شكا أحد الآباء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عقوق ابنه فقال عمر للابن «ما حملك على عقوق أبيك» فقال الابن يا أمير المؤمنين ما حق الولد على أبيه؟ قال: أن يحسن اسمه وأن يحسن اختيار أمه وأن يعلمه الكتاب فقال: يا أمير المؤمنين إن أبى لم يفعل شيئاً من ذلك فالتفت عمر للأب وقال له: «عققت ولدك قبل أن يعقَّك. على الرغم أن الأهالي يختارون أسماء أبنائهم إلا أن هناك من لا تروق لهم معاني تلك الأسماء أو دلالاتها فيعمدون إلى تغييرها عند دخولهم الحياة العامة ربما لأنها تحمل في طياتها معاني غريبة عليهم ولا تواكب عالم عالمهم.. «البيت الكبير» ناقش القضية مع أصحاب تجارب وخرج بالتالي: حق مكفول الأستاذة إعتدال الهادي/ موظفة قالت إن اختيار الأسماء هو حق مكفول للوالد قبل الام باختيار الاسم الجميل وخير الاسماء ما عُبد وحُمد، ولكن هناك من يقع في شرك المواقع الالكترونية فيطلقون اسماء بعيدة عن الدين وفي ذاكرتي اسرة اطلقت اسم وهج على ابنتها وكما هو معروف ان الوهج تعني النار وهي اليوم تعاني من الحمى يوميًا كذلك هناك من يسمى شجن واقدار وهي اسماء قد تعكس تجارب خاصة بهم يجعلون ابناءهم يذوقون مرارتها لذلك اوصي كل اسرة بتوخي الحذر وان يفعلوا معروفًا في ابنائهم ويتقوا الله فيهم. ارفض الفكرة يؤكد أبو القاسم محمد «موظف» أنه إذا كان الاسم غريبًا وغير ملائم مع البيئة التي ينشأ فيها هذا الطفل مما يجعله يعيش في عقدة نفسية من جراء تسميته بهذا الاسم والتي يعود معظمها الى أسماء الأجداد وهي تحمل في معاني عدة كالاحترام والتقدير والعرفان بالجميل وتخليدًا للذكرى خاصة إذا كان الجد اوالحبوبة متوفَّين وهو عرف سائد منذ القدم وتتعامل به كل الأسر. ويؤكد ابو القاسم انه قرر منذ إنجابه طفله الأول عدم الخوض في إطلاق اسم احد أجداده حتى لا يدخل في تفاصيل قد تستعصِ عليه مابين أهله وأهل زوجته. وتروي رحاب حسن «طالبة» والتي قامت بتغيير اسمها بعد أن عانت من اسمها وذاقت الأمرين خاصة وسط رفيقاتها في مرحلة الأساس فكانت مصدرًا للسخرية والاستهزاء وقالت إنها قامت بتغييره في المرحلة الثانوية الى رحاب دون علم أسرتي التي علمت بالأمر بالصدفة عندما قامت عدد من صديقاتي بتسجيل زيارة لي في المنزل وصادفوا والدي الذي أنكر عدم وجود ابنة له تحمل ذات الاسم حتى خرجت لهم وعندها فقط علموا بأمر تغييري لاسمي ولم تستغرب والدتي كثيرًا لأنني كنت أتذمر كثيرًا أمامها وقد أطلقت الاسم عليّ تيمنًا بوالدتها المتوفاة وعن نفسي ارفض فكرة الدخول في هذه التجربة واتمنى أن يراعي الوالدان العصر الذي سينشأ فيه أطفالهم. وتقول تنصر بشير /موظفة ضاحكة ان اسمها أول شيء يلفت الانتباه إليها مع أي شخص تتعامل معه بل انها صارت تتحرج من كثرة السؤال والرد فقررت تغييره ولكن الإجراءات القانونية وقفت لها بالمرصاد وتبين ان خالتها هي من أطلقت عليها هذا الاسم الغريب الذي حارت هي في معناه وتقول ان ظاهرة تغيير الأسماء ليست بالجديدة فقديمًا كان الناس يطلقون الأسماء المواكبة لواقعهم آنذاك ويتوقون للأسماء المرتبطة بالقوة والكرم والتاريخ به نماذج وتجارب عديدة لتغيير الأسماء أما خوفًا من السحر أو لوفاة الأبناء. وصمة متخصصون في علمي الاجتماع والنفس اكدوا أن تغيير الأسماء لا يدخل في باب الترف خاصة إذا شكلت لأصحابها منعطفات غير مريحة وسبّبت لهم إحراجًا في الحياة على أن لا يتم الاتكال على التغيير وكأنه وصفة سحرية ستقلب المشهد لمن يريد، والقانون يعطي الحق لمن يرغب في تغيير الاسم وفق شروط محدودة.. وتؤكد الأستاذة اعتدال الصديق المتخصصة في علم النفس نحن المسلمين ملزمون باختيار الأسماء الجميلة وهي مسؤولية دينية قبل ان تكون دنيوية مشيرة الى الأثر النفسي بل هناك من يعتبر اسمه وصمة يعاني منها كلما نطقه الآخرون باستمرار بسبب عدم اختيار ما يواكب مجتمعهم وتجزم بأن ذهابهم للمحاكم بغرض التغيير هو حق كفله لهم القانون.