هنادى عبد اللطيف بمرور الذكرى الأولى لأحداث (11) سبتمبر 2001م، اتخذت واشنطن الكثير من التحوطات الأمنية فى كل المرافق، وذلك تخوفاً من أي تكرار لهذه العملية. وظلت فى كل عام تحتفل بذكرى كل من قتل فى هذه الأحداث. والآن تمر ذكرى تلك الحادثة، فهل سنشهد عملية مشابهة لها، أم أنها عملية فريدة من نوعها ولن تتكرر؟ وحول امكانية تكرار هذه الأحداث مرة ثانية أجمع عدد من الخبراء على عدم تكرارها ثانية، وذلك لأنها كانت مدبرة من قبل الإدارة الأمريكية نفسها لاتخاذها ذريعة من أجل شن حرب تحت شعار محاربة الإرهاب. حيث قال فيتشيسلاف كوروليف الكاتب والخبير في الشؤون الجيوسياسية في حديث لقناة «روسيا اليوم» إن العالم بعد مرور (10) سنوات على أحداث 11 سبتمبر لم يصبح أكثر أمناً. وأضاف أن واشنطن استخدمت هذه الأحداث ذريعة للقيام بما يسمى بالحرب على الإرهاب إلا أنه استبعد تكرارها باعتبارها فريدة من نوعها، وكانت من تنظيم وإخراج الإدارة الأمريكية،.وهذا ما طرحه في كتابه (أسرار 11 من سبتمبر)؛ حيث قدم وثائق وأدلة قاطعة، استنادًا إلى المصادر الأمريكية نفسها والمصادر الأوروبية أيضا، تثبت ذلك تماماً». لكن مع مقتل زعيم تنظيم القاعدة العام الماضي، لا يزال التخوف من أي عمل يكون بمثابة رد من القاعدة على مقتل زعيمها على يد أمريكا في باكستان العام الماضي، فالتهديد والرد لازال مفتوحاً للثأر لزعيمها بن لادن، حيث أكد التنظيم سابقاً على موقع الكتروني تناقلته الوكالات أن مقتل أسامة لن يمر إلا بتوجيه ضربة مؤلمة لأمريكا في توقيت يختاره التنظيم، فهل حان التوقيت أم سيبقى عنصر المفاجأة هو سيد الموقف في عمليات القاعدة؟ واشنطن نفسها لا تستبعد أن ترد القاعدة الضربة، فقد ظلت تحذر من أية عملية يمكن أن تقوم بها القاعدة، وتأتى الكثير من التحذيرات مع اقتراب ذكرى الحادثة من كل عام، فقد أصدرت وزارة الخارجية هذا العام تحذيرات لرعاياها في جميع أنحاء العالم من التهديد المستمر للأعمال الإرهابية والعنف ضد مواطنيها ومصالحها. وذكر بيان وزارة الخارجية الأمريكية الذي نشر على جميع مواقع المصالح القنصلية والتمثيليات الديبلوماسية. وتم تجديد هذا التحذير في يوليو الماضي، نتيجة توفر معلومات عن التهديدات الأمنية والأنشطة الإرهابية في جميع أنحاء العالم. وذكر البيان أن «المعلومات الحالية تشير إلى أن تنظيم القاعدة والمنظمات التابعة لها، وغيرها تواصل التخطيط لشن هجمات إرهابية ضد المصالح الأمريكية في مناطق متعددة، بما في ذلك أوروبا وآسيا وأفريقيا، والشرق الأوسط. وقد تستخدم في هذه الهجمات مجموعة واسعة من التكتيكات بما في ذلك العمليات الانتحارية والاغتيالات والخطف والتفجيرات، وكان آخر عمل عدائي ضد الأمريكيين في واشنطن في يناير العام الماضي، حيث تم اكتشاف قنبلة أنبوبية على طول الطريق من مارتن لوثر كينغ بمناسبة الاحتفال بذكراه، وتم نزع القنبلة دون وقوع إصابات. ومنذ 2011م إلى اليوم لم تتعرض الولاياتالمتحدة إلى هجوم إرهابي داخلها وضد مصالحها في الخارج بصفة مباشرة، ولم يتبنَ تنظيم القاعدة أية عملية مباشرة ضد واشنطن، فهل هذه هدنة من القاعدة استعداداً لتنفيذ عملية بمثابة رد على مقتل بن لادن؟ أم أن القاعدة انتهت بموت زعيمها، وأنها لم تعد تشكل تهديداً أو خطراً على الحكومة الأمريكية؟