المعلمين    مانشستر سيتي يدخل التاريخ بإحرازه لقب البريميرليغ للمرة الرابعة تواليا    الجنرال في ورطة    (باي .. باي… ياترجاوية والاهلي بطل متوج)    الإمام الطيب: الأزهر متضامن مع طهران.. وأدعو الله أن يحيط الرئيس الإيراني ومرافقيه بحفظه    "علامة استفهام".. تعليق مهم ل أديب على سقوط مروحية الرئيس الإيراني    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخرطوم ونظام زيناوي.. علو كعب المصالح
نشر في الانتباهة يوم 22 - 08 - 2012

رحل بالأمس عن الفانية رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي الذي جاء الى الحكم في بلاده بعد إطاحة نظام منقستو هيلا مريام في 28 مايو 1991م باعتباره رئيس تحالف الجبهة الثورية الديمقراطية لشعوب إثيوبيا التي تضم أربعة أحزاب إثيوبية من بينها حزب جبهة تحرير التقراي التي قادها الرئيس الراحل، وفي عهده ظلت إثيوبيا حاضرة في كل المحافل الإفريقية ومنظماتها، وفي محاولات إيجاد مخارج للأزمات التي تمر بها المنطقة.. وهنا في السودان لا ينسى أحد الدور الكبير الذي لعبته ومازالت تلعبه إثيوبيا في مسيرة السلام وترتيب الأوضاع عقب انفصال الجنوب، وتقوم إثيوبيا حالياً كما هو معلوم باستضافة المحادثات التي تجرى بين السودان والجنوب، كما تقوم قواتها بحفظ السلام في أبيي.
ويؤكد السفير عثمان السيد الذي كان سفيراً للسودان في إثيوبيا لأكثر من «14» عاماً أن العلاقات بين البلدين في عهد ملس شهدت تطورات إيجابية في كافة المجالات، وقال في حديثه ل «الإنتباهة» عبر الهاتف: «إن العلاقات بين البلدين تميزت بالحميمية منذ استلام زيناوي للحكم في بلاده، وظلت تتطور كل يوم في إطار العلاقات بينه وبين الرئيس البشير حتى تجاوزت العلاقات السياسية بينهما وصارت على المستوى الأسري»، وأضاف أن علاقة زيناوي بالبشير أقوى من علاقات البشير بأي رئيس آخر، الأمر الذي مهد لأن تلعب إثيوبيا دوراً أساسياً في السلام في السودان وفي العلاقات بين السودان والمجتمع الدولي، حيث كان حسب قول السيد يعكس وجهة نظر السودان للولايات المتحدة بجرأة ومصداقية وشفافية.
ونقل السيد عن زيناوي أنه كان يقول «إن الرئيس البشير أكثر من أخ»، ومضى السيد إلى أن زيناوي كان يحكي له كل التفاصيل في العلاقة بين البلدين، ومن بينها إنه قال للإدارة الأمريكية:«إنكم ناصبتم البشير العداء منذ توليه للسلطة في السودان، ولم تجربوا أن تتعاملوا معه، وكانت سياستكم هي العصا فقط ولم تكن هناك جزرة»، كما أن زيناوي كان فخوراً بعلاقته بالسودان والسودانيين، حيث كان يردد دائماً أنه عاش في أغلب مناطق السودان في الجريف والقضارف والقلابات، وكان يرى أن السودان قد ساندهم في نضالهم.
وقد دافع كثير من المحللين والكتاب الإثيوبيين عن العلاقات بين السودان وإثيوبيا في فترة زيناوي، ووصفوها بالمتطورة والأخوية والمليئة بالثقة، حيث كتب نائب رئيس تحرير صحيفة «العلم» الإثيوبية أيوب قدي قائلاً إن بعض الدول الغربية تريد تشويش العلاقات الأخوية بين السودان وإثيوبيا بعد أن حققت نجاحات منقطعة النظير في العلاقات الخارجية، وقبول دولة السودان قوات إثيوبية محايدة في منطقة أبيي المتنازع عليها مع الجنوب، الأمر الذي جعل هذه الدول تتخوف من هذا التقارب والثقة بين إثيوبيا والسودان.
وكانت برقية أمريكية سرّبها موقع ويكليكس الشهير، قد أشارت إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي قد أبلغ مسؤولين أمريكيين في يوليو 2009م بأن إطاحة الحكومة التي يتزعمها البشير هو «خيار مفضل» وسيناريو مثالي لواشنطن، إلا أن أديس أبابا فندت مضمون برقية ويكيليكس في بيان لها وزعته في أكتوبر من العام الماضي، نفت فيه ما ورد، وأوضحت فيه موقفها المتعلق بسياستها الخارجية تجاه السودان وكل الدول، وقالت «إن مسؤولية تحدي أية حكومة ذات سيادة تقع فقط على عاتق شعب هذه الدول المعنية وليس من جانب أية قوى خارجية أخرى».
وتذكر لزناوي جهوده المستمرة التي بذلها في سبيل إحلال السلام في البلاد حتى قبيل رحيله، حيث كانت بلاده تستضيف الحكومة وجارتها الجنوبية، في الوقت الذي كان يعاني فيه المرض، وقد رحب البشير اكثر من مرة بتلك الجهود التي تمنى أن تكلل بالنجاح لمصلحة البلدين والإقليم، وأن تكون نتيجتها سلاماً واستقراراً للسودان.
وكانت أكثر المراحل في عهد زيناوي شهدت فيها علاقات الخرطوم وأديس توتراً واضحاً بسبب محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك عام 1995م واتهام السودان بتدبيرها، إلا أن إثيوبيا تحركت بعدها في مجلس الأمن وفي دوائر صنع القرار الأمريكي في سبيل سحب القرار ورفع العقوبات الامريكية على السودان حتى قبل أن تتحرك مصر في عهد مبارك.
وقد توجت علاقات البلدين التي بدأت بالتنسيق في اللجنة الوزارية بين البلدين التي كونت منذ استلام زيناوي للحكم، بتوقيع العديد من الاتفاقيات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية، وعلى إثر ذلك تم الاتفاق على تكوين لجنة تطوير وتنمية الولايات الحدودية بين البلدين التي تعقد كل ستة أشهر في عاصمة من عواصم الولايات والأقاليم الحدودية، وكذلك وقع البلدان اتفاقاً للتعاون في مجال السياسة الخارجية، كما وقعت عدة اتفاقيات في إطار العلاقات الاقتصادية تم بموجبها إنجاز الطريق البري بين البلدين، وهناك اتفاقيات سياسية بين المؤتمر الوطني والحزب الحاكم في إثيوبيا، والعديد من الاتفاقيات الثقافية.
ورغم التوقعات بأن يكون غياب ملس زيناوي واضحاً على الساحة الإفريقية ومنطقة القرن الإفريقي وبالتالي العلاقات بين السودان وإثيوبيا، إلا أن السيد بدا مطمئناً إلى أن الحزب الحاكم في إثيوبيا منظم وكل قراراته مدروسة ومتفق عليها ومجازة، وتوقع أن تستمر العلاقات بين البلدين كما كانت، وأن تسير إلى الأفضل.
أديس تبكي مليس زيناوي بالخرطوم
خطها: المثنى عبد القادر الفحل
لم تمض أكثر من «10» أيام على تقرير «الإنتباهة» بأن غياب الرئيس الإثيوبي مليس زيناوي بات يقلق منطقة القرن الافريقي حتى رحل الرئيس الاثيوبي فجر أمس بعد أن حوّل ميراثاً من الديكتاتورية إلى كيان مستقل يسمى «جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية».. أعلنها مليس زيناوي وخاض من أجل تثبيت ذلك الإعلان معارك تلو المعارك، وكذلك لترسيخ دعائم هذا الكيان الوليد الذي كانت تنهشه الأطماع والرمال والضياع من كل حدب وصوب. وسافر إلى الأمم المتحدة بنيويورك ليسجل شهادة ميلاد تلك لبلاد رغم شح مواردها وفقرها.. واستطاع بصبر وحكمة وأناةٍ أن يتجاوز مشكلات مراحل الطفولة السياسية الأولى، وهو ما حوّل إثيوبيا بسرعة النجوع المرتحلة إلى قرى ومدن ثابتة مكينةٍ رمزًا للعزة وانتصرت معاركه الداخلية رغم ما حاصرها من نكبات وظروف غير مواتية البتة.. ولكونه ذا بصيرة استراتيجية، فإنه تطلع لإدراك الدور المميز الذي تفرضه أطروحات التاريخ وإحداثيات الجغرافيا، فربط إثيوبيا بعمقها الإفريقي وبحقيقتها.. ليس ذلك فقط بل إنه برع في القيام بأدوارٍ سياسية كبيرة سجلها في منعطفات تاريخية حاسمة، وهو ما عجزت عنه دول عديدة رغم ما تملكه من أسباب الإمكانات المادية والمعنوية.
أديس تبكي بالخرطوم
في ضاحية العمارات بالخرطوم تجمعت الجالية الإثيوبية أمام مبنى سفارتها والحزن يضخ في قلوبها وهي تبكي رئيسها الراحل، ونسبة لغياب السفير الإثيوبي عبادي زيمو خارج البلاد فقد تولى القائم بالأعمال السفير إيلي استشو مكانه وتحدث ل «الإنتباهة» عن العلاقات السودانية الإثيوبية عقب رحيل زيناوي قائلاً إن الحزب الحاكم الذي يتولى دفة البلاد حالياً سيواصل مسيرة الرئيس الراحل، خاصة أنه ترك أثراً عميقاً بين البلدين، وكانت الصداقة هي عنوانها وأن السودان وإثيوبيا صديقان للأبد، وبدوره نعى رئيس جمعية الصداقة السودانية الإثيوبية الأستاذ أحمد طه الرئيس زناوي باعتباره مناضلاً عاش في السودان ومعروفاً بأنه ضحى بتعليمه حتى يحقق النصر بتحرير أديس أبابا من النظام السابق، ويقول أحمد طه إن زيناوي استطاع أن يجعل لإثيوبيا اسماً في إفريقيا.
وخلال تجول «الإنتباهة» في مراسم السفارة، لاحظت اختلاط دموع الإثيوبيين بدموع السودانيين الذين جاءوا للعزاء في الراحل، وانسكبت على أرض الخرطوم، لتبكي أديس رئيسها وهي تنتظر رئيسها الجديد الذي سيعلن عنه البرلمان اليوم «الأربعاء».
الرئيس البشير يعزي
قدم الرئيس عمر البشير تعازيه للحكومة الإثيوبية وللشعب الإثيوبي في رحيل رئيس الوزراء مليس زيناوي، حيث أعلنت رئاسة الجمهورية في بيان لها أن السودان حكومة وشعباً يعبر عن بالغ حزنه لرحيل زيناوي، وأشاد بيان صادر عنها بمواقفه القوية والإيجابية في مساعدة السودان باستضافة بلاده للمفاوضات بين الحكومة السودانية ودولة جنوب السودان، وقال البشير: إن السودان سيفتقد رجلاً حكيماً كما ستفقده إفريقيا الذي كان أحد حكمائها، مؤكداً حرص بلاده على الحفاظ على العلاقات المتميزة بين بلاده وإثيوبيا.
وعن مشاركة الرئيس البشير في تشييع جنازة زيناوي، فمن المتوقع أن تشارك فيه قيادات لا تنسجم مواقفها مع مواقف السودان، وقال السكرتير الصحفي لرئاسة الجمهورية عماد سيد أحمد إن المسألة محل تدارس ونقاش حتى الآن.
ل «سر الختم ومصطفى عثمان» كلمة
كما عبر سفير السودان في إثيوبيا عبد الرحمن سر الختم عن تعازيه للشعب الإثيوبي، وقال سر الختم إن زيناوي كان حريصاً على علاقات متميزة وصادقة مع السودان، وأضاف في تصريحات له أن الراحل كان يتابع تفاصيل ما يجري في السودان، مبدياً استعداده في كل وقت وحين للتدخل إذا اقتضى الأمر لصالح السودان، وأشار إلى أنه كان يرعى علاقات بلاده مع السودان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
وبدوره قال المستشار الرئاسي السابق الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل إنه تلقى نبأ وفاة زيناوي فجر أمس من وزير الخارجية الإثيوبي السابق سيوم مسفن. وقال إسماعيل في تصريحات صحفية إن السودان سيفتقد زيناوي، وكشف أن رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل قضى جل حياته في السودان، عندما كان قائداً لجبهة التحرير، وأنه من أكثر قادة العالم تفهماً لطبيعة ما يجري في السودان، وفي عهده انتقلت علاقات البلدين من حالة الفتور والتوتر إلى علاقات قائمة على المصالح المشتركة والتفهم لأوضاع البلاد، وأضاف أنه خلق استقراراً لإثيوبيا لم تشهده من قبل. أما عن مستقبل علاقات البلدين وما ينتظرها بعد رحيل زيناوي قال إسماعيل إنه التقى أخيراً بقيادات إثيوبية إبان اشتداد المرض على زيناوي من بينهم رئيس البرلمان، وناقشت تلك اللقاءات العلاقات السودانية الإثيوبية.
وأشار إسماعيل إلى أنه التقى رئيس البرلمان الإثيوبي خلال مشاركته ممثلاً للرئيس البشير في تشييع الرئيس الغاني جون أتا ميلز، الذي كان ممثلاً لزيناوي، وتحدث معه عن أهمية أن تستمر هذه العلاقات على حالها. وأبان إسماعيل أنه تلقى أيضاً تأكيدات من نائب زيناوي في جبهة التقراي سيوم بدعم العلاقات والحفاظ عليها. وأكد إسماعيل أنه واثق من أن العلاقات الإثيوبية السودانية ستمضي إلى الأمام ولن تشهد تراجعاً، وكشف أن قراراً أصدرته جبهة تحرير التقراي في إثيوبيا أخيراً تم فيه ترفيع الرئيس البشير من درجة صديق لإثيوبيا إلى درجة أخ شقيق. ووصف إسماعيل القرار بأنه ينم عن فهم عميق واهتمام بطبيعة علاقات البلدين.
الخارجية السودانية تشاطر
عبرت وزارة خارجية السودان في بيان لها وزع في عزاء السفارة الإثيوبية أمس، عن مواساتها ومشاركتها للشعب الإثيوبي والحكومة الإثيوبية الأحزان في وفاة رئيس الوزراء مليس زيناوي، وذكرت الخارجية أن الراحل ارتبط بعلاقات صداقة حميمة مع السودان، وتوسعت مجالات التعاون المشترك بين البلدين في عهده لتشمل جميع المجالات، ولعبت بلاده أدواراً مؤثرة في دعم جهود السلام والاستقرار في السودان، وصلت درجة المشاركة بجنودها ضمن مجموعات حفظ السلام الدولية، واستضافة بلاده جولات التفاوض مع دولة جنوب السودان التي استمرت لأكثر من عام، وأضافت أن السودان فقد برحيل ميلس زيناوي صديقاً عزيزاً، وفقد الإقليم والقارة الإفريقية برحيله زعيماً مميزاً وقائداً حكيماً، أثبت حنكة في التعاطي مع قضايا إفريقيا، وأسهم في أن يكون للقارة دورها المميز في قضاياها وفي القضايا الدولية. وقالت الخارجية السودانية إنها إذ تنعاه فإنها تثق في قدرة القيادة الإثيوبية على تأمين الانتقال السلس للسلطة وفق مقتضى الدستور، ومواصلة الدور القيادي الذي ظل يلعبه الراحل إقليمياً ودولياً. هذا وقد أجرى وزير الخارجية علي كرتي اتصالاً هاتفياً بنظيره الإثيوبي هايلى مريم ديسالين، نقل له فيه تعازي السودان حكومة وشعباً للأشقاء في إثيوبيا في رحيل رئيس الوزراء مليس زيناوي.
هجر الطب إلى السياسة
ولد ملس زيناوي في عدوة، تيقراي، شمال إثيوبيا، لأب إثيوبي من عدوة، إثيوبيا، وأم من عدي كوالا. تخرّج في مدرسة الجنرال ونگيت في أديس أبابا، ثم درس الطب في جامعة أديس أبابا «وكانت تعرف باسم هيلا سلاسي في ذلك الوقت» لمدة سنتين قبل أن يتركها عام 1975 لينضم إلى جبهة تحرير شعب تقراي. وعندما كان عضوًا في الجبهة، أسس الاتحاد الماركسي اللينيني لتيقراي ولد في 8 مايو 1955 وهو رئيس وزراء إثيوبيا منذ 22 أغسطس 1995، وكان قد شغل قبل ذلك منصب رئيس لها من 28 مايو 1991 إلى 22 أغسطس 1995 ومنذ 1985، كان رئيس الجبهة الشعبية لتحرير تيقراي TPLF، التي تحوّلت بعد نجاح انقلابه إلى الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي.
التي كانت تناضل إلى جانب الكثير من الجماعات الأخرى، ضد منقستو هايلي مريم. انتخب زيناوي قائداً لقيادة اللجنة عام 1979 وقائد اللجنة التنفيذية عام 1983 ورئيساً لجبهة تحرير شعب تقراي، وقد حصل زيناوي على ماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة عام 1995 وماجستير العلوم في الاقتصاد من جامعة إراسموس في هولندا عام 2004م.
ملس متزوج ولديه ثلاثة أطفال. زوجته رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية في البرلمان، وفي يناير 2007، حصلت على جائزة في مجال مكافحة انتشار فيروس الإيدز في حفل أقيم بمناسبة ذكرى ناشط حقوق الإنسان د. مارتن لوثر كنج.
أهم ما يميز سيرة زيناوي هو علاقته بإريتريا فبالرغم من أن ملس وإدارته يدعون تفضيلهم الاتحاد مع إرتريا، إلا أنه منذ اندلاع القتال بين الجبهة الشعبية لتحرير تيقراي وجبهة تحرير إرتريا، ترك زيناوي قرار الاستقلال للمواطنين الإريتريين. حسب ما ورد في مقال تحليلي نشرته مجلة تايم عام 1991، يؤيد زيناوي والجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية حق الإريتريين في إجراء استفتاء لتقرير مصيرهم لكنه يفضّل إثيوبيا المتحدة وقد صوّت أغلبية الإريتريين لصالح الاستقلال في 24 مايو 1993، أصبح إسياس أفورقي رئيساً لإرتريا بعد انفصالها عن إثيوبيا. أثار هذا الاستقلال غضب معظم أفراد حكومة زيناوي وأحزاب المعارضة.
تولى مناصب مهمة مثل رئيس قمة بكين في منتدى التعاون الصيني الإفريقي نوفمبر 2006«56»، أدى ذلك إلى اعتماد خطة عمل بكين «2007 2009» للشراكة من أجل التقدُّم الاقتصادي والتبادل الثقافي. وأعلن فيها أيضاً دعم التنمية السياسية الدولية والاقتصادية، والتجارة والنظم المالية في إفريقيا.
عام 2004، عيّنه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير رئيس الوزراء كأحد مفوضي مفوضية إفريقيا كما عمل زيناوي رئيساً لمنظمة الوحدة الإفريقية «الاتحاد الإفريقي حالياً» من يونيو 1995 حتى يونيو 1996.
وعام 2007، انتخبه الاتحاد الإفريقي رئيساً للجنة جديدة لتنمية إفريقيا.
واختير ممثلاً لإفريقيا في قمة مجموعة ال«8» ومجموعة ال«20» في لندن.
اختاره الاتحاد الإفريقي لقيادة الوفد الإفريقي في المؤتمر العالمي حول التغيُّر المناخي في كوپنهاجن في 2009،
في فبراير 2010 عينته الأمم المتحدة رئيساً بالاشتراك للمجموعة الاستشارية حول تمويل التغيُّر المناخي، وهي مجموعة استشارية أممية رفيعة المستوى تعمل حول تمويل التغيُّر المناخي. [61]
حصل زيناوي على جائزة الثورة الخضراء وجائزة مالية قيمتها «200.000» دولار من مؤسسة يارا النرويجية في سبتمبر 2005 ، تقديرًا لإنجازاته السابقة وتشجيعاً على تحقيق التنمية الاقتصادية لشعب إثيوبيا.
وتبرّع ملس بالجائزة المالية لمؤسسة تسمى «صندوق نساء فره أديس إثيوبيا( فره أديس إثيوبيا يستوتش مرجا ماهيبر).[62] ويهدف صندوق فره أديس إثيوبيا إلى تمكين الفتيات عن طريق توفير الفرص التعليمية، وظل يقوم بتقديم الدعم ل«514» فتاة في المناطق الريفية
* بتصرف من مواقع إسفيرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.