سعدت جداً بمعلومة مهمة قالها وزير العلوم والإتصالات الدكتور عيسى بشرى في ثنايا حديثه بالمؤتمر الصحفي الذي عقده ببرج الإتصالات، وهو يعلن استضافة السودان للمؤتمر الرابع للوزراء الأفارقة والمسؤولين، عن تكنلوجيا المعلومات والإتصالات فى الفترة من(2 حتى 6 ) سبتمبر 2012م بقاعة الصداقة. والمعلومة هى:( أن السودان يستخدم «22» ألف كيلو متر من الألياف الضوئية فى خدمة ثورة الإتصالات والمعلومات) ..مصدر السعادة والفخر فى هذا هو أن بلادنا بدأت تستخدم التقنية وتوظفها بشكل سليم فيما يعرف عند أهل العلم والثقافة ب ( المعرفة) بهدف تحسين نوعية الحياة بكافة مجالاتها وأنشطتها وأنماطها عبر توظيف المعلومات والإنترنت وتطبيقاتها المعلوماتية المختلفة فى الزراعة والصناعة والصحة، وردم الهوة الإلكترونية، لأننا نعيش فى عصر أصبحت المعرفة فيه هى المحرك الرئيسي للإنتاج والنمو الاقتصادي .. يأتى هذا المؤتمر كأول تظاهرة وتجمع أفريقي فى السودان بعد إنفصال دولة الجنوب، ويستمد أهميته من كون السودان دولة محورية وركناً متقدماً فى المنطقة، وقد سبق غيره فى الاستفادة من التقنية وتشكيلها وإدخالها فى الدورة الإقتصادية من خلال خصخصة الإعلام والإتصالات وغيرهما من الوسائط التى أصبحت من أهم عوامل الإنتاج فى تجهيز ومعالجة وتوزيع وتسويق السلع والخدمات وتحويلها إلى اقتصاد معرفي ناجح عبر تحويل المعلومات، إلى سلع وخدمات تقدم مباشرة، أو بتطوير السلع التقليدية عن طريق استخدام التقنية والاستفادة من الوسائل التقنية في تجاوز الحدود الجغرافية وعمليات التسويق والإنتاج للبضائع والمنتجات المختلفة، وتجسيد مفهوم ذهاب السلعة أو الخدمة إلى العميل وليس العكس كما فى بعض الأحايين.. جملة من الأسئلة والإستفسارات أجاب عنها وزير العلوم والاتصالات على شاكلة: لماذا أُقيم هذا المؤتمر فى السودان فى ظل الظروف الإقتصادية التى تعانيها البلاد ..؟؟ وكانت النقطة الأهم فى ردوده هى أن المؤتمر سيطرح (إعلان أفريقيا) لتنسيق وترتيب جهود القارة وآلياتها فى تبادل المعرفة وتنسيق مواءمة القوانين، لاسيما تلك التى لها علاقة بأمن المعلومات وحماية الخصوصية فى الإستخدام الفضاء الأسفيري، أما النقطة المهمة فى هذا المؤتمر هي الإستفادة من فضاء السودان الواسع فى تنمية وتطوير الإقتصاد، لأن الإقتصاد العالمي كما ذكرت أصبح إقتصاد معرفة ..!! المحك الأساسي والنقطة التى يتفق عليها الجميع هى أن التقنية وحدها لا تقدم شيئاً بدون الرؤية الكلية والمضمون الذي نقدمه للعالم سواء أكان ثقافة أو إقتصاداً أو معرفة لابد من محتوى جيد ومقنع وجاذب نقدمه للآخرين حتى نكون قد حققنا المفهوم العام لأهمية ومقاصد هذا المؤتمر الحيوي والمهم ، الذي يؤسس لبناء ووضع اللبنات الأساسية لانطلاقة جهود التطوير في هذا المجال الحيوي، ولعلم وإدراك الذين نظروا وخططوا لقيام هذا المحفل بقدرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إحداث التنمية في أفريقيا وزيادة قدرتها الاقتصادية ومن أجل بلوغ أهداف الألفية الانمائية. كما أن التحدي الحقيقي هو ما يخطط له المؤتمر فى مواءمة السياسات والنظم في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في أفريقيا، ومصدر التحدي هو أن أفريقيا بحاجة إلى قناعات جديدة تؤمن بخصوصية وهوية القارة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية حتى تتمكن من توحيد مساهماتها وأفكارها وسياساتها، وإذا تم ذلك وتحررت أفريقيا من قيودها المعلنة والمسكوت عنها، وقتها يمكن لقادة أفريقيا أن يتحدثوا بثقة وبملء فيهم عن تفعيل الشراكة بين الاتحاد الأوربي وأفريقيا وبينها والعالم بندية وإعتراف متبادل حول البنية التحتية ومجتمع المعلومات والفضاء والشبكة الالكترونية لأفريقيا و للطب عن بعد والتعليم عن بعد وغيرها من المصطلحات الجديدة فى إقتصاد المعرفة، وحتى نتحرك خطوات فى برنامج إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في برامجنا الدلالية الوطنية وتشجيع إدماج السياسات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطاعات أخرى على الأصعدة الوطنية والإقليمية والقارية وتشجيع القطاع الخاص الأفريقي على الاستثمار في مشاريع شبكات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، وانشاء هيكل وطني لاستخدام هذه التكنولوجيا في التعليم للتمكن من تنفيذ مبادرة (النيباد) للمدرسة الالكترونية، ورفع مستواها إضافة إلى تعزيز تنفيذ برنامج البريد الالكتروني كجزء من الاستراتيجية الوطنية للوجه الأمثل ..!! نقطة مهمة نختم بها وموضوعة فى جدول أعمال المؤتمر، وهى موضوع الأمن السبيراني وتوفير الحماية القانونية للأنظمة المعلوماتية، وسن التشريعات المناسبة ضد الجريمة الالكترونية، كما يناقش المؤتمر أمراً مهماً وهو التحول من النظام القياسي إلى النظام الرقمي في الإذاعة والتلفزيون، وهذه محاور غاية فى الأهمية، لأن البث الرقمي يتيح فضاءات ومساحات أرحب فى الإستخدام تتجاوز البث الأرضي بمراحل. على كل ننتظر مخرجات هذا المؤتمر الحيوي، وماذا تقدم الآلية التنفيذية للاتحاد الأفريقي من متابعة لقراراته وتوصياته..