أُتيحت لي سانحة أن أشاهد مسجد سيدة السنهوري ويا لروعة المسجد الذي أسس على التقوى ويا لجمال معماره الذي يليق ببيت من بيوت الله سبحانه وتعالى.. هذه السانحة الطيبة شهدت فيها الابن غلام الدين عثمان آدم الذي كان والياً لنهر النيل والتي ترك فيها بصماته الرائعة بمحبته للمساكين والفقراء وقد أطلقنا عليه وقتها غلام الدين أبو المساكين أولئك الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم اللهم أحشرني في زمرة المساكين وإنما هو أخ وصديق أهل الدين وسوف يحشر إن شاء الله في زمرتهم المساكين وأهل الدين وهو يحبهم ويحبونه والمرء مع من أحب كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه غلام الدين. المسمى على غلام الدين بن عائد الذي أدخل القرءان ببوابة دنقلا وما زالت آثار خلوته بدنقلا: لله دره وشهدت في هذا المجمع الشيخ حسن عثمان رزق الذي كان والياً لنهر النيل وترك بصماته ومواقفه في إصلاح ذات البين ويكفي أنه كان واسطة الخير في حل مشكلة المناصير الذين عسكروا شهوراً يفترشون الغبراء أمام أمانة الحكومة يطالبون بحقهم، وشهدت الشيخ الزبير أحمد الحسن نائب دائرة الزيداب وأمين المال وبيت المال في هذا العهد الميمون: وهو من أبنائنا الذين نفتخر ونعتز بهم في كل المحافل ومن دار جعل أعزها الله.. وشهدت الشيخ كمال حسن رزق إمام مسجد الخرطوم الكبير ذلك الشيخ الناصح الأمين: (لله درهم) وشهدت هؤلاء جميعاً في مسجد السيدة المبرورة سيدة السنهوري والدة سعود وآل البرير وجمع حافل من أهل الدين والتقوى شهدته أنهم جاءوا لمناسبة كريمة هو عقد قران الابن عمر محمد البشير سعد على ابنة عمه سلوى الشرطية الحافظة مالنا ودمنا: عمر هو ذلك الشاب الذاكر في مسجد والده بالدامر وسار على نهج والده في تعمير المسجد وتلاوة القرءان إن هؤلاء الولاة والوزراء جاءوا لمسجد سيدة السنهوري لهذه المناسبة ليس لأنهم حكام وإنما جاءوا لأنهم أهل الدين ويتمسكون بالدين القويم ربطتهم ذكرى ذلك الشيخ الراحل المقيم محمد البشير سعد المعلم الناسك العابد الذي رحل للدار الآخرة التي لا ترقى إليها الأباطيل. وتمنى في حياته كما يقول أن يدفن ويموت في أرض المدينةالمنورة وفي بقيع القرقرد وأجاب الله دعوته وتوفي بأرض المدينة ودُفن بالبقيع بعد أن أدى فريضة الحج وأكمل زيارة المدينةالمنورة وصلى بمسجدها وكنت شاهد موته حيث كنا سوياً في الحج رحل في هدوء وبساطة ودُفن في البقيع بعد الصلاة عليه في المسجد الشريف ودفن في صباح الجمعة الأغر وكنت شاهداً معه في حجرته وهو يذكر وينادي بالقرءان ورحل مقيماً وترك من بعده علماً ينتفع به وأسس جمعية القرءان الكريم بالدامر ورفع من شأنها وهي تعلو في أرض الدامر يذكر فيها القرءان صباحاً ومساءاً وترك مسجدًا أسسه من عدم بالدامر الحلة الجديدة وهو لا يملك شيئاً ببعض ماله وأهل الخير لا يملك سوى إيمانه القوي وفكره الصائب إن هذا الجمع الحافل لحضور قران ابنه (عمر) يدل على تلك العلاقات الإسلامية التي ربط بها الجيران والإخوان في الله جاء وفد من دامر المجذوب برئاسة الأمير/ أحمد عبيد أحمد وعضوية مراد وصديق خضر بشيري وحسن الدنقلاوي وإمام مسجده الشيخ إبراهيم عبد الرحيم وعبد الماجد عمر العوض وعبد الواحد حاج علي صالح ومحمد عبد المنعم محمود وأحمد العطا خير والشاذلي محمد أحمد نائب المرحوم الشيخ محمد بشير سعد في جمعية القرءان الكريم وانضم إلى الوفد من أبناء الدامر العقيد/ عبد الحليم عبيد أحمد والمستشار/ عبد المنعم التوم محمد عبد المجيد هذا الجمع الحافل من جيرانه ومحبيه وإخوانه في الله جاءوا جميعاً بمسجد السيدة سنهوري ليشهدوا عقد قرآن ابنه عمر وبوركت يا عمر الخيرات من عمر إن أبناء وبنات وقرينة الشيخ وأهله جميعاً لهم أن يفتخروا بهذا الأب المعلم والمربي الذي لم يترك مالاً أو ذهبًا وإنما يملك بيتاً من الجالوص بالدامر الحلة الجديدة ولكنه ترك لهم علماً ينتفعون به في الدنيا والآخرة ولهم أن يفتخروا بقول الشاعر العربي الفرزدق قائلاً: أولئك آبائي فجئني بمثله إذا جمعتنا يا جرير المجامع يفتخرون به الذي ترك ثروة إيمانية عليهم أن يفتخروا به لأنه ترك ثروة إيمانية وأن يتشبهوا به فإن التشبه بأمثاله فلاح ونجاح جعله الله زواجاً مبروكاً.