اجتاحت مياه فيضان النيل الأزرق مساحات واسعة من البساتين بولاية سنار وهدَّدت عددًا من القرى المتاخمة للنيل، وسهرت غرف الطوارئ بالولاية والمحليات في متابعة ومراقبة مناسيب النيل مما يتطلب الوقفة الجادة من الجهات المسؤولة عن الزراعة لتخفيف الأضرار الناجمة عن الفيضان على المزارعين، وتشير «الإنتباهة» إلى ابتلاع النيل للطفل عبد الله أحمد مالك «9» سنوات من قرية السدرات محلية أبوحجار والتي هدد الفيضان بعض منازلها ضمن القرى المحاذية للنيل. وأوضح مدير عام وزارة التخطيط العمراني رئيس اللجنة الفنية لغرفة الطوارئ بولاية سنار المهندس علي المدني حمد النيل أن النيل تراجع إلى مجراه الرئيس ونفى وجود قرى متأثرة بفيضان النيل بالطريقة المدمرة ما عدا غمره ل«7» منازل بحلة سعيد محلية السوكي، وأرجع المدني ذلك لجهود الولاية قبل «5» أعوام في مجال إيواء القرى التي كانت تتضرر بمياه الفيضان في مناطق آمنة بعيداً عن حوض النيل، وقال أمّنّا فيضان هذا العام إلى حدٍ كبير بخطوات عملية حيث قمنا بترحيل قرى الجزائرالحلاوينوالجزائر العقليين والعزازة ومواطني الحي الشرقي بأم بنين ومواطني النيل بمنطقة الصابونابي وجزء من مواطني قريتي رونقا ومينا بمحلية السوكي بجانب أسر من قرية ود الجزولي و«29» أسرة من قرية أم شوكة بسبب الهدام بمحلية سنجة، وأضاف أن سنجة لا نستطيع ترحيلها ولكن نحميها مشيراً إلى حماية المتضررين منها بتنفيذ الجسر الواقي للمدينة بطول «6» كلم مشيراً إلى وجود أسر يمكن أن تتأثر بهدام النيل ولا نستطيع أن نرغمهم على الرحيل ولكنّنا نساعد من يريد الرحيل بقطعة أرض سكنية مجاناً وتقديم ما هو متاح من مواد بناء. وكشف العمدة محمد الأمين مبشر رئيس اتحاد مزارعي الخضر والفاكهة بالولاية عضو اللجنة الزراعية بتشريعي ولاية سنار ل «الإنتباهة» عن اجتياح مياه الفيضان لحوالى «3790» من المساحات البستانية بولاية سنار مشيراً إلى غمر مياه الفيضان ل «950» فدانًا من بساتين كركوج والجزائر وود العيس ومينا وحلة سعيد وأبو البنات وشاشينا... فيما كشف أعضاء اتحاد مزارعي الخضر والفاكهة بالولاية الذين هاتفتهم «الإنتباهة» عن حجم الضرر الذي لحق بالبساتين في المناطق المختلفة، حيث قال عضو الاتحاد عبد الله إبراهيم إن مساحة «600» فدان من الموز والخضروات والشتول غمرتها مياه الفيضان بمناطق ود الجزولي والدبكرة والرماش وأم شوكة شمال محلية سنجة، فيما قال العضو جادين إبراهيم إن المياه غمرت مساحة «750» فدانًا من الموز بجلقني وود النيل وفي منطقة أبونعامة تضرر الموز والشتول... وفي مناطق لوني والصابونابي وسيرو الجعليين والتوفيقية بمحلية أبوحجار كشف إبراهيم كاميس عن مساحة «800» فدان من الموز تضررت بالفيضان بجانب الأضرار التي لحقت بآبار الجنائب بفعل الهدام... وكشف عبد القوي عبد الرحيم نائب الأمين العام للاتحاد عن حجم لمساحات التي غمرتها مياه الفيضان في المناطق الواقعة جنوبسنجة وتضرر الموز وشتول المانجو والجوافة في مساحة «320» فدانًا بكل من العزازة وحريري.. فضلاً عن غمر المياه ل«120» فدانًا من شتول الفواكه والخضروات والموز بأم بنين، حسب تصريح العضو هاشم يوسف... وفي شرق سنار غمر الفيضان مساحة «250» فدانًا من الموز وخضروات الطماطم وشتول المانجو والليمون بجانب ظهور حالة هدام في بعض المناطق على حد قول الحاج أحمد موسى رئيس اتحاد محلية شرق سنار. واصل نهر الدندر الارتفاع في المنسوب حيث فاق منسوب العام الماضي ومنسوب «2003م» الذي جرف أكثر من «15» قرية، وسجل المنسوب عند محطة مدينة الدندر التابعة لوزارة الري «13» مترًا مكعبًا حيث أوضح السيد منصور الزاكي المسؤول عن محطة الدندر أن كمية الزيادة في المنسوب جاءت نتيجة لهطول أمطار غزيرة على الهضبة الإثيوبية واندفاع الخيران والأودية. المهندس أبو القاسم حسن فضل الله معتمد محلية الدندر بولاية سنار رئيس لجنة الطوارئ بالمحلية أكد أن فيضان نهر الدندر لا يشكل أي تهديد للقرى على نهر الدندر بعد الجهود التي بذلتها حكومة الولاية في الأعوام الماضية في توطين كل القرى التي جرفتها فيضانات الأعوام الماضية وتم ترحيلها إلى مواقع آمنة خارج شريط نهر الدندر ومدها بالخدمات الصحية والتعليمية والمياه. من جهة أخرى أفادت التقارير الواردة من مناطق أم بقرة وأم سنيط وأم عشة وأم ساقط المتاخمة لمحمية الدندر بأن فيضان نهر الدندر جرف عدداً كبيراً من الجروف البستانية المزروعة بالطماطم والعدس والخضروات، ودعا أصحاب المزارع الحكومية لدعم المزارعين بالتقاوي للعودة للزراعة ضمن برنامج حصاد المياه. فيما دعا الأمين العام لاتحاد مزارعي الخضر والفاكهة بالولاية خالد حسين الشيخ إلى ضرورة توفير تقاوي الموز والخضروات والشتول بأنواعها المختلفة للمزارعين بجانب إسبيرات الوابورات لإعادة البساتين إلى ما كانت عليه بعد انحسار مياه الفيضان لافتاً إلى أن التقاوي التي استخدمها المزارعون قبل الفيضان هي تقاوي محسنة لسوق الصادر.