الخرطوم الكرمك: هيثم عثمان التأم اجتماع بين الجيش الشعبي وقوات من حركة العدل والمساواة بولاية أعالي النيل في جمهورية جنوب السودان للترتيب للدفع بست كتائب بغية إعادة الهجوم على ولاية النيل الأزرق بإشراف القيادة العامة للجيش الشعبي في بلفام، وبينما تحرّكت القوة بصورة فعلية أمس من منطقة «تبت» بأعالي النيل صوب الكرمك، تجمعت بضاحية «خور دنقلاوي» الشهير واستلمت قيادتها «9» مدرعات ثقيلة وقاذفات للصواريخ من الجيش الشعبي، في المقابل فشل الجيش الشعبي في إيصال «31» دبابة إلى مدينة الكرمك لدعم الوالي المعزول مالك عقار، وكشف مصدر خاص ل«الإنتباهة» عن خلافات عنيفة نشبت بين «54» ضابطاً من الجيش الشعبي كانوا يقودون الدبابات ومجموعة من أبناء النيل الأزرق بصفوف عقار لجهة تسليمها لهم، وأبان أن الدبابات تحركت منذ ثلاثة أيام، ووصلت بالفعل إلى منطقة «مابان» بأعالي النيل على الجهة المقابلة لجبال «باكولو» القريبة من منطقة باو، ولفت المصدر لرفض ضباط الجيش الشعبي تسليم مجموعة عقار الدبابات الجديدة، ونوّه إلى اقتراح المجموعة تسلم قيادتها وعودة الضباط لجوبا وعدم مشاركتهم في القتال، ورفض قائد الضباط وأعلن للمجموعة انتظار وصول التعليمات الأخيرة من جوبا بشأن مطالبتهم. فيما فجّر الجنرال المنشق عن الجيش الشعبي جورج أطور قائد الثوار بجمهورية جنوب السودان مفاجأة كبرى بكشفه عن تسريح قيادة الجيش الشعبي لكافة الجنود التابعين بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وإعادة استيعابهم تحت مسمى قوة جديدة بقيادة عقار والحلو مع الالتزام بدعمهم مالياً وعسكرياً، وقال في حوار عاصف تنشره «الإنتباهة» لاحقاً إن قيادة الجيش الشعبي تدير العمليات بالولايتين بالتنسيق مع عقار والحلو وقطع بحصول قواته على السلاح من الحركة الشعبية عكس ما اتهمه به الناطق الرسمي فليب أقوير بحصوله على السلاح من جهات اتهم منها الخرطوم، وفنّد أطور ادعاءات عرمان بأن قوات الحركة تتبع لقطاع الشمال الجديد، وقال «الحركة في أواخر العام الماضي قامت بتسريح كافة الجنود المنتسبين إليها بالنيل الأزرق وجنوب كردفان وإعادة تجنيدهم لمصلحة عقار والحلو لخدمة أجندتهم». وفي سياق متصل ناقش اجتماع أمس الأول بمدينة جوبا ضم ما يسمى بقطاع الشمال وقيادات ميدانية بالحركات الدارفورية سبل دعم عقار وقواته بالكرمك وبحث الاجتماع إمكانية قيام القوات بدارفور بعمليات قتالية مفاجئة على القوات المسلحة لارباك حساباتها وتشتيت تركيز الأجهزة الأمنية بالنيل الأزرق لإعادة قوات الحركة للولاية والسيطرة على المدن الإستراتيجية. وفي تطور لافت انفجرت خلافات عنيفة بين عقار وقادة وحداته الميدانية كادت تصل لمرحلة الاشتباك عقب رفض القيادات قطعياً الدخول في مواجهات هجومية مع القوات المسلحة، ونقل مصدر بالكرمك ل«الإنتباهة» القول إن عقار أخفق في إقناع القيادات الميدانية بشن هجمات مباغتة على القوات المسلحة بالولاية، ولفت إلى مطالبة ضابط برتبة اللواء يقود مجموعة المدفعية لعقار بتقديم توضيحات عن الجهة التي تدير الحرب بالولاية والتي تدعمها ونبه إلى رفض عقار حديث اللواء وألزمه بضرورة الانصياع للتعليمات مما حدا باللواء إلى قطع حديث عقار وتهديده بالخروج من المعسكر بالكرمك برفقة جنوده.