.. كان ينسخ بعضًا من أعماله في أحد المحال بمدينة لندن تمهيدًا لعرضها أثناء استضافته في حوار لإحدى القنوات التلفزيونية عندما التفت إليه بعض زوار المحل من الإنجليز وأبدوا إعجابهم بتلك الخطوط والرسومات الكاركاتيرية واستأذنوه في بعض النسخ وقد كان، ومنها فوجئ ذات يوم بأعماله منشورة في إحدى الصحف ومنها كان دخوله عالم الصحافة الغربية التي يقول عنها إنها أعطته مساحة فقدها في بلده السودان.. هو فنان عالمي يتحدَّث بلغة سهلة يفهمها كل سكان الأرض.. الرسام الكاركاتوري.. عبد العظيم بيرم.. الذي بدأ تعاطيه مع الريشة في«الطاشرات» برسم اللوحات الزيتية وبورتريهات للرؤساء وزعما ء الدول.. ومنها لفت نظر «ماما عائشة» واستضافته برنامجها للأطفال آنذاك... واليوم هو في مقدمة الركب لفناني الكاريكاتير ويرسم في الديلي إكسبريس البريطانية بعد مشوار ورحلة إبداع داخل بلده السودان الذي يعتز به كثيراً وبالإبداع الذي خلقه في دواخله.. اتصل هاتفيًا ليخبرني أنه سيزور السودان قريبًا للمشاركة في معرض الكتاب الدولي بكتاب يوثق لمسيرته مع الريشة ويقدم من خلاله تجربته في عالم الكاريكاتير ومن المنتظر أن يخرج الكتاب في منتصف أكتوبر المقبل ويأتي متزامنًا مع معرض الخرطوم الدولي للكتاب وحضوره للإشراف على طباعة الكتاب - الذي دعمته شركة زين سيأتي تحت عنوان «عالمية ريشة سودانية» يحتوي على «256» كاريكاتير منها «75» لوحة تتحدث عن القضايا العالمية للإنسان فيما تتناول باقي اللوحات مواضيع وقضايا مختلفة تطرق لها الأستاذ بيرم وسيتم تخصيص جناح لعرض اللوحات الكاريكاتورية والكتاب في صالة المعرض.. «بيرم» وأسماء كثيرة من مبدعينا ممن آثروا الخروج بإبداعهم خارج الوطن هؤلاء يظلون أبناء هذا البلد وإن اختلفت أسباب الخروج! والأمل أن لا ننسى هؤلاء وأن لا ينسونا بدورهم وأن ما تخلق بداخلهم من إبداع يظل موقعًا بالوطن أبدًا.. وأن يبذروا ذلك الإبداع خصبًا كل في مجاله داخل البلد يضيفون إلى المجال وإلى طلبته وتلاميذه وأصحاب الموهبة فيه؛ إضافة علم وتجربة!! وألا تتجاهلهم الحكومات وأن نرغبهم لا ننفِّرهم من التعاطي الفعلي مع الأوساط الثقافية بالداخل وبدلاً من أن يكون مجهودًا أهليًا فرديًا يكون رسميًا لا يستثني مبدعًا ولا إبداعًا مهاجرًا!