{ سخرت أجهزة الإعلام الغربية والعربية من حصيلة العرب من الدورة الأولمبية.. ونشرت بعضها الكاريكاتيرات الساخرة وحتى العربية المهاجرة منها.. وكتبت إحدى الصحف الغربية الحاقدة على العرب بأن الدول العربية مجتمعة لم تحرز سوى أقل من واحد بالمائة من الدورات في إشارة إلى أن الميداليات المطروحة للرياضيين تزيد عن الألف ومائتي ميدالية ولم ينل العرب سوى اثنتي عشرة فقط. { الدول العربية التي حققت الميداليات هي تونس، الجزائر، مصر، قطر، المغرب، الكويت، والسعودية، وهي أقل من ثلث عدد الدول العربية المشاركة. وذلك لأن أكثر من الثلثين خرجوا خالي الوفاض.. ومرة شاركت في برنامج مع هيئة الإذاعة البريطانية عن تقييم المشاركة العربية، وكان في برنامج BBC اكسترا لأكثر من ساعتين، وبه مداخلات من المستمعين، وكانت هناك تعليقات ساخرة بل أن أحدهم بدأ تعليقه بتقديم التهنئة للرياضيين العرب لأنهم رفعوا رؤوسنا عالية وضربوا أروع الأمثال في الأداء الرائع.. ولم يطل استغرابنا لأنه اختتم تعليقه بأن الميدالية العربية التي فزنا بها هي ميدالية »خفي حنين«. { لا بد من استعراض الدول العربية التي خرجت بمديالية خفي حنين، ونبدأ بالمقتدرة نزولاً للدول العربية الأضعف.. فقد حملت ميدالية صاحبنا التي أطلق عليها خفي حنين كل من الإمارات، العراق، سلطنة عمان، ليبيا، سوريا، الأردن، لبنان، السودان، اليمن، فلسطين، موريتانيا الصومال، جيبوتي وجزر القمر. { تظل تونس في المركز الأول عربياً لأنها فازت بذهبية وبرونزية، وواصل سباحها العالمي الملولي توهجه وتفوقه وكسب الميداليتين بينهما الميدالية الأصعب في السباحة لعشرة آلاف متر لأكثر من ساعة مع ميدالية برونزية في سباحة ألف وخمسمائة متر، وجاءت بعد تونسالجزائر بذهبية العداء العالمي توفيق مخلوفي في ذهبية ألف وخمسائة متر، وكاد أن يفقدها بسبب قرار اللجنة المنظمة باستبعاده لأنه لم يؤد بجدية في سباق ثمانمائة متر.. ثم مصر بفضية وبرونزية وقطر ببرونزيتين إحداهما للعداء السوداني الأصل معتز برشم.. وكان رفيق دربه مصعب بلة قد شارك وكاد يضيف ميدالية ثالثة لقطر، وكانت البرونزية الأولى لقطر من الرامي ناصر العطية.. وقد فازت الكويت ببرونزية في الرماية.. أما السعودية فقد كسبت برونزية الفروسية للفرق بفريقها الذي ضم الأمير عبد الله آل سعود وكمال باحمدان وعبد الله شربتلي ورمزي الدهيمي. { أعجبتني مشاركة جيبوتي في إحدى النهائيات، وعجبت للتدهور الذي أصاب الرياضة المغربية التي كانت في طليعة العرب في الذهبيات منذ أيام سعيد عويطة ونوال المتوكل وهشام القروج.. وقد حفظ للمغاربة ماء وجههم العداء عبد العاطي قويدر في سباق 1500 متر، وأتوقع أن تبدأ المغرب تقييماً شاملاً لمشاركتها في هذه الدورة وإن كان التقييم مطلوباً للجميع.